العارف الذي رشّحته لرئاسة “الأمم المتحدة”

عزيز الخزرجي

العارف الذي رشّحته لرئاسة “الأمم المتحدة” :

عزيز حميد مجيد الخزرجي

فلسفتي الكونية العزيزية تأثرت في بعض جوانبها العرفانية بأفكار العارف المعاصر حسين إلهي قمشئي, و آلحق عند أهل القلوب يجب أن يقال إن كان لك أو عليك, و قد أعترفت بذلك و ذكرته في جوانب من (فلسفتي الكونية الخاتمة) و أثنيت عليه في بعض المقالات, و إليكم حقائق عن تراثه العلمي و الأدبي و الفكري الذي تركه لكل محب و عاشق للفكر و الأدب و الجمال و العرفان :

هناك الكثير من المفكرين الذين قرأت لهم و لكن القليل منهم .. مَن ترك في حياتي بصمة واضحة و بآلعمق. و من هؤلاء استطيع و بكل فخر ان اشير الى الدكتور حسين إلهي قمشئي و الذي يعتبر نادرة من نوادر زماننا كما يتفق على ذلك الكثير من الأدباء و المفكرين. 

و لو قيل لي ما هي الشخصية التي تختارها لتمثيل البشرية – سفير البشرية – لاخترت هذا الدكتور لانه فعلا لا يمثل بلدا معينا و لا مذهبا معينا بل يمثل البشرية في أسمى معانيها, لهذا فأنه الامثل و الافضل ليكون رئيساً لمنظمة الامم المتحدة بلا حد و لا حدود .

ولد حسين الهي قمشئي في طهران العام 1318 شـ . أكمل دراسته الاكاديمية في كلية الالهيات بجامعة طهران الى جانب دروسه الحوزوية عند والده و بعض اساتذته. ثم اشتغل بالتدريس في جامعة طهران و اصبح محاضرا في جامعات ايرانية و خارجية . بدأ التأليف و الترجمة في العرفان و الادب و قد شغل منصب رئيس مكتبة ايران الوطنية لمدة سنة . مؤلفاته كثيرة جدا و لكن يمكن الاشارة الى :

– 365 يوما مع القران الكريم .

– 365 يوما مع السعدي.

– مختارات و شرح ” فيه ما فيه – لمولانا “

– مختارات ” منطق الطير – لعطار “

– مقدمة و تصحيح لديوان حافظ الشيرازي .

– ترجمة ” النبي لجبران خليل جبران “

– المقالات .

– الجامعية :

الجامعية سمة بارزة في شخصية هذا الرجل فالذي يسمع محاضراته او يقرأ تأليفاته يجده يتكلم عن انواع الادب الشرقي و الغربي ، الاديان ، الفلسفة ، التاريخ ، الهندسة المعمارية ، الموسيقى ، المكتبات و الكتب ، الاجتماعيات و علم النفس و غير ذلك من المواضيع . هذا بخلاف ما هو رائج هذه الايام من التخصص الشديد في احد فروع العلم و عدم الانفتاح على العلوم الاخرى, و لعل هذه النقطة المحورية هي أحد أهم الأسباب في تخلف العالم و ليس العراق فقط .

القراءة :

لقد قام الدكتور بجهود جبارة كي ينشر و يحبب ثقافة القراءة الى قلوب الشباب و الشابات و قد بدأ بنفسه فهو المثال الاكمل للشخص القارئ . في محاضراته دائما نجده يتكلم عن المكتبات و القراءة الجماعية و كيف ننظم القراءة الحرة كي نخرج بالفائدة بدلا من العشوائية . من يزور موقعه يجد انه يقدم برامجا مقترحة و مختلفة للقراءة لكل فئة عمرية . و عندما سألوه عن كيف يجد الوقت لقراءة هذا الكم من الكتب اشار الى ان المسألة فقط تحتاج الى قليل من النظم و الاستمرار.

احترام الثقافات و الأديان الاخرى :

من يقرأ مقالاتي الاخيرة في الاديان الشرقية يجد اني اتكلم باحترام عن هذه الاديان و رموزها و ذلك لمسته جلياً في شخصية الدكتور فهو على الرغم من خلفيته الدينية و تربيته في بيت تقليدي الا انه يحترم الاديان الاخرى بشكل قد لا يحتمله المحافظون و رجال الدين . ليس من الغريب ان تراه ينصح بقراءة العهد القديم او الباغافادغيتا و ذلك ليس كقراءة اطلاع و نقد بل قراءة تعلم و استفادة . نعم الكثير هم من يقرأون الاعمال العالمية و لكن اما يقرأونها لدحضها و نقدها او يقرأونها بنظرة استعلائية و القليل هو من يقرأ بنفسية المتعلم الشغوف .

الادب و الادب المقارن :

الادب هو اهم اهتمامات الدكتور فتراه حافظا لاغلب دواوين الشعر الفارسي من امثال حافظ ، فردوسي ، سعدي ، الشبستري ، العطار و غيرهم. ليس هذا فحسب بل أجده حافظا لاشعار شكسبير و اجده متأثرا بقوة بشخصيات حركة التعالي الامريكية من مثل ايمرسن ، ثورو و السيدة ايميلي دكنسون . هذا و اجده مطلعا على الادب الشرقي خاصة الهندي و لكن بدرجة اقل .

الادب المقارن ايضا من اهم اهتمامات الدكتور و جل مصنفاته و محاضراته تنطوي تحت هذا الباب. فهو يعقد المقارنات و يستخرج اوجه الشبه ليس بين شعراء الفارسية كحافظ و سعدي فحسب بل بين الاعمال الشرقية و الاعمال الغربية فتراه يزاوج في محاضراته بين اشعار شكسبير و اشعار حافظ .

الحفظ :

ليس لدي احصائيات عن مخزون هذا الرجل و لكن من يسمع محاضراته يستغرب قدرته العالية على قراءة الاشعار عن ظهر قلب لشعراء مختلفين . ما يلفت النظر انه ليس كما عادة الادباء ينشد بيتا شعريا كموضع للشاهد و انما يأتي بالقصائد كاملة او اجزاء طويلة منها. أحيانا اجد ان هذا الاسترسال يخرج المحاضرة من مسارها .

تذوق الجمال :

الجمال و تذوق الجمال و معرفة الجمال مصطلحات غريبة على مجتمعنا و ثقافتنا ( اذا استثنينا الجمال الانثوي) . و هذا ما أبرزته في فلسفتنا الكونية التي هي ختام الفلسفة في الوجود, لكن الدكتور لا يحاول في محاضراته ان يعلمنا الجمال المعنوي فقط بل يدعو الى معرفة الجمال الحسّي ايضاً هذا الجمال المفقود كليا عن مدننا و شوارعنا و ممتلكاتنا, في هذا العصر الذي يعج بالكآبة و الحسد و الغيبة و لقمة الحرام اينما تولي وجهك. اعتقد اننا بحاجة الى تعلم هذه المهارة(مهارة معرفة الجمال لترك القبح) خصوصا في هذا العصر الحزين, لكثرة الظلم و الأنتهازية و إنتشار الطبقية و حب المال و الشهوات بلا حدود. 

العارف الحكيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *