تجاوزات الباعة الجائلين والترويج الانتخابي..!

ضياء المحسن

حقيقة إزالة التجاوزات التي تجري الآن ما هي إلا عملية تحشيد انتخابي الهدف منها هو إظهار الحاكم بدور المنقذ الذي لا يرضى بالظلم على رعيته، وهو أمر لا ينطلي على الباحث المحايد.

هناك من يجد انها فرصة للتقرب من الحاكم من خلال تصوير ما يجري بأنه عملية تنظيم لشوارع المدن التي طالها التشويه، من خلال استغلال الباعة الجائلين للارصفة والشوارع على حد سواء، لكن هنا يتبادر سؤال وهو:

اين كان الحاكم طيلة الفترة الماضية؟

لماذا لم يقم بإزالة هذه التجاوزات التي بالتأكيد تصله عنها تقارير مخجلة لما تقوم به من دور في الترويج لكثير من الأمور التي نعرفها، بيع مخدرات، بيع أسلحة مختلفة العيارات والاحجام، الأختام المزورة، وكثير مما لا حصر له في هذه السطور القليلة.

بالمحصلة النهائية سيظهر لنا الحاكم وهو يؤدي دور المنقذ لهؤلاء المتضررين (والذين كان هو السبب في تضررهم، كونه الحاكم) ويمنحهم مكرمة من مكارم ايام زمان، بتوفير مكان ليفترشوه ويبيعوا بضاعتهم بشكل مؤقت.

نحن مع تنظيم المدن والشوارع، لأن العشوائية الأضرار التي تلحقها بالمجتمع كثيرة، على أن تكون هناك دراسات للأسباب التي أدت إلى هذه العشوائية، ومعالجة هذه الأسباب معالجة جذرية، أما ما يحصل الآن فلا يعدو عن محاولة الخروج من نفق مظلم والدخول في نفق مظلم أعمق منه بكثير، وهذا يعني أن من يتولى السيطرة على الأمور ليست لديه رؤية واضحة لما يجري، وبالتالي من الممكن أن تكون العواقب وخيمة، بمعنى آخر تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

إن ما يحدث في مناطق بغداد وبعض المحافظات الجنوبية قد يشعل فتيل أزمة لم تكن حاضرة في حسابات الحاكم، بالتالي هذا سيكون تأثيره خطير على الاستقرار المجتمعي قبل السياسي، لأن عدم الاستقرار المجتمعي ستكون عواقبه وخيمة على العملية السياسية وهو ما تعمل عليه بعض الشخصيات، بالتعاون مع مخابرات إقليمية ودولية للعودة بالعراق إلى المربع الأول، الذي شهد سقوط أرواح الشهداء والجرحى في مختلف محافظات العراق.

ما نقوله ليس تخويف لا للفعاليات السياسية ولا للجمهور، بل هو واقع الحال الذي لا نريد أن يصل إليه البلد
مما تقدم فإننا نجد أن ما يقوم به (الاصفر) يمثل حلقة من حلقات الترويج الانتخابي للحاكم ليس إلا.