ضياء ابو معارج الدراجي
في زمنٍ تحوّلت فيه الأقلام إلى خناجر تُغرز في خاصرة قضايا الأمة، وقفنا. لم ننحنِ، لم نتراجع، ولم نساوم. صمدنا على الحق، رغم ما تَعَرّضنا له من حملات تشويه وتخوين، من تهديدات ورسائل تحذير، من تهكمٍ وقذارةٍ لفظية، مارسها من باعوا ضمائرهم على عتبات السفارات الأجنبية والمكاتب الإعلامية الممولة من عواصم العار العربي.
كنا نعلم أن النهاية محسومة سلفًا؛ فالجمهورية الإسلامية التي راهنوا على سقوطها، لم تنكسر. بل كسرت المعادلات، وقلبت الطاولة على رؤوس المتآمرين. عرفنا أن الكيان الصهيوني، برغم آلته الإعلامية والتقنية، لا يملك العمق ولا الجرأة ولا القدرة على الاستمرار، وأن أنظمته الورقية ستنهار مع أول موجة حقيقية من نار العقيدة.
ورأينا كيف بدأت مرحلة الانهيار: خسارة عسكرية موجعة للكيان، لا ينكرها حتى الإعلام الغربي. خسارة معنوية، إذ انكشفت أوهام “الردع” و”التفوق”، وبدأت منظومة الكذب تنهار. لكن ما لم يتحمله أعداؤنا، هو أن أصواتًا إعلامية صادقة كانت تشارك في المعركة، تنقل الحقيقة، تفضح الخيانة، وتُسقِط الأقنعة.
نحن اليوم في صلب معركة الوعي، حيث لم تعد الطائرات وحدها تحسم المعارك، بل الأقلام الحرة والمنابر المقاومة. وها هم اليوم يرتعدون. فبعد أن فشلوا عسكريًا، عادوا إلى وسيلتهم الوحيدة: القمع ضد الإعلاميين، يلاحقون الحسابات، يهددون من قال كلمة حق، فقط لأنه فضح عجز الكيان وامريكا وعارات العرب.
لكنهم أخطأوا الحساب. فجيل المقاومة الإعلامية لا يخاف، ولا يساوم. هم الذين نصروا الحق بالكلمة، تمامًا كما نصره غيرهم بالصاروخ. وهم الذين سيبقون شوكة في خاصرة المطبعين، والجبناء، والعملاء، مهما ارتفع صوت التهديد.
نقولها اليوم بملء الفم: من نصر الجمهورية الإسلامية في أصعب أيامها، لن يخونها اليوم. ومن واجه آلة الكذب الصهيونية وحلفاءها بالخليج، لن يتراجع تحت تهديد رسالة أو بلاغ.
نحن على العهد، على خطّ الوعي والمواجهة. فمن خان قلمه خان شعبه، أما نحن فبقينا على النهج، وها هي الحقيقة تنتصر.
ضياء ابو معارج الدراجي