ضياء المهندس
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء شعبنا العراقي الأبي..
يا صوت الكرامة والحق في وجه التخاذل والفساد..
في ظل التطورات الخطيرة التي تهدد سيادة العراق ومياهه الإقليمية في خور عبد الله، وما رافقها من تسريبات ومواقف رسمية غامضة، وصمت مريب من قبل القوى الحاكمة، يرى مجلس الخبراء العراقي أن ما يجري لا يمثل مجرد أزمة حدود، بل هو مساس مباشر بكرامة العراق وحقوقه السيادية والتاريخية.
إننا نحيي بكل فخر الغضب الشعبي المتصاعد في مختلف المحافظات والمدن، والذي يعكس الوعي الوطني الرافض لأي تنازل أو تسويف في قضية تمس الأرض والمياه والاجواء والحدود. إلا أننا نؤكد أن هذا الغضب، رغم أهميته، لن يكون فاعلًا ما لم يتحول إلى قوة منظّمة ذات مشروع سياسي وطني بديل.
وعليه، يدعو “مجلس الخبراء العراقي” إلى ما يلي:
1. توحيد الجهود الشعبية والنخب الوطنية تحت راية واحدة، عنوانها: استعادة السيادة الكاملة في خور عبد الله ومحاسبة كل من تواطأ أو قصّر.
2. تحويل هذا الغضب المشروع إلى تكتل وطني سياسي واسع، يسعى إلى كسر هيمنة حكومات المحاصصة الطائفية والفاسدة التي فرّطت بثروات الوطن وحدوده، وتقديم بديل وطني قوي في الاستحقاقات المقبلة.
3. تشكيل هيئة تنسيقية وطنية مستقلة تمثل أبناء الشعب من مختلف المحافظات، تأخذ على عاتقها:
_ توثيق الجرائم والاتفاقيات المشبوهة.
_ فضح أدوات التخاذل داخل الحكومة.
_ إعداد ملفات قانونية ودبلوماسية أمام الرأي العام الإقليمي والدولي.
4. دعوة القوى الوطنية كافة إلى الانخراط في مشروع سياسي جامع، بعيد عن الطائفية والانتهازية، يقوم على أسس:
_ السيادة الكاملة
_ محاسبة الفاسدين
_ رفض الإملاءات الخارجية
_ العدالة الاجتماعية والتنمية الوطنية المستقلة
كفى صمتًا على التفريط!
كفى تهاونًا مع الحكومات العاجزة..
إن خور عبد الله ليس مجرد خط على الخارطة، بل هو اختبار لإرادة العراقيين، ومن لا يدافع عن سيادة بلاده لا يحق له أن يدّعي تمثيل هذا الشعب الجريح.
ختامًا، نُهيب بجماهيرنا الغاضبة أن تتجه من ردود الأفعال المؤقتة إلى العمل السياسي المنظّم، فالأوطان لا تُحمى بالشعارات وحدها، بل بمواقف واعية ومشروع وطني جامع.
وإن غدًا لناظره قريب.
البروفسور د.ضياء واجد المهندس
الهيئة الاستشارية
مجلس الخبراء العراقي
25 تموز 2025
بغداد – العراق