الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
العبرة من قصة ثورة العشرين العراقية عام 1920 دروسها أن العدو الداخلي أهم من العدو الخارجي وأن البرغماتية في التعامل للوصول الى منفعة الشعب مطلوبة جاء في معاني القرآن الكريم: عبر أصل العبر: تجاوز من حال إلى حال، فأما العبور فيختص بتجاوز الماء، إما بسباحة، أو في سفينة، أو على بعير، أو قنطرة، ومنه: عبر النهر: لجانبه حيث يعبر إليه أو منه، واشتق منه: عبر العين للدمع، والعبرة كالدمعة، وقيل: عابر سبيل. قال تعالى: “إلا عابري سبيل” (النساء 43)، وناقة عبر أسفار، وعبر القوم: إذا ماتوا، كأنهم عبروا قنطرة الدنيا، وأما العبارة فهي مختصة بالكلام العابر الهواء من لسان المتكلم إلى سمع السامع، والاعتبار والعبرة: بالحالة التي يتوصل بها من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد. قال تعالى: “إن في ذلك لعبرة” (آل عمران 13)، “فاعتبروا يا أولي الأبصار” (الحشر 2)، والتعبير: مختص بتعبير الرؤيا، وهو العابر من ظاهرها إلى باطنها، نحو: “إن كنتم للرؤيا تعبرون” (يوسف 43)، وهو أخص من التأويل، فإن التأويل يقال فيه وفي غيره. والشعرى العبور، سميت بذلك لكونها عابرة، والعبري: ما ينبت على عبر النهر، وشط معبر: ترك عليه العبري.
جاء في كتاب ثورة العشرين ودورها في تأسيس الدولة الطائفية للدكتور عبدالخالق حسين: الثورة تسبب عداء الإنكليز للشيعة: ولمعاقبة قادة الثورة، ومكافأة الذين وقفوا ضدها من العراقيين، يقول الميجر ديكسون وهو بمثابة الحاكم العام للفرات الأوسط: “إن النية يجب ان تتجه لتعيين الرجال ذوي الآراء المعتدلة دون غيرهم في المناصب السياسية، وضرب واضطهاد عناصر الثورة في حالة وجودها”. كما وأوضحت المس بل وبانفعال شديد موقفها من الشيعة بالذات قائلة: “أما أنا شخصياً فأبتهج وأفرح أن أرى الشيعة الأغراب يقعون في مأزق حرج. فإنهم من أصعب الناس مراساً وعناداً في البلاد”. ومن هنا نعرف أن الثورة أثارت مشاعر العداء والضغينة عند الإنكليز ضد الشيعة ولم يحاولون إخفاءها. كما ولاحظ استخدام المس بيل لكلمة (الأغراب) في وصف الشيعة إذ منذ ذلك الوقت بدأت حملة اعتبار الشيعة أجانب في العراق لتبرير حرمانهم من حق المشاركة في الدولة. ولم يكتف الإنكليز بزرع لغم الطائفية في الدولة الحديثة عند تأسيسهم لها، بل عملوا على تكريس تهمة الطائفية ضد كل من يشكو منها، إذ يقول الدكتور سعيد السامرائي في عقدة الاتهام بالطائفية في كتابه القيم (الطائفية في العراق) ما نصه: “من ضمن الخطة التي وضعها الإنكليز لتدمير نفسية الشيعة العراقيين عندما أسسوا الدولة العراقية مجبرين، نتيجة للثورة العراقية التي فجرها وقادها وتحمل معظم تضحياتها الشيعة عام 1920، هي محاصرتهم بتهمة الطائفية، وذلك كي يردوا بمحاولة نفيها. ومحاولة النفي هذه ستكون: أولاً: بتقديم آيات الولاء للدولة السنية بمختلف الوسائل التي في أبرزها التحيّز ضد الشيعي في التعيينات والترقيات والترشيحات والإيفادات والبعثات وصولاً إلى مشاركة الدولة وطاعتها بما تقوم به من اضطهاد طائفي ضد الشيعة أنفسهم، وثانياً: بالوقوف ضد كل شيعي يرفع صوته صارخاً بالمظلومية الواضحة للشيعة خشية أن تثبت تهمة الطائفية لأنهم قد أدخلوا في روعهم أن طلب الإنصاف هو تحيّز مذهبي”. ويضيف الدكتور السامرائي في هذا الصدد في مكان آخر من كتابه قائلاً: “ولو كان حبس المظلوم لصرخته فائدة للمجتمع بحيث يصبح التنازل عن حقه في التعويض وقصاص الظالم المعتدي أمراً محبذاً وجالباً للشكر من المجتمع، فهل سيبقى كذلك إذا ما أصبح تكريساً لواقع الظلم الشاذ في المجتمع إلى الوراء عقوداً من الزمن، وصار الظلم يمارس وكأنه حق مكتسب للظالم وأمر مقبول في المجتمع، ومن ثوابته المتعارف عليها؟ وكيف يمكن تصحيح الأوضاع الشاذة في المجتمع إذا لم نضع أيدينا على الجرح وتشخيص الأسباب والواقع والجذور وكل ما يتعلق بالظلم الذي وقع كي نشرع بمحاولة منع حصوله ثانية؟ وهكذا يصبح من يمارس أبشع أنواع القمع والتمييز الطائفي بريئاً من تهمة الطائفية في حين يصير الشيعي الذي يصرخ متظلماً مما حل به طائفياً.”. على أي حال، قرر الإنكليز تشكيل حكم أهلي في العراق وإعطاء المناصب لأولئك الذين ناصبوا الثورة العداء. فقد تأسس الحكم الوطني أو الأهلي في العراق عام 1921 بتخطيط من الحكومة البريطانية، واختير السيد عبد الرحمن النقيب رئيساً للحكومة الأهلية الأولى، مكافئة لإخلاصه للمحتلين، إذ ينقل المؤرخ مير بصري عن النقيب قوله: “إن الإنكليز فتحوا هذه البلاد وأراقوا دماءهم في تربتها، وبذلوا أموالهم من أجلها، فلا بد لهم من التمتع بما فازوا به”.
جاء في موقع الألوكة الشرعية عن القصص القرآني: عبر ودروس للكاتب مرشد الحيالي: من خصائص القصص القرآني المستمدة من هذه الآية في سورة يوسف ما يلي: 1- الواقعية لا الرمزية، أي: إن القصص واقع حدث وجرى لا مجرد التمثيل، وقد أجمعت الأُمَّة على أن ما قَصَّه الله في كتابه هو واقع حدث وجرى، لا كما يقول البعض من أنها رموز وإشارات لأجل الاعتبار، أو أنها أمثال تضرب ومثل عليها ليُقتدَى بهم، والحقيقة التي نبَّه إليها القرآن الكريم أن تلك القصص عبارة عن واقع حال، وأحداث جرت ووقعت، فهناك فتية هم أصحاب الكهف ذاقوا الظلم واعتزلوا من الفتن، ولجأوا إلى عبادة الله وحده، وهناك قرية كفرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، وهناك من خسف الله به الأرض، كقارون، وهناك من أغرقه الله في البحر، كفرعونإلخ. يقول أهل التربية والاجتماع: لا يمكن للإنسان أن يقتدي أو يتربَّى أو يستفيد من قصة لا وجود فيها لأشخاص يمثلونها، أو هي عبارة عن رموز وإشارات ومُثل لا وجود من يطبقها ويمثلها، وإنما ليخاطب بها الجمهور ليعقلوا ويفهموا، وهذا في الحقيقة تكذيب للقرآن وتحريف له. 2- من خصائص القصص من هذه الآية أيضًا أنها صدق وحق وعدل من عند الله لا شكَّ فيه، فعندما يقصُّ علينا المولى قصة عن بني اسرائيل وأصحاب السبت دلَّ على أنها حق وصِدْق والله يقول: “وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ” (الأحزاب 4). 3- إنها جاءت لتُربِّي على العقيدة الصحيحة، والأخلاق الحسنة التي فطر الله عليها البشر، تجد في القصص شخصًا داعيًا شهمًا شجاعًا، تجد فيها الشخص السخيَّ والتقيَّ والخائف من عذاب ربِّه، ومن يرجو رحمته، تجد فيها الرجل الذي يخاف على قومه، فيبذل لهم النصيحة مشفقًا عليهم، يدعوهم إلى توحيد الله وعدم الإشراك به، فالغاية من عرض القصص أن نتخلَّق بالأخلاق الحسنة التي هي جوهر بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكارِمَ الأخْلاقِ).
جاء في صوت الأمة العراقية عن ثورة العشرين بين التقييم الوطني والموقف الشيعي للكاتب سلمان رشيد الهلالي: والاغرب من الشيوعيين العراقيين الشيعة البعض من (الوطنجية) الذين ينادون بالهوية العراقية الوطنية وضرورة دعمها وترسيخها في المجتمع ولكن ما ان يصل الامر الى ثورة العشرين حتى يتحول هذا (الوطنجي) الى شيعي وياخذ بمهاجمة الثورة وكيف انها همشت الاغلبية الشيعية عن الادارة والحكم ليس من باب الحرص على الشيعة ومستقبلهم ومقدراتهم فاغلبية (الوطنجية) العراقيين لااقول عندهم حقد اسطوري على الشيعة وانما كراهية زرعتها الانظمة القومية والطائفية الحاكمة في رؤوسهم ونظامهم المعرفي وانما الهدف هو فقط الرغبة بالهجوم على الشيعة ونقدهم ومهاجمة مقومات قوتهم ورموزهم ومن ثم ترسيخ الهزيمة الذاتية والاستلاب والدونية والنقص في وجدانهم وضمائرهم والا لو كاموا وطنيين حقيقة لكان المفترض ان يمدحوا ثورة العشرين بحسب المعيار الوطني لانها اول مدرسة وطنية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر ودورها في تاسيس الدولة العراقية الحديثة التي بلورة الروابط الوطنية بين ابناء المجتمع لاينكر احد الا انهم كعادة الشيعة المخصيين لاينسون القاعدة الذهبية (عند الرغبة بالذم والهجوم يكونون شيعة وعند موطن المدح للمذهب الاخر يكونون وطنيين). وقد وجدنا هذا الاضطراب والتناقض عند الكاتب عادل الياسري فهو يمدح الدور الوطني لجده السيد نور الياسري في المشخاب حتى انه نشر كتابا خاصا بعنوان (جهاد السيد نور السيد عزيز الياسري في ثورة العراق التحررية وصناعة الوطنية) بل انه اعتبر جده صانع الوطنية العراقية الا ان الكاتب سرعان ماتتقمصه شخصيته الشيعيه المازومة بعد فترة من الزمن وينسى وطنيته ويخضع للمؤثرات القومية والطائفية للاشعورية وياخذ بمهاجمة الحوزة العلمية والمراجع الايرانيين (وكيف ان جده وقف بوجوههم وان المرجعية الدينية الشيعية هي ميراث قومي الى ال فارس في العراق والعالم العربي، قبل ان تصبح ميراث ديني. وان الفقه الشيعي السياسي هو جزء لا يتجزء من الامن القومي الايراني) وغيرها من الرواسب البعثية والعروبية.في الواقع لانعرف كيفية انسياب هذه الرواسب والافكار البعثية والطائفية الى الكثير من السادة ال ياسر ويكفي ان تعرف بعض الاسماء التي خضعت لهذا التوجه من قبيل صافي الياسري وكاظم الياسري وعبد اللطيف الياسري وناصر الياسري واخيرا عادل الياسري ولاادري ماهية العقد التي يحملونها حتى جعلتهم ينساقون وراء تلك الافكار الطائفية والعنصرية والرغبة في اثبات وطنيتهم وعروبتهم امام احفاد الانكشارية والمماليك الى درجة الهجوم على الكثير من الرموز الشيعية. والمفارقة انه ورغم تلك التنازلات والهجومات والخدمات التي قدموها للقوميين والبعثيين والطائفيين الا انهم لم يحصلوا على ادنى تقدير واحترام من قبلهم ان لم يكن العكس فقد لفق عليهم البعثيين قصة امل الياسري التي ادعوا انها علوية من ال ياسر وتسكن في الولايات المتحدة الامريكية وظهرت في برنامج للعراة وقد احتفت المواقع البعثية والطائفية والقومية بالفيس بوك والانترنت بتلك القصة احتفاء هائلا ونشروا صورتها وهى عارية اكثر من اي صورة اخرى واعتبروها مكسبا كبيرا ضد السادة العلويين دون اي اهتمام بالتنازلات السابقة والمذلة التي قدموها الكتاب من ال ياسر مثل صافي وعادل وناصر وغيرهم. وانا طبعا كنت اول الشامين بهم وبكل شخصية شيعية تقدم التنازلات المذلة للقوميين والعنصريين ثم لايقدم لها الاحترام والتقدير اللائق ان لم يكن العكس يوجهوا لها الاهانات والتشويه والازدراء. واعتقد ان الكاتب عادل الياسري في امريكا ويعرف الموضوع جدا لان الكثير من هؤلاء الكتاب سكتوا عن الموضوع الملفق ضدهم ولم يبينوا حقيقته.وانا اساله بالاخير: هل المرجعية الدينية او ايران هى من لفقت قصة امل الياسري ونشرت صورتها عارية ام القوميين والبعثيين الذين تتملق لهم؟