خميس الخنجر: هذا هو السبب الذي يجعلني أحترمك

عدنان ابو زيد

انا معجب بخميس الخنجر، فالرجل كان عفويا وصادقا، ولم يكن في حاجة لأن ينتقي كلماته.

تحدث بلسان تعب من المجاملات، وقالها بوضوح: الشروكية لا يستحقون حكم العراق.

كلمة ثقيلة أطلقها الرجل، لم تكن زلة عابرة ولا شتيمة مجانية، بل استحقاقات مشاعر وطموحات “استرجاع” العراق.

هو يعرف جيدا معدن الذين تصالح معهم بموجب صفقة قبض وسيطها الشروكي الدولارات والعقود، ولم تكن العودة بقرار محكمة، ولا تقارير أمنية موثوقة، ولا قرار دولة واضح.

من يتحدث عن العراق كدولة لم يره كما رآه الخنجر؛ فالعراق في عينه أزقة تتنازعها العصبيات، وممرات معتمة يهان فيها النظام السياسي الذي يعتزون به.

ومن يعرف حجم التنازلات والمليارات التي تمر تحت الطاولات، يعرف تماماً لماذا قال الرجل ما قاله عن الشروكية، ولماذا لم يكترث لردود الفعل التي ستلاحقه بعدها.

بيانات مشتعلة، من قبل سياسيي الشروكية، لكن الحقيقة أن كل الضجيج، لم يكن دفاعًا عن كرامة شروكي، ولا سني، بل سباقاً انتخابياً يحاول فيه كل طرف أن يُظهر بطولته المصطنعة.

أحياناً يكون الكره أكثر صدقاً من الحب المزيف.. خميس الخنجر قال ما لا يجرؤ الآخرون على التفكير به.

الخنجر الذي تغير مع متغيرات المنطقة، لم يعد ذلك الرجل الخائف، ومع صعود سنة سوريا الى الحكم، والدعم العربي لها، أصبحت كلماته أكثر حدّة، بلا أقنعة ولا مجاملات.

أما الساسة الشيعة، فمشهدهم، أكثر بؤسًا. يظهرون شيئًا ويخفون آخر، بلا قرار مستقل، بلا مشروع واضح، يديرون العراق كما تُدار جلسات الصلح العشائرية لا مؤسسات الدول، وهو ما يفسر عدم احترام خصومهم لهم.

خذوا مثالاً: ضجيجهم حول حضور الشرع إلى بغداد تبخر كما يتبخر الماء على الإسفلت الساخن، وزوبعة تزوير الحلبوسي صارت خبراً منسيًا. أما نور زهير، الذي اختفى عن أنظار الشعب، فلا يزال يتواصل مع كبار القوم، واما الفاسدون الشيعة، فغير مسموح التحدث عنهم او محاسبتهم.

ومثلما نور، شريك الشروكية (بوصف خميس)، فان الخنجر شريك ايضا، وهو يعرفهم واحدا، واحدا، ولهذا حصد مئات المليارات من الدولارات عن مشاريع وعقود، بعدما دفع لهم العمولات.. نعم انهم صغار يقبلون بالنسبة المئوية البسيطة.

لا فرق بين شيعي وسني حين يتعلق الأمر بالمال والنفوذ.

شعور السنة اليوم بأنهم أصحاب الكلمة القادمة ليس مجرد أوهام، فالدول العربية الكبرى تراهن عليهم، تدعمهم، بعد أن سحقت نفوذ الشيعة في سوريا ولبنان.

وإن سقطت إيران، فلن يصمد حكم الشيعة في بغداد أكثر من يومين، فالفساد المتجذر، والارتباط الذليل بالخارج، والتشرذم الداخلي، ستتكفل بإسقاط البقية الباقية.

أما مصير السنة العراقيين، فمرهون بقطر أو السعودية أو الإمارات، مثلما حدث لسوريا حينما سقطت دمشق في قبضة الأمويين.

النتيجة واحدة: العراق كما يراه الخنجر .. والسلام.

٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *