الاغبياء يخدعهم الاعداء

نعيم الخفاجي

 بتجربتي الحياتية وخلال مسيرتي الطويلة في معارضة نظام جرذ العوجة صدام، جلست واجتمعت مع آلاف الناس من مختلف المذاهب والقوميات والاديان والاعراق، يتم دائما خداع البسطاء، وأصحاب الثقة العمياء بكل من هب ودب.

ليس كل من رفع شعار وتقمص دور الناشط او الكاتب والمحلل او الناصح، هو فعلا يتكلم بواقعية من أجل مصلحة جميع أبناء الجنس البشري، بل الغالبية الساحقة من الكتاب والصحفيين والناشطين العرب، يتكلمون من منطلقات دينية وقومية وقبلية ومناطقية مقيتة.

معظم الدول الاستعمارية الكبرى، رصدت أموال طائلة لفيالق اعلامية تعمل على خداع القوى المستهدفة، من خلال نشر الأكاذيب والاشاعات، واستعمال تقنيات الاتصالات الحديثة والعقل الصناعي في فبركة مقاطع فيديو، وتقليد اصوات، لنشر أكاذيب معززة في مقاطع فيديو مفبركة لإعطاء هؤلاء الكذابين مصداقية.

انا شخصيا اعرف من هم المؤثرون بالساحة الشيعية العراقية، بينما غالبية قادة وساسة وكتاب ومحللي المكون الشيعي العراقي والعربي يغلب عليهم البساطة، يتم خداعهم من القوى المكفرة لهم، بحيث يتبنون شعاراتهم، رفيق درب صديق قديم، خريج عدة كليات مدنية وعسكرية، كتب منشور في حسابه في فيس بوك يقول نتنياهو ليس لله يريد حماية الدروز، بالله عليكم هل يوجد شخص واعي مايعرف أن أي بلد يعاني من صراعات قومية ومذهبية، أكيد  الدول المجاورة او المعادية بالتأكيد تستفيد من هذا الصراع للنفوذ إلى ذلك البلد، والعمل على تجزئته، قلت له اعطني اسم دولة عربية وإسلامية واحدة طلبت من الجولاني وقف مجازر قتل العلويين، وعدم تكرار المشهد الدموي مع الدروز، بقي يكرر قضية نتنياهو يعمل مو إلى الله ههههه.

بلا شك في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت أجهزة الإعلام قليلة، توجد راديوات، مثل هيئة الإذاعة البريطانية وصوت أمريكا ومونتكارلو، وصوت العرب، وتوجد صحف محلية، والكثير من الدول العربية تسمح بدخول مجلة واحدة أو مجلتين، ويسمحون في تداول كتاب واحد إلى محمد حسنين هيكل او محمد هويدي، يكون لهؤلاء تأثير مهم بين اوساط القوى الشبابية من طلاب المدارس والجامعات، والمثقفين، يتم قراءة كل كتبهم بل وتبني الكثير من أفكارهم.

ورغم ذلك يكون  تأثيرهم محدود ضمن ماتسمح به دولهم، بظل وجود أنظمة قمعية دكتاتورية امثال حكم صدام جرذ العوجة، الذي جعل ذكر صدام بدون خوف، أمنية لاتتحقق، بعد خروجي من العراق، وجدت جاليات مصرية ولبنانية ينتقدون رؤسائهم بدون خوف، حتى كان عندي صديق جار مسيحي لبناني من أنصار ايلي حبيقة، بالخطأ البريد سلمني رسالة له، انا لم انتبه إلى الاسم، كنت اعتقد لي فتحتها، قرأت اول سطر به سباب إلى رئيس الجمهورية، سلمتها اليه واعتذرت منه، الرجل قال لي عندنا في لبنان جدا طبيعي نشتم ونسب وننتقد رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان، دون خوف، قلت له نحن اذا ذكر اسم صدام بدون الرئيس حفظه الشيطان ورعاه يكون مصيرنا السجن والإعدام.

بحقبة السبعينيات معظم الناس تاخذ الاخبار من الراديوا، وقراءة بعض الكتب، في مصر السادات بعد وصوله للحكم أخرج الإخوان المسلمين من السجون، وقربهم إليه، بعد توقيعه اتفاق السلام كامب ديفيد، الدول القومية والبعثية ومعهم التيار الناصري هاجموا السادات، الإخوان ركبوا الموجه وقام شيخ اخواني في تكفير السادات، النقيب خالد الاسلامبولي قرأ كلام هذا الشيخ، وضع خطة محكمة لقتل السادات ونجح بخطته.

بعد دخول البث الفضائي ودخول الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، تم تدريب عناصر تجيد كيف تخدع الناس، بعد سقوط نظام البعث، المحترفين من أنصار صدام جرذ العوجة تقمصوا أدوار ليست لهم، ودخلوا إلى قوى شيعية لمهاجمة اي كاتب ومثقف شيعي يكشف الحقائق، تخيلوا معي، يدعون أنهم مع الحزب الإسلامي الشيعي الفلاني، ويخفون طائفيتهم، ويهاجمون كل كاتب شيعي شريف يعرف حقيقتهم، وللاسف نجحوا بهذا المجال بشكل كبير. فلول البعث وهابي يريدون الشيعي الممسوخ والجاهل الذي لا يميز بين الحق والباطل ومابين الصديق والعدو. 

فلول البعث عملوا مؤامرة دخول داعش للموصل، ومهدوا ذلك في مظاهرات ساحات الذل، والتمويل كان خليجي تركي بالعلن، هرب القادة والضباط والجنود السنة أمام بضع مئات من الدواعش، نقل مشعان الجبوري انه كان في تكريت، وشاهد مجيء ست عجلات، أطلقوا ابواق السيارات هورنات، هرب المحافظ ومدير الشرطة، وكأنهم جائوا ليستلموا منهم المحافظة ومراكز الشرطة.

بل قام شيوخ عشائر تكريت في إعطاء الأمان إلى آلاف الشباب الشيعة، في سبايكر و غدروا بهم، وقتلوهم، وأشاعوا أن المالكي هو الذي قتلهم، وللاسف هناك من السذج والجهلة من صدق بهذه الكذبة، رغم أن زعيم داعش عواد السامرائي ابو بكر البغدادي أصدر بيانا، قال القينا القبض على ٢٧٠٠ ضابط وجندي قمنا في قتل ١٧٠٠ شخص شيعي رافضي واطلقنا سراح الف ضابط وجندي سني، نعم هو من قال ذلك.

مقاطع الفيديو أظهرت عناصر بعثية سنية من البوناصر والبوعجيل هم من نفذوا عمليات الاعدامات، 

مانشاهد من محللين بالقنوات الفضائية الشيعية فهم أكثرهم مشهورين معروفين لكن نطاق تاثيرهم محدود بشكل جدا كبير، مجرد كلام بدون تحقيق اهداف، السبب بيئتنا جاهلة ساذجة، تعرضت للاضطهاد قرون طويلة من الحقب الزمنية،   انتجت لنا بيئة جاهلة وأشخاص يقدموهم ساسة ومثقفين وهم بالحقيقة يشعرون بعقدة العبودية والدونية، يظلمون أبناء جلدتهم بكل قوة واقتدار هههههه، حتى يجعلون بيئتهم الشيعية تقف مع صف الاعداء ههههه نعم شر البلية يارفاق مايضحك.

التأثير ياسادة ياكرام، يعني أنك تتمكن  من تغيير سلوك الناس وآرائهم، هذا للأسف بات مفقود بساحتنا الشيعية العراقية، بل رأيت العكس، كتاب وساسة فلول البعث وفرت لهم القنوات الحزبية الشيعية مجال كبير من خلال استضافتهم، للتأثير في البيئة الشيعية.

انا شخصيا متابع جيد، لمعظم القنوات ومواقع التواصل، كنت ولازلت اتصفح حساب الشيطان المحترف فيصل القاسم، يكتب له آلاف المعلقين بالمدح والذم، لم يقوم بحظرهم، انا شخصيا مجرد اكتب له تعليق بسيط دون شتم وسب، رأسا يقوم في حظري، أو يرد على تعليقي بشكل مباشر، وإذا رد باليوم التالي أجد حسابة، يعني  واضع علينا بلوك وبذلك يمنعني من تصفح حسابه، حاليا تركت أن اكتب اي تعليق، فقط اتصفح بهدوء،  نعم فيصل القاسم محترف يعرف من هم الأشخاص الذين يخشاهم.

طبيعة الجماهير تصدق الإشاعات والاكاذيب، ولاتصدق بالحقائق،  الخبر الكاذب ينتشر بشكل سريع سابقا ( اكلك ولاتكول)،  طبيعة بني البشر يصدقون الأخبار التي تفيدهم، ويتوافق مع معتقدهم، كتاب بعثيين سنة ليل نهار يدلسون، مجرد تنتقد ربهم وصنمهم صدام الجرذ، رأسا يتهمك انت إيراني وفارسي، والعجيب أن هؤلاء يتبعون أئمة  مذاهب سنية، كل مؤسيسها فقهاء  فرس وليسوا عرب.

فلول البعث وهابي فاقت أكاذيبهم أكاذيب   بول جوزيف غوبلز، وزير دعاية أدولف هتلر: «اكذب… اكذب وردد الكذب حتى يصدقك الناس!».

على سبيل المثال، الصين عملت وساطة جمعت ايران والسعودية، لفتح علاقات وتجاوز الخلافات، هذا التوجه يزعج رؤوس فلول البعث، على سبيل المثال الرفيق لقاء مكي احد واجهات البعث، سني عراقي متعصب يظهر بمظهر انه اكاديمي وليبرالي لكنه كذاب منافق مدلس، أمس حاول تفسير كلمة قالها السيد علي الخامنئي حول موسم الحج، بطريقة مختلفة لما كان يقصده السيد علي خامنئي كتب التغريدة التالية( ‏للمرة الأولى منذ المصالحة الإيرانية السعودية قبل أكثر من عامين، يدعو المرشد الإيراني الأعلى إلى تسييس الحج. هذه الدعوة وترتيب اجتماع خاص لإطلاقها، ليست مجرد توجيهات دينية، فهي لم تحدث خلال الموسمين السابقين، وهي تبدو كمقدمة لتوتير العلاقة مع الرياض من جديد، لأسباب مرتبطة بالسياق الإقليمي، والفرص الممكنة بقوة لانفجار الموقف مع إسرائيل. والسؤال المطروح بقوة هنا، أليس الأجدر بإيران تقوية علاقاتها  بمحيطها العربي لتحييده على الأقل في حال التعرض لضربة إسرائيلية؟).

ههه يضع علامات تعجب واسئلة، أمام هذا المشهد المضطرب، لايمكن للقوى الفعلا تقول كلمة الحق، أن تستطيع التأثير بالقليل في الساحة الشيعية في توحيد الصفوف لمواجهة مخاطر فلول البعث وهابي، الانتخابات القادمة بالتأكيد تشهد عزوف بين الناخبين بين أبناء الشيعة، بسبب رفض السيد مقتدى الصدر المشاركة في الانتخابات، مضاف لذلك أخطاء ساسة الأحزاب والكتل الشيعية بكسب أبناء جلدتهم وإعادة الثقة، فرطوا للأسف حتى في اصدقائهم ورفاق دربهم لاسباب تافهة  ساسة الأحزاب والقوى الشيعية العراقية لديهم أخطاء كبيرة بعدم كسب القوى الشيعية المؤثرة لاعادة الثقة مابين ساسة الأحزاب والبيئة الحاضنة، للأسف باتت القوى المعادية تتحكم في عقول نسبة عالية من أبناء المكون الشيعي العراقي، أن تكلمنا وحذرنا رأسا يتهمنا أصحاب الرؤى المحدودة أن حجي نعيم ماحصل على منصب او على حقوقه ووقف ضدنا ……الخ من الاتهامات التافهة، نختم مقالنا هذا سلح عقلك بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر ( مثل صيني )، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

5/5/2025 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *