محمد الموشكي
أعلنت أمريكا للمرة الثانية عدوانها على اليمن بعد عدوان استمر لأكثر من عام كامل خلال ولاية بايدن، والذي باء بالفشل الذريع. ليعود من جديد بقيادة المعتوه والمجرم ترامب، بعنجهيته، محاولاً من خلالها إثبات فشل عدوان بايدن الفاشل، كما أنه يسعى لإعادة الهيبة الأمريكية التي أسقطها اليمنيون، ويؤكد من خلال هذا العدوان أنه مجرم ومعتوه كما كان قبل وبعد رئاسته.
ومن خلال عقليته هذه، يعتقد أنه بوساطة هذه الأعمال الإجرامية وزخم النيران سيحقق ما أعلن عنه، وهو توقف العمليات اليمنية الإسندادية لغزة سواء في البحر أو عبر قصف الكيان الإسرائيلي، وهو الأمر الذي لم يتحقق ولن يتحقق بإذن الله.
وفي ظل هذه العنجهيات وزخم النيران العدوانية الأمريكية، أعلنت أمريكا عن تكلفة عملياتها في ثلاثة أسابيع فقط، والتي قدرت بمليار دولار، في مقابل فشل ذريع لم يستطع من خلاله حماية أو تأمين عبور ولو سفينة واحدة في البحر الأحمر أو العربي. كما لم تستطع أيضًا القضاء على قدرات الجيش اليمني، الذي وعد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمفاجآت قادمة سيكشفها ويستخدمها هذا الجيش في ظل هذه المعركة.
وفي سياق تطورات الأحداث، وعلى الرغم من كل هذه الخسائر الأمريكية الكبيرة خلال أسابيع قليلة، يبقى الواقع الميداني في اليمن، وأنا كوني يمني وأعيش في اليمن، كما هو قبل هذا العدوان، فلم ألحظ أي تأثير لهذا العدوان الأمريكي الغاشم على جميع الأصعدة والمستويات، رغم أن هذا العدوان استخدم كل الأوراق، بدءًا من الاقتصاد والحصار الاقتصادي، وانتهاءً بالاستهداف المباشر للأعيان المدنية.
ويظل أمام كل هذا الواقع الصامد والقوي، وأمام كل هذا الثبات والعنفوان، السؤال الذي يدور في عقول الجميع: ما الذي جعل اليمن هكذا قويًا وشجاعًا وصامدًا؟ الجواب هو أن اليمن امتلك ثلاث ركائز هامة، وهي القيادة، والمنهجية، والأمة (الحاضنة الشعبية) ذات التصميم العالي والإيمان القوي بالقضية التي يحملها، وثقة العالية بمن هو أكبر وأعظم وأقوى من أمريكا وإسرائيل وكل طغاة العالم، وهو الله الكبير العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.