فاضل حسن شريف
جاء في کتاب معجم الفروق اللغوية بترتيب وزيادة للمؤلف أبو هلال العسكري: الفرق بين بلى ونعم: أن بلى لا تكون إلا جوابا لما كان فيه حرف جحد كقوله تعالى “ألست بربكم قالوا بلى” (الأعراف 172) وقوله عزوجل “ألم يأتكم رسل منكم” (الزمر 72) ثم قال في الجواب “قالوا بلى” (الزمر 72) ونعم لا تكون للاستفهام بلا جحد كقوله تعالى ” فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم ” (الأعراف 44) وكذلك جواب الخبر إذا قال قد فعلت ذلك قلت نعم لعمري قد فعلته، وقال الفراء وإنما امتنعوا أن يقولوا في جواب الجحود نعم لانه إذا قال الرجل مالك علي شئ فلو قال الآخر نعم كان صدقه كأنه قال نعم ليس لي عليك شئ وإذا قال بلى فإنما هو رد لكلام صاحبه أي بلى لي عليك شئ فلذلك اختلف بلى ونعم.
وعن الفرق بين العصبة والجماعة يقول العسكري في كتابه: الكثير من أخلاط الناس ولا يقال لبني الاب الواحد جماعة ويقال أيضا جماعة من الحمير لان الحمير كلها جنس واحد وأما العصبة فالعشرة وما فوقها قليلا ومنه قوله عزوجل “ونحن عصبة” (يوسف 8) (يوسف 14) وقيل هي من العشرة إلى الاربعين وهي في العربية الجماعة من الفرسان والركب ركبان الابل خاصة ولا يقال للفرسان ركب، والعدي رجال يعدون في الغزو والرجل جمع راجل والنقيضة هي الطليعة وهم قوم يتقدمون الجيش فينقون الأرض أي ينظرون ما فيها من قولك نقضت المكان إذا نظرت، والمقنب نحو الثلاثين يغزى بهم، والحظيرة نحو الخمسة إلى العشرة يغزى بهم، والكتيبة العسكر المجتمع فيه آلات الحرب من قولك كتبت الشئ إذا جمعته، وأسماء الجماعات كثيرة ليس هذا موضع ذكرها وإنما نذكر المشهور منها فمن ذلك.
وعن الفرق بين البيتوتة والنوم يقول أبو هلال العسكري: قال الحريري في درة الغواص: ومن ذلك توهمهم أن معنى بات فلان أي نام، وليس كذلك، بل معنى بات: أظله المبيت وأجنه الليل، سواء نام أم لم ينم، يدل على ذلك قوله تعالى: “والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما” (الفرقان 64).
وعن الفرق بين الابدال والتبديل يقول العسكري في كتابه: قيل: هما بمعنى، وقيل: التبديل: تغيير حال إلى حال آخر يقال: بدل صورته. والابدال: رفع الشئ بأن يجعل غيره مكانه. وقال بعضهم: التبديل هو التغيير، يقال: أبدلت الشئ بالشئ إذا بدلت عينا بعين، قال الشاعر: عزل الأمير بالأمير المبدل. وبدلت، بالتشديد: إذا غيرت هيئته، والعين واحد، يقولون: بدلت جبتي قميصا: أي: جعلتها قميصا ذكره المغربي. وقد يكون التبديل بأن يوضع غيره موضعه. قال تعالى: “يوم تبدل الأرض” (إبراهيم 48). وقال سبحانه: “وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل” (سبأ 17)، ويحتمل الوجهين قوله سبحانه: “ما يبدل القول لدي” (ق 29). وقرئ: “أكل خمط”: بغير تنوين، مضافا. والخمط: قال أهل التفسير، والخليل بن أحمد: الخمط: الأراك. وقال الجوهري: هو نوع من الأراك له حمل يؤكل. وقال أبو عبيدة: هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة. والأثل شجر يقال له شجر النضار. وله أصول غليظة يتخذ منه الابواب. والسدر شجر ينتفع بثمره وورقه، ومنه نوع اسمه الضال لا ينتفع به. وقوله تعالى: “وبدلناهم بجنتيهم” (سبأ 16) أي اللتين فيهما أنواع الفواكه والخيرات “جنتين” (سبأ 16) اخروين وأشجار البوادي لا تسمى جنات وبساتين ولكن لما وقعت الثانية في مقابلة الاولى أطلق لفظ الجنة، لازدواج الكلام كما قال تعالى: “ومكروا ومكر الله” (آل عمران 54). – من تفسير القرطبي 14: 288 ومجمع البيان 4: 386.