جمال الناصري
في كل زمان ومكان تسقط شرائح من الأبرياء كضحايا للقدر وسوء الحظ وللعشوائية التي ترتكبها انظمة الحكم الديكتاتورية والمعارضة لها!
و لأنهم وقعوا في الأرض الحرام، فهؤلاء يتلقون الضربات من كلا الجانبين ، من جهة الحكومة ومن جهة المعارضة !!
من هم هؤلاء ؟
هم المؤمنون – المتدينون الذين اخلصوا للدين دون ان ينضووا الى حزب او جماعة او يدخلوا في السياسة، فمن ناحية يرفضون الأنتماء الى اي حزب ان كان حزب السلطة او حزب ديني رفع راية اسقاط النظام !
دفع هؤلاء ثمنا باهظا لموقفهم، فقد اخترقت الجماعات الدينية صفوف المصلين الأنقياء و احتمت بهم، بل وضعتهم كسواتر تمترست خلفها ، وعندما هجم النظام على معارضيه، كان هؤلاء من اول الضحايا الذين سقطوا تحت قبضته، وسيقوا الى الأعدامات و السجون، فقد كانوا مكشوفين للنظام، ولم يهربوا مثلما هرب المورطون، اي انهم وضعوا في بوز المدفع!
فهم في نظر النظام قاعدة جماهيرية للحركات الدينية ، وعندما سقط النظام لم يعترف بهم العائدون من المنافي تحت ذرائع عدة خشية ان يفضحوا الحكام الجدد و يكشفوا فسادهم وسرقاتهم و عمالتهم !
هؤلاء كالقلبضين على الجمر، تحملوا قسوة النظام البائد ولؤم الذين جاءوا محررين جدد!
انهم ضحايا في كل زمان !!