كتاب حياة الامام الرضا للشيخ القرشي والقرآن الكريم (ح 13)

فاضل حسن شريف

جاء في کتاب حياة الإمام الرضا للشيخ باقر شريف القرشي: ومن نماذج من تفسير الإمام عليه السلام للقرآن: 37 – قوله تعالى: “قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم” (يوسف 55) استشهد الإمام الرضا عليه السلام بالآية الكريمة في حديثه مع رجل قال له: (أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟) لقد انكر على الإمام قبوله لولاية العهد من قبل المأمون فرد الإمام عليه قائلا: (أيما أفضل النبي أو الوصي؟) (لا. النبي). (أيما افضل مسلم أو مشرك ؟) (لا بل مسلم) وادلى الإمام عليه السلام بالحجة القاطعة قائلا: (فان عزيز مصر كان مشركا، وكان يوسف نبيا، وان المأمون مسلم، وأنا وصي، ويوسف سأل العزيز أن يوليه حتى قال: (استعملني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) والمأمون اجبرني على ما أنا فيه. وفسر الإمام: قوله تعالى: “حفيظ عليم” (يوسف 55) بانه اي يوسف حافظ على ما في يده عالم بكل لسان. 38 – قوله تعالى: “قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم” (يوسف 77). قال عليه السلام: في تفسير هذه الآية الكريمة: كان لإسحاق النبي منطقة يتوارثها الأنبياء والاكابر، وكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها، وكانت تحبه فبعث إليها أبوه، أن ابعثيه إلي وارده إليك، فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة لاشمه ثم ارسله إليك غدوة فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه والبسته قميصا، فبعثت به إليه، وقالت: سرقت لمنطقة فوجدت عليه، وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة، فأخذته فكان عندها. 39 – قوله تعالى: “وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون” (يوسف 106). قال عليه السلام: في تفسير الآية إنه شرك لا يبلغ به الكفر والمعنى أنه شرك في طاعتهم للشيطان، وليس شرك عبادة ليلحقوا بقافلة الكفار. 40 – قوله تعالى: “حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا)” (يوسف 110). وطلب المأمون من الإمام الرضا عليه السلام تفسير الآية الكريمة فقال عليه السلام: يقول الله: (حتى إذا استيئس من قومهم، فظن قومهم أن الرسل قد كذبوا، جاء الرسل نصرنا). 41 – قوله تعالى: “هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا” (الرعد 12) قال عليه السلام في تفسير الخوف والطمع في الآية (خوفا للمسافر وطمعا للمقيم).

ويستطرد الشيخ القرشي قدس سره مبينا نماذج من تفسير الإمام عليه السلام للقرآن في كتابه قائلا: 42 – قوله تعالى: “ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” (الرعد 11). قال عليه السلام في تفسير الآية الكريمة: إن الامر صار إلى الله تعالى. 43 – قوله تعالى: “فاصفح الصفح الجميل” (الحجر 85). فسر الإمام عليه السلام الصفح الجميل بالعفو من غير عتاب. 44 – قوله تعالى: “قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما عملت رشدا” (الكهف 66). روى محمد بن على بن بلال عن يونس في كتاب رفعوه إلى الإمام الرضا عليه السلام يسألونه عن العالم الذي أتاه موسى أيهما كان أعلم؟ وهل يجوز أن يكون على موسى حجة في وقته، فكتب عليه السلام في الجواب: (أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر، إما جالسا وإما متكئا، فسلم عليه موسى فانكر السلام إذ كان الأرض ليس بها سلام. قال: من أنت؟ قال أنا موسى بن عمران: (أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟). (نعم.). (ما حاجتك؟). (جئت لتعلمني مما علمت رشدا). (إني وكلت بأمر لا تطيقه، ووكلت بأمر لا أطيقه). وساق له الأمرين. 45 – قوله تعالى: “وله من في السموات والأرض ومن عنده يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون” (الأنبياء 19). استشهد الإمام الرضا عليه السلام بهذه الآية الكريمة على عصمة الملائكة قال عليه السلام: (أن الملائكة معصومون، محفوظون عن الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى قال الله تعالى فيهم: “لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون” (التحريم 6). وقال عز وجل: (وله من في السموات والأرض ومن عنده يعني الملائكة لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون). 46 – قوله تعالى: “ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين” (الأنبياء 72-73). استشهد الإمام الرضا عليه السلام بالآيتين الكريمتين على طهارة الانبياء، وانهم صفوة خلق الله قال عليه السلام: (ثم أكرمه الله عز وجل يعني إبراهيم بأن جعلها يعني الإمامة في ذريته وأهل الصفوة والطهارة، فقال عز وجل: “ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين” (الأنبياء 72-73) فلم تزل يعني الإمامة في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا قرنا، حتى ورثها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال الله جل جلاله: “ان اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين” (آل عمران 68) فكانت خاصة فقلدها عليا بأمر الله عز وجل على رسم ما فرض الله تعالى، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله تعالى: “قال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث” (الروم 56) فهي اي الإمامة في ولد علي بن أبي طالب خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله).

ويستمر الشيخ باقر شريف القرشي قدس سره مبينا نماذج من تفسير الإمام عليه السلام للقرآن في كتابه قائلا: 47 – قوله تعالى، “ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات” (الحج 28). تحدث الإمام الرضا عليه السلام عن المنافع في الحج، والغاية من تشريعه قال عليه السلام: (وعلة الحج الوفادة إلى الله عز وجل، وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل وما فيه من استخراج الاموال، وتعب الابدان، وخطرها عن الشهوات واللذات والتقرب بالعبادة إلى الله عز وجل والخضوع والاستكانة والذل شاخصا في الحر والبرد، والامن والخوف تائبا في ذلك دائما. وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، والرغبة، والرهبة إلى الله تعالى، ومنه ترك قسوة القلب، وخساءة النفس، ونيسان الذكر، وانقطاع الرجاء والامل، وتجديد الحقوق، وحظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ومن في البر والبحر، ممن يحج، ومن لا يحج من تاجر وجالب وبائع ومشتر، وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الاطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم). 48 – قوله تعالى: “ثم ليقضوا تفثهم” (الحج 29). فسر الإمام عليه السلام التفث بتقليم الاظفار، وطرح الوسخ وطرح الاحرام عنه أي عن الحاج بعد قضائه لعملية الحج. 49 – قوله تعالى: “الله نور السموات والأرض” (النور 35) قال عليه السلام في تفسير الآية: الله هاد لأهل السموات وهاد لأهل الأرض. 50 – قوله تعالى “فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي” (القصص 15-16). وجه المأمون إلى الإمام الرضا عليه السلام السؤال التالي فقال له: (يا بن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون؟). (بلي). (اخبرني عن قول الله فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان؟)”. فأجابه الإمام عن تفسير الآية: (إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها وذلك بين المغرب والعشاء، فوجد فيها رجلين يقتتلان، هذا من شيعته وهذا من عدوه، فقضى على العدو بحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات، قال هذا من عمل الشيطان، يعني الاقتتال الذي وقع بين الرجلين، لا ما فعله موسى من قتله (إنه) يعني الشيطان عدو معضل مبين). وطفق المأمون قائلا: (فما معنى قول موسى: “رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي” (القصص 16)). فأجابه الإمام عن معنى الآية الكريمة: (يقول: وضعت نفسي غير موضعها بدخول هذه المدينة فاغفر لي، أي استرني من اعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني فغفر له إنه هو الغفور الرحيم، قال موسى: رب بما أنعمت علي من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة فلن أكون ظهيرا للمجرمين بل اجاهدهم بهذه القوة حتى ترضى. فاصبح موسى في المدينة خائفا يترقب، فإذا الذي يستصرخه بالامس يستصرخه على آخر قال موسى له: انك لغوي مبين: قاتلت رجلا بالامس، وتقاتل هذا اليوم لاودبنك وأراد أن يبطش به، فلما اراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما وهو من شيعته قال: يا موسى اتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس؟ ان تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض، وما تريد أن تكون من المصلحين). فقال المأمون: جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *