اسم الكاتب : هادي حسن عليوي
ـ اقتنعتُ تماماً بالتوقف عن الكتابة السياسية.. سواء في النظم السياسية.. أم بالفكر السياسي.. مثلما توقفتُ عن ممارسة التحليل السياسي.. بل توقفت تماماً عن كل أشكال الكتابة السياسية.. سواء نشراً.. أم مباشرة عبر الفضائيات.
ـ على الرغم من إنني المتفوق الرابع على دفعتي بالكلية.. في العلوم السياسية.. وكانت رسالتي للماجستير في النظم السياسية مع توصية اللجنة العلمية بطبعها على نفقة جامعة بغداد.. (طبعت ثلاث مرات.. ونفذت كلها من المكتبات)
ـ أما أطروحتي للدكتوراه فكانت في الفكر السياسي وبدرجة الامتياز.. مع التوصية بطبعها على نفقة الجامعة أيضا.. (طبعت مرتين.. ونفذت من المكتبات).
ـ إضافة الى حصولي على شهادة الدبلوم العالي في اقتصاديات العمل بتفوق من برلين العام 1975.. ومثلها في الصحافة الدولية من روما العام 1979.
ـ وصدرً ليً أكثر من 25 كتاباً في: العلوم السياسية.. والفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. والتاريخ السياسي للعراق الحديث.. والأحزاب السياسية.. ومشكلات العالم الثالث.. ومشكلات العراق.. إضافة الى كتب أخرى في الإعلام والرأي العام.
ـ ونشرت ليً عشرات البحوث العلمية ضمن تخصصاتي.
ـ لكنني اليوم أقولها أمام الأشهاد لن ولن أتحدث بعد في السياسة.. ولا في التحليل السياسي.. ولن أكتب بهما.
ـ وهنا أذكر الى إنني سبق أن توقفت عن الكتابة السياسية ساعة دخول العراق الكويت.. فطلبً مني ان اكتب عن (تحرير الكويت).. لكنني تجاهلت الطلب.
ـ وجاء موقف الرئيس صدام حسين على حلقات كتابي: (التعددية الحزبية في العراق).. التي نشرتها جريدة القادسية على حلقات من نيسان 1991.. بأنه (لا توجد في العراق تعددية حزبية.. ونحن سنقيم التعددية الحزبية السياسية.. فتوقفت عن الكتابة السياسية)!
لأتحول للكتابة عن شخصيات واحداث تاريخية لدول العالم.
أما اليوم فالأمر مختلف تماماً.
ـ يسألني البعض لماذا توقفتً عن الكتابة السياسية والتحليل السياسي ؟
ـ أقولها بصراحة متناهية.. لأنني لم أجد في المحللين السياسيين الحاليين.. سوى مجموعة مهرجين لا يستحون من أنفسهم.. ولا تحترم أكثر الفضائيات ووسائل الإعلام ذات الصبغة العراقية مهنيتها وسمعتها باستضافة هؤلاء.. أو الكتابة لأناس لا يفقهون حتى في الذوق العام.. وبعضهم فاسدين وسراق.. وأقيلوا من مناصبهم بتهم فساد.. ويطلعوا علينا ليعلموا الإصلاح والنزاهة.
(مع احترامي لأربعة صحف أو أكثر قليلاً.. كتابها محللون سياسيون حقيقيون.. لتخصصهم ومهنيتهم في التحليل السياسي).
ـ اليوم: أجد كذلك محللين أمنيين أميينً.. والبعض لا يستحي من أن يضع لقب الدكتوراه أمام اسمه.. وهو لا يملك سوى شهادة البكالوريوس.. وليس في الدراسات الأمنية.. وليس له خبرة أمنية.. وهناك بعض المرتزقة ممن يحمل الدكتوراه.. لكن تخصصه لا سياسي ولا أمني.. وليس لديه خبرة أمنية.. ويكتب عنوانه (خبير أمني).. أفٍ عليكم.. (مع احترامي لخمسة فقط لتخصصهم ومهنيتهم في التحليل الأمني وخبرتهم الأمنية).. أحدهم انتقل غدراً.
ـ أجد نفسي اليوم خجلاً.. وأنا اسمع وأشاهد كتلاً سياسية لا تفقه حتى بأصول الحوار.. ولا يستحون من شعبهم عندما أجد قادة كتل لا يخجلون من الكذب وإطلاق العبارات النابية.. ولا يتذكرون ما قالوه أمس.. ليعيدوه في اليوم الثاني ويصرحون بالضد منه.
ـ أغضب وأثور.. وأنا أجد سياسيين يتاجرون بدماء العراقيين.. ويبيعون الوطن.
ـ أجد من يدافع عن قوات محتلة لبلده جاءت لدعم داعش.. أية خيانة عظمى أكبر من ذلك؟!!.
ـ أجد سياسيون ما أن تبرز أزمة حتى يهرولون الى دول الجوار يتلقون التعليمات والأوامر.
ـ أجد سياسيونً يتبرؤون من السياسة ومن جماعتهم.. ليعودوا متناسيين ما قالوه بالأمس.
ـ أجد من دمرً الفلوجة والانبار وديالى وصلاح الدين وغيرها.. يقف ليدافع عن ماذا ؟.. لا أدري؟.
ـ أجد رئيس مجلس الشعب.. يسقط مجلس الشعب.. وأجد من يتحدث بالقدرات.. ولم يهرع لنجدة الحلة.. وطوزخرماتو.. وبشير.. التي نكبها الإرهابيون عشرات المرات.
ـ أجد من يتباكى على تلعفر.. ولم يقف أحداً منهم حقاً لدعم نازحي تلعفر.
ـ أجد من يتحدث عن أمن بغداد.. وهو حتى لا يعرف المشي.. وجريمة الكرادة لا تغتفر.. وجريمتي ساحة الطيران الاخيرتين.. نُسيتْ!!
ـ أجد وزير عدلٍ لا همً له سوى تجزئة المسلمين في العراق.. وأخيراً صمتً بعد أن رفضً مشروع قانونه الطائفي.
ـ أجد من يدافع عن المذهب.. من كلا المذهبين.. وهم من دمروا الشيعة.. أو من دمروا السنة.
ـ وهم من أدخل داعش الى مدنهم.. ويشاركون اليوم في الحكم.. كيف لا أدري ؟؟
ـ أو يصرخ زوراً بإخراج القوات الأمريكية.. ومن أين.. هل تضحكون على أنفسكم.. انتم تخرجونها !!
ـ أجد العديد من كبار قادة جيشنا هربوا من ساحة المعركة قبل أن تقع المعركة مع داعش.. وهم لا يخجلون.. والأدهش لم يحاكموا عن خيانتهم العظمى.
ـ ومن ثم يتجولون بكل صلافة بين قطعات الجيش للإعداد والتهيئة لقيادة الجيش للمعركة.. المعركة التي هربوا منها قبل أن تقع !!.
يا للمهزلة.. والمصيبة الأكبر إنهم يكرمون.. عن ماذا يكرمون ؟.. لا أدري!!
ـ أجد جريمة سبايكر من المسؤول عنها ؟.. وأين وصل التحقيق بجريمة سقوط الموصل؟. ومن المسؤول عن جريمة الازيديين.. التي لم تحرك الحكومات العراقية ولا الإقليم للتحقيق بهذه الجريمة!!
ـ اندهشنا وسخطنا واستنكرنا بشدة عندما طلع أحد ممن يسمون (ممثلي الشعب) رافعاً بقوة شعار: (سبعة ـ بسبعة).. أي قتل سبعة من المذهب الآخر.
ـ اليوم الكل تصرخ إنهم غير طائفيون.. ويرفعون شعار: (سبعة ـ بسبعة).. والكل طائفيون مع سبق الإصرار !!
ـ أغضب وأثور عندما أجد كل المسؤولين عن رعاية النازحين حرامية وساقطين.. بل أسوء أخلاقاً وسلوكاً من داعش.. سرقوا كل أموال وتخصيصات النازحين.. ويطالبون بالمزيد.
ـ المضحك المبكي هناك وزارة اسمها: (الهجرة والمهجرين).
ـ أجد (نائب رئيس وزراء) كان المشرف العام على النازحين: تسلم أكثر من ملياري دولار تخصيصات النازحين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ـ وعندما ارتفعت بعض الأصوات الخجولة باستجوابه.. هددهم وقال بأعلى صوته: إن استجوبتموني عن سرقة أموال النازحين.. فأفضحكم.. جميعكم سراق.. فسكتوا.. سكوت أهل الكهف!!
ـ مسؤولون في الدولة لا يستحون.. الكثيرون منهم يدعون: إنهم.. من حملة (شهادة الدكتوراه.. أو الماجستير).. وهم لا دكتوراه ولا ماجستير.. وبعضهم لا يحمل حتى شهادة الإعدادية.
ـ عندما بدأ تدقيق الشهادات الدراسية للموظفين.. لم يخجلوا.. وجلب الكثير منهم شهادات أخرى من جامعات تمنحها بالمراسلة.. وهي شهادات غير معترف بها في العراق.. لكنهم وضعوها في أضابيرهم.. وأخيراً أنقذتهم الحكومة بتعميمها: التريث في اتخاذ إجراءات ضد المزورين.. وجاء المنقذ الامين لهم بقانون (معادلة الشهادات).. قانون تستحي منه حتى الصومال!!
ـ سُرقً المال العام ل 17 سنة بقرارات حكومية.. والله رؤوساء وزراءنا ونوابهم ووزراءهم.. واستمرت السرقة.
ـ أجد الكل تتحدث بالنزاهة.. وأكثرهم لصوص.. حتى في راجيتة الدواء والعلاج.. ولم يقدم أكثريتهم حتى الآن استمارات كشف ذممهم المالية الى هيأة النزاهة (النايمة عن النزاهة).
ـ وحتى الذين قدموا هذه الكشوف لا خوف عليهم.. فقد أصبحت هذه استمارات كشف الذمم.. روتينية.. (تحفظ في اضبارته).. ولا من تدقيق ولا من حساب.
ـ حتى قانون من أين لك هذا ؟.. الذي سيعاد تشريعه.. سيبقى حبراً على ورق.. كمحاربتنا للفساد.. والضرب بيد من حديد.. (كما يقول حيدر العبادي.. ورئيس هيأة النزاهة.. وبعده عادل عبد المهدي).
ـ رجال شجعان نزيهون.. أحدهم يحاكم ب13 تهمة كيدية.. وجميعها حكم بها.. وعندما عاد بررؤه من جميع تلك الأحكام!! بجلسات لم تأخذ سوى خمسة دقائق.. كجلسة محاكمة رئيس مجلس نوابنا.. انها ضحك على الذقون.. بل هي جرائم بحق الشعب!! الله على قضائنا العادل.. والله على تحالفاتنا الانتخابية الجديدة.. (المدعي النزاهة.. والمتهم بالسرقة).. احباب للكشر!!
ـ آخرون يؤجرون سياراتهم الحكومية المصفحة وفيللهم الجميلة والفارهة في مدينة اربيل.. التي حصل أكثريتهم عليها هدية لأغراض سياسية؟.. لا يدرون لمن أجروها؟.. وقد يكون المؤجرون إرهابيون؟.
ـ حرب الأنبار ضد داعش أصبحت تجارة ونهب ؟.. والمشرفون على النازحين فيها.. أصبحوا ملياردرية.. والنازحون الحقيقيون يموتون جوعاً وعطشاً.. وما زالت بيوتهم مهدمة.. أخيرا لا حرب ولا هم يحزنون.. والمليارات صرفت في الحرب لمن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ لم أتحمل ما كان يجري خلال معارك (قادمون يا نينوى) من نفاق وكذب ودجل.. حتى سقطتُ على الأرض مغشياً.. والطبيب يقول علاجكً الهدوء والاسترخاء.
ـ أي استرخاء يا دكتور: وفضائيات وإعلاميون وسياسيون يتباكون على الدواعش.. ويرفعون شعارات حماية أهل الموصل.. ويصرخون ويطبلون: بجوع وبرد النازحين.. ولم يتبرع احدهم بصهريج نفط.. أو بمائة سلة غذاء للنازحين.. أو حتى بزيارة أهليهم النازحين في الخيام!!
ـ مثلما كان الجيش في الزمان السابق يستمر في حربه في شمال العراق.. ليس من أجل القضاء على العصاة الأكراد.. كما يقولون.. بل من أجل النهب.. فهم تجار حروب في كل زمان ومكان !!.
ـ تجارة جديدة أينعت.. وهي تجارة الأعمار وإعادة بناء ما دمره الدواعش.. والله أنتم أسوء من الدواعش.. سرقتم كل تخصيصات أعمار الأنبار.. وما زلتم ترددون هل من مزيد.. والقادم كان أعظم في حملتي أعمار سهل نينوى.. ومدينة الموصل !!
ـ وزير 13 سنة ينهب بخيرات العراق.. نادم لأنه عاد مواطناً عادياً كما يقول هو.. لا يا أيها الوزير المقال.. فأنتً لم تخدم العراق أبداً.. بل العراق خدمكً.. وجعل منكً مليارديراً من المال العام.. حتى انكً تصرف من أموال العراق بشكل لا يصدق.
ـ والله أنا اخجل من وزير يسرق من المال العام 600 دولار شهرياً للعلاج البيطري لكلبكً فقط.. باستثناء غذاءه الذي لا أعرف كم يكلف ؟؟؟.. والذي تتبختر معه في أوربا.
ـ الوزير المقال: يقبض راتباً تقاعدياً عن ال 13 سنة كوزير.. وخدمة (سنوات جهادك السياحي في أوربا) راتباً لم تحلم به أبداً.. وان كنتً قد حلمتً بهذا الراتب.. تستيقظ وأنت خربان من الضحك.. وتقول: (كابوس مجانين).. تستلم راتباً تقاعدياً يعادل رواتب 15 أستاذاً جامعياً لهم خدمة 40 سنة لكل واحد منهم.
ـ وجاءت الكورونا.. وبدأت الحكومة تتباكى بانخفاض أسعار النفط.. لا ادري هل موازنة العراق يومية.. ينخفض سعر النفط (ماكو راتب).
ـ الدولة تسقط.. ويقولون: لماذا لا تكتب وتحلل.. ماذا نحلل السرقات ؟؟ .
ـ الشهادات المزورة.. والنواب غير الحقيقيين.. أم رئيس الوزراء المستقيل وكابينته المستقيلة يأخذون رواتب تقاعدية.. بل يصدر قانون كل مستقيل تحسب خدماته لأغراض التقاعد.. كل هذا القانون من أجل عدوله.. ويقولون: لماذا لا تحلل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ من يحترم نفسه عليه أن يسكت.. ولا يستخدم أموال الدولة لتسقيط الآخرين.. كثيرون ساقطين.. فلا داعي للتسقيط.. ومن يحترم نفسه.. عليه أن يعلن التوبة أمام الشعب.. ويعيد أموال الشعب.. ويعتذر.. ويذهب من حيث أتى !! ولا يروينه وجهه المصخم ثانية.
ـ أخيراً رئيس جمهوريتنا يقدم مشروع قانون لاسترداد الاموال المنهوبة خارج العراق!!
ـ فخامة الرئيس الاموال موجودة في العراق.. لتضع يدك عليها.. قبل ان تروح للخارج!! وتتطلب سنين لإعادة تلك الاموال!!
ـ ملفات الفساد المثبتة.. تملأ رفوف هيأة النزاهة.. واصحابها اما بالمنصب او في بغداد!!!
ـ كفى ضحكاً علينا.. نحن الشعب المسكين.. من حروب صدام.. حرب تلد حرب.. الى حصار امريكا.. الى حربكم الطائفية.. الى سرقاتكم التي لا يرضى بها حتى الشيطان الرجيم!!
ـ مع كل ذلك.. أحترم الصفوة القليلة جداً.. جداً.. في التحليل السياسي والأمني.. ولن أحترم أبداً سياسيي الصدفة.. المنافقون.. والكذابون.. وكلهم ينفذون توجيهات من يدفع لهم من الخارج.. أنهم عبيد الأجنبي.. أفٍ عليكم جميعاً.
وبعد: لن ولن أكتب في السياسة.. مادام معظم المسؤولين والنواب وخدمهم سياسيون فاسدون.. وطائفيون.. مسكينُ أنت يا وطني.