علاقات إيران مع روسيا جيدة لكنها ليست دفاع مشترك

نعيم الخفاجي

علاقات إيران مع روسيا جيدة لكنها ليست دفاع مشترك، نعيم الخفاجي 

الحرب التي شنتها إسرائيل ضد إيران، والتي استمرت   12 يوماً، هذه الحرب دار حولها كلام كثير، الفيالق السنية العراقية من بعثيين ووهابيين واخوان مسلمين، قالوا إيران صديقة إلى اسرائيل، بعد وقوع المعركة وقدمت إيران الكثير من قادتها شهداء، أصرت القوى السنية الطائفية على الكذب بالقول أن إيران وإسرائيل متفقين على كل شيء.

كذب هؤلاء لم يكن دون هدف يحاولون تحقيقة، في علم الفلسفة توجد صناعات خمس، منها صناعة الكذب، هم يعرفون ذلك كذب، وإطلاق الأكاذيب الغاية الدفاع عن شيء هم يريدون التغطية عليه، لذلك يتعمدون اتباع أساليب الكذب والتضليل لخداع عامة الناس، وللدفاع عن هدف لهم يستوجب اتباع أساليب الكذب لتحقيقه.

طبيعة الفيالق الإعلامية البعثية والوهابية يتبعون أساليب الكذب والتضليل، لذلك كل ما يتحدثون به في الصحف والمجلات وفي القنوات الفضائية العربية أكاذيب بعيدة كل البعد عن الحقيقة.

العلاقات الايرانية مع السوفيت والناتو لم تكن علاقة طيبة، وشهادة محمود زكي واحمد جبريل من قادة القوى الفلسطينية المسلحة، أن السفير السوفياتي في بيروت أبلغهم نية الاتحاد السوفياتي إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران بعام ١٩٨٢، وان احمد جبريل رد عليه بالقول إن إيران دولة صديقة للفلسطينيين، اعترفت في فلسطين كدولة وفتحت سفارة فلسطينية في طهران، وهي اول دولة بالعالم تعترف في منظمة ياسر عرفات كدولة فلسطينية مستقلة.

الامام الخميني عندما أسقط نظام الشاه رفع شعار لا شرقية ولا غربية، يعني لا مع السوفيت ولا مع الناتو، وبقي قادة الثورة يرفعون هذا الشعار ليومنا هذا، رغم سقوط الاتحاد السوفياتي، لكن لازال شعار لا شرقية ولا غربية راسخ لدى قادة إيران الإسلامية ليومنا هذا.

نعم توجد علاقات تعاون وتبادل تجاري مابين ايران وروسيا والصين، هذه العلاقات وأن وصفت في العلاقات الاستراتيجية لكنها لم تصل إلى توقيع اتفاقيات دفاع مشترك مابين طهران وموسكو وبكين.

بعد حرب ال ١٢ يوما مابين إسرائيل وايران، كثر الحديث  داخل إيران وخارجها  حول العلاقة مابين ايران روسيا، لاسيما أن موقف موسكو خلال الحرب لم يكُن مسانداً لإيران عسكريا، وإنما اقتصرت مساندة دبلوماسية، الصين وروسيا كاعضاء في مجلس الأمن لديهم حق الفيتو ممكن يقفون ضد صدور قرار حرب ضد إيران في مجلس الأمن، الفيتو جاهز لإفشال ذلك.

هناك حقيقة أن العلاقات الإيرانية  مع الصين وروسيا لم تصل للدفاع المشترك، محاولة القول أنهما لم يكونا على مستوى التحالف  الاستراتيجي العسكري، كذبة كبرى، الاتفاقيات لم تصل إلى توقيع معاهدات  الدفاع المشترك.

الكثير من كتاب يقدمون أنفسهم انهم كتاب من محور المقاومة طالبوا في عدم الاعتماد على روسيا وأن الروسي ليس حليف وبعضهم وصف روسيا في شريك انتهازي ……الخ.

هؤلاء الكتاب أما هم  لايعرفون طبيعة العلاقات حول الدفاع المشترك، أو هم يكتبون بدون معرفة وبشكل عاطفي وانفعالي لايقدم ولايؤخر.

علاقات الصين وروسيا جيدة مع إيران ومع كل الدول العربية ومع اسرائيل، هناك تبادل دبلوماسي وتعاون اقتصادي وبيع وشراء معدات عسكرية مابين موسكو وبكين واسرائيل.

الصين تشتري بترول السعودية والإمارات والكويت وإيران والعراق وليبيا وروسيا، بل بترول السعودية والخليج والعراق وإيران يباع بنسبة ٨٥% إلى الصين والهند.

عندما تم بناء ميناء الفاو هناك من أراد من الصين عدم عمل شبكات سكك حديد بالسعودية ودول الخليج وجعل ميناء الفاو الوحيد بالخليج، مرتبط بخطوط سكك حديدية تربط العراق مع أوروبا عبر تركيا، وهذا بحد ذاته يتنافى مع طموحات الصين في عمل خطوط سكك حديدية تربطها مع دول الخليج وشمال ووسط أفريقيا، بل طموح الصين، تجاوز اسيا وأوروبا وافريقيا، بل لدى الصينيين طموح في  عمل خطوط تربط أفريقيا مع امريكا الجنوبية.

مشكلة الكتاب والصحفيين والاعلاميبن العراقيين يجهلون طموحات الصين في مد شبكات خطوط لكل قارات العالم، يفكرون وكأن الصين تفكر بالعراق فقط.

الفيالق الإعلامية البعثية والوهابية يتبعون أساليب الكذب والتضليل بخصوص إيران، ينسبون لها علاقات طيبة مع إسرائيل، رغم أن  الأعلام ترفرف على  السفارات والقنصليات والشركات  الإسرائيلية في غالبية عواصم الدول العربية والإسلامية السنية، يعرفون موقف إيران تجاه إسرائيل والغرب موقف عقائدي وشعارهم ( لا شرقية ولا غربية) جمهورية إسلامية.

انا اكتب الحقيقة التي انا اعرفها، وليست لي مصلحة أن اكذب، يفترض في الكاتب والصحفي أن يكتب الحقيقة كما هي، لكن بالعالم العربي باتت الحقيقة مفقودة من الإعلام العربي وليس لها وجود على الإطلاق.

ممكن روسيا والصين زودوا إيران ببعض الأسلحة وسبق أن قيل إيران زودت روسيا في حرب اوكرانيا في المسيرات ببداية الحرب، قبل أن تدعم روسيا صناعة الطيران المسير، رغم ما قيل حول خذلان موسكو وبيكين الى إيران في حرب الـ ١٢ يوما، لكن الموقف الروسي والصيني كانا موقفها في إدانة  الهجمات الأميركية والإسرائيلية ضد إيران، هناك حقيقة روسيا والصين تدعمان إيران في مجلس الأمن، وهذا الدعم يدخل ضمن العلاقات المتبادلة ما بين ايران والصين وروسيا،  نعم إيران وروسيا والصين مع التعددية القطبية ويطالبون في إيجاد نظام عالمي جديد، يوجد تعاون تجاري وتبادل معلومات عسكرية وتكنولوجيا تربط إيران وروسيا والصين لكن لا توجد بينهم علاقات دفاع مشترك مثل علاقة روسيا مع جمهورية روسيا البيضاء.

إيران تسير وفق شعار لاشرقية ولاغربية وتطمح في ولادة نظام عالمي جديد ينهي قضية العقوبات الأمريكية ضدها، بكل الاحوال الحديث والكلام أن روسيا والصين ليسوا حلفاء إلى إيران لايجدي نفعا، العالم تحكمه اتفاقيات، مايكتبه الإعلاميين من أصدقاء إيران أو من الفيالق الإعلامية البدوية المعادية إلى ايران، ويرددون كذبة  أن روسيا صديق لا يوثق به كلام أقرب إلى الهراء، متى ماتم توقيع  إيران اتفاقية دفاع مشترك مع روسيا عندها يمكنهم الحديث عن عدم وقوف روسيا مع إيران في الدفاع المشترك في حالة تعرضها إلى عدوان خارجي، أما لا توجد اتفاقية دفاع مشترك ويريدون من روسيا والصين خوض حرب عالمية فهو أشبه في كلام الخراصين البطالين العاطلين عن العمل في المقاهي.

لابأس أن نذكر ساسة أحزاب القوى الشيعية العراقية والمرجعيات الدينية، انتبهوا هناك مخططات لاشعال غزوة داعشية جديدة تستهدف شيعة العراق، وحدوا مواقفكم، كافي ثرثرة وتشرذم، اجعلوا من زيارة الأربعين للإمام الحسين ع المليونية مكان لتوحيد وتوجيه الجماهير المليونية نحو المشاركة في الانتخابات والاستعداد لمعركة كبرى وضعت في أحكام لاستهداف شيعة العراق، علينا ننصح ونحذر، وعلى القوى الشيعية تقليل اللغو عن قضية تحرير فلسطين، باباتي العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني، أهل القضية الفلسطينية تنازلوا عنها، انتبه أيها الشيعي على نفسك واهلك، الحمد لله في لبنان موجود دستور وموجود مكون مسيحي يمكن للشيعة التعاون مع المسيح لضمان بقائهم، صدقوني خطابات تحرير فلسطين في زمن القوى السفيانية السنية التكفيرية لايجدي نفعا، ولم أجد أي حديث عن النبي محمد ص وعن الإمام علي ع طلب من الشيعة تحرير فلسطين، بل وجدت أحاديث تطلب من الشيعة مسك اراضيهم، لدى ظهور المعسكر السفياني السني التكفيري المتعاون مع بني صهيون والعالم الغربي المسيحي شكلا، المسيحية أكبر  وأنبل من أن تقف مع المعسكر السفياني الوهابي التكفيري، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

19/7/2025