يوم الشهيد الفيلي العراقي: 2 نيسان (أولئك هم الصديقون والشهداء) (ح 11)‎

فاضل حسن شريف

د. فاضل حسن شريف

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز وجل “وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ” (الحديد 19) “والذين آمنوا بالله ورسله” أي صدقوا بتوحيد الله وأقروا بنبوة رسله “أولئك هم الصديقون” قال مجاهد كل من آمن بالله ورسله فهو صديق وشهيد وقرأ هذه الآية والصديق الكثير الصدق المبالغ فيه وهو اسم مدح وتعظيم. “والشهداء عند ربهم” أي وأولئك الشهداء عند ربهم والتقدير أولئك الصديقون عند ربهم والشهداء عند ربهم ثم قال “لهم أجرهم ونورهم” أي لهم ثواب طاعاتهم ونور إيمانهم الذي يهتدون به إلى طريق الجنة وهذا قول عبد الله بن مسعود ورواه البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وروى العياشي بالإسناد عن منهال القصاب قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ادع الله أن يرزقني الشهادة فقال إن المؤمن شهيد وقرأ هذه الآية وعن الحرث بن المغيرة قال كنا عند أبي جعفر عليه السلام فقال العارف منكم هذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلّم بسيفه ثم قال بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بسيفه ثم قال الثالثة بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في فسطاطه وفيكم آية من كتاب الله وقلت وأي آية جعلت فداك قال قول الله عز وجل “والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم” ثم قال صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم.  وقيل إن الشهداء منفصل مما قبله مستأنف والمراد بالشهداء الأنبياء عليهم السلام الذين يشهدون للأمم وعليهم وهو قول ابن عباس ومسروق ومقاتل بن حيان واختاره الفراء والزجاج وقيل هم الذين استشهدوا في سبيل الله عن مقاتل بن سليمان وابن جرير “والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم” يبقون فيها دائمين.

جاء في موقع مجلس النواب العراقي عن محضـر جلسـة رقـم (51) الاثنين (4/4/2011) م: النائب بيان باقر محمد الزبيدي: يوم 4/4/1980 يوم يندى له جبين الإنسانية من جريمة حصلت للكرد الفيليين ابتداءً من سحب الجنسية والتهجير وقتل الأبناء ومصادرة الأملاك والأموال. لذلك أطالب بإعتبار قضية إبادة وتهجير الكرد الفيليين جريمة من جرائم الإبادة الجماعية بكل المقاييس وأؤيد قرار مجلس الوزراء المرقم (426) بتاريخ 8/12/2010 الذي كان لنا شرف المشاركة بإصداره وأؤيد قرار المحكمة الجنائية العليا بإعتبار هذه الجريمة جريمة إبادة جماعية وتعهد بإزالة كافة الآثار السلبية الناتجة عن هذه القرارات التي أصدرها النظام البائد بحق الكرد الفيليين. لذلك أطالب المجلس: 1-بإصدار قرار إدانة لهذه الجريمة وتأييد قرار المحكمة الجنائية العليا باعتبارها جريمة إبادة جماعية بكل المقاييس. 2-إلغاء القرارات الصادرة بحق الكرد الفيليين من مجلس ما يسمى بمجلس قيادة الثورة المنحل وإعادة حقوقهم وتعويضهم تعويضاً عادلاً مادياً ومعنوياً.

وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز وجل “وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ” وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ” وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ” (الحديد 19) “والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون” المبالغون في التصديق “والشهداء عند ربهم” على المكذبين من الأمم “لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا” الدالة على وحدانيتنا، “أولئك أصحاب الجحيم” النار.

جاء في موقع براثا الكورد الفيليون قتلوا بسبب اتباعهم مذهب ال البيت عليهم السلام للكاتب نعيم الهاشمي الخفاجي بتأريخ 2022-04-06: برز قادة كبار من الفيليون الشيعة في الحزبان الوطني والديمقراطي الكوردستاني، منهم حبيب الفيلي والد اراس الفيلي الذي يتزعم حزب المرحوم احمد الحلبي حاليا، المرحوم الدكتور المناضل الوطني عادل مراد القيادي في حزب الاتحاد الوطني ابن خال الأخ الأستاذ أنور عبدالرحمن مدير صحيفة صوت العراق، اللواء جبار فرمان الفيلي وو الخ هم كورد فيليون، الكثير من الكتاب الكورد هم فيليون منهم الصديق الأستاذ الكاتب محمود الوندي والصديق ازاد الوندي وأيضا لدينا أصدقاء آخرون أخوة  كتاب من مندلي وخانقين  الخ أقدم نظام صدام الجرذ على تهجير التجار والمثقفين الفيليين لمصادرة أموالهم واعدام طبقة الشباب ولازال عشرة آلاف شاب فيلي تم اعدامهم بدون اي ذنب ودفنهم في صحاري السماوة والناصرية والنجف والبصرة وشرق الكوت الخ. في هذه الأيام نستذكر الحملات التعسفية التي استهدف الفيليون بسبب مذهبهم الشيعي والتي بدأها نظام صدام الجرذ الهالك في افتعال مسرحية في تفجير رمانة يدوية في جامعة بغداد، قام جهاز صدام القمعي في تحشيد تجمعات كبيرة لتشيع الضحايا وبقدرة قادر تم تفجير عبوة ناسفة في مسرحية واضحة بالقرب مت مدرسة ايرانية، تم الإعلان ان إيران نفذت عملية التفجير في يوم الرابع من نيسان عام 1980 بدأت عمليات التهجير بحجة انهم ايرانيون، وفي الحقيقة الفيليون لم يكونوا من القومية الفارسية الإيرانية وإنما قوميتهم اكراد من سكان العراق الأصليين، تم تهجير عشرات آلاف المواطنين العراقيين الاكراد الفيليون الشيعة  من اراضيهم وبيوتهم بذرائع عنصرية وطائفية، إ شهر نيسان من عام 1980 ترك في ذاكرتي الكثير من المواقف المحزنة، تم تهجير عدد من أصدقائي يدرسون معي في نفس الصف اتذكر أحدهم اسمه ماجد شندل شاهدني بالشارع  وهو حامل كتبه بأياديه صاح في صوت عالي نعيم ارجوك تبلغ مدير الإعدادية لا يغيبني بلغونا اليوم نسفر إلى ايران، كان ردي شتمت البعث وصدام لكن الله عز وجل أنقذني، تصوروا تم تسفير هذا الشاب وأهله بدون ذنب، لكونه كوردي فيلي شيعي، بقيت ثمان رحلات فارغة بصفي كان يشغلها طلاب أكراد فيلية من الحي والكوت وبدرة وجصان، مواقف مؤلمة وحزينه لازالت ماثلة بذاكرتي، جرائم استهداف الفيليون بدأت بعد وصول البعثيين للحكم في انقلاب تموز المشؤم عام 1968 حيث قامت حكومة  البعث في حملة تهجير  ونفي قسري استهدفت الكورد الفيليين لأسباب عرقية، كنت شاب صغير في عام 1970 شاهدت في مدينتي قضاء الحي عمليات  تهجير حيث لاحظنا إغلاق محلات تعود لفيليون، وحسب ماعملت سابقا ان عمليات التهجير طالت بتلك السنة أكثر من سبعين ألف كوردي  فيلي، تم تهجيرهم إلى إيران وسحبت جنسيتهم العراقية، في عام 1995 زرت ايران ووجدت ناس من اهل الحي تم تهجيرهم عام 1970 والناس رحبوا بي واخذوني إلى بيوتهم وقاموا في اكرامنا.  قبل نشوء  الدولة العراقية الحديثة كانت الحدود مفتوحة ما بين العراق والاهواز وكرمنشاه، بعد ولادة الدولة العراقية عام 1921 تم تقييم  المواطنين العراقيين الى قسمين القسم الأول هم  الذين يمتلكون وثائق عثمانية والباقي من المواطنين هم من التبعية الايرانية، بل هناك الكثير من العرب الشيعة سجلوا تبعية ايرانية لخلاصهم من الخدمة العسكرية، امتداد الفيليون  من مسجد سليمان  في الأهواز الى مهران وكرمنشاه، مقابل المحافظات العراقية، العمارة، الكوت، ديالى، ينتشر الفيليون في كل مدن محافظة ديالى وفي مدن محافظة واسط من الصويرة وبدرة وشيخ سعد وقضاء الحي، مدن محافظة العمارة ينتشر بها الفيليون مثل قضاء علي الغربي ومركز العمارة،  ينتشر الفيليون في معظم مدن الناصرية والسماوة والديوانية وكربلاء والنجف وبغداد والبصرة ويشكلون نسب تتفاوت لكن بكل الأحوال هم موجودون،  كنا في قضاء الحي نحتفل في عيد نوروز مع جيراننا واصدقائنا الفيليون، وجود الفيليون في الحي أو الكوت لايعني انهم اغلبية لكن لهم وجود معنا وهناك علاقات زواج ومصاهرة وصداقة بل الكثير منهم دخل في تحالفات قبلية مع العشائر العربية في الوسط والجنوب حالهم حال تحالفات الأكراد والتركمان مع القبائل العربية في كركوك والموصل.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *