غزة حلقة من مسلسل طويل، نعيم الخفاجي

الكاتب : نعيم الخفاجي
—————————————
غزة حلقة من مسلسل طويل، نعيم الخفاجي

المتابع للإعلام العربي المقروء والمسموع، يجد تحليلات الكتاب والصحفيين العرب بغالبيته عاطفي، ليس بالمستوى المطلوب، لايختلف اي متابع أن ماحدث بغزة بعد غزوة السنوار في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، لم يكن حدث عادي، بل هذا الحدث جعل نتنياهو ومعه الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية السنية وحلف الناتو، يشنون حرب تدمير غزة لاجتثاث منظمة حماس والقضاء عليها.
الذي حدث المعركة طالت سنتين، النتائج كانت مدمرة، تم تدمير غزة والقضاء على قادة منظمة حماس، نم استدراج القوى الشيعية المقاومة، بمعركة ليست لهم، وللأسف دفعوا ثمن باهظ، ذنب القوى الشيعية المقاومة، دعمهم شعب غزة العربي السني.
شهدت المنطقة قبل ايام، عقد مؤتمر شرم الشيخ، وكان الاسم فعلا على مسمى، تم شرم العرب بطريقة حضارية تليق بهم، وهم اهلا لها.
مؤتمر شرم الشيخ كان حدث كبير، بعد سنتين من القتال، كانت الوفود الإسرائيلية تجوب عواصم الدول العربية، وعجزت الدول العربية بالتوسط لإيقاف الحرب، بعد إكمال أهداف نتنياهو، تم عقد المؤتمر، وأعلن ترامب أن الحرب انتهت، بعد غزوة السنوار المسماة في طوفان الأقصى.
إيقاف حرب غزة، خلق واقع جديد، تم فرض هذا الواقع الجديد بالحديد والنار، رغم أنف الدول العربية ومحيطهم الإسلامي السني، على مدى عامين متتاليين، الجيش الإسرائيلي دمر غزة والضفة بالعلن، تم إسقاط نظام بشار الأسد آخر نظام عربي يتبنى قضية دعم شعب فلسطين، تم توجيه ضربات مدمرة للقوى الشيعية اللبنانية المقاومة بدعم من قوى لبنانية جزء منها، سبق أن أشعلوا حرب أهلية لطرد ياسر عرفات وميليشياته المسلحة من لبنان حتى لا يزعجون إسرائيل، هذه القوى صديقة إسرائيل هم من أنصار حزب الكتائب وجزء كبير من المكون السني اللبناني. تخيلوا معي القوى السنية في العراق ولبنان وسوريا تعاونت مع نتنياهو لقتل الشيعة بسبب وقوف الشيعة مع شعب غزة العربي السني، نعم هذه هي الحقيقة التي يفترض تعرفها إيران والقوى الشيعية بالعراق بشكل خاص.

قمة شرم الشيخ والتي سميت للسلام، تمت برعاية واوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان ترامب هو النجم اللامع في التصريحات والخطابات، تم إطلاق سراح معظم الأسرى الاسرائيليين لدى حماس، ترامب أعلنها أن حماس لم تشارك في إدارة غزة، وحال وقف الحرب، قام أفراد من منظمة حماس في حملة اعدامات طالت فلسطينيين تم اتهامهم بالتعاون مع إسرائيل في احتفالات كبيرة لقتل المتعاونين مع الإسرائيليين، ترامب أعلن أمس انه لا يستطيع منع نتنياهو من العودة للحرب اذا حماس اخلت بالاتفاق، يعني ممكن الحرب تعود مرة ثانية وبقوة، هذه المرة لا يوجد أسرى أو مختلفين إسرائيليين بغزة لدى حماس، لذلك يكون تدمير غزة اكبر واشد من معارك السنتين الماضيتين.
نعم وضع الشرق الأوسط اليوم تختلف بشكل جدا كبير قبل ماكانت قبل السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، عملية السنوار على منطقة غلاف غزة، كلفت إسرائيل حسب البيانات قتل أكثر من 1200 إسرائيلي، مابين مدني وعسكري، هذه العملية أشعلت حرب طالت سنتين وهي أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948.
الفيالق الإعلامية الوهابية مستبشرين خيرا ان هذه الحرب اضعفت إيران وانهت نفوذها …..الخ، سقوط النظام السوري بالنسبة إلى إيران مفيد، تخلصت من عبىء دعم النظام في سوريا بالسلاح والمال، شعب إيران أحق من غيره بالتمتع في امواله، رب ضارة نافعة، ضعف القوى الشيعية المقاومة في لبنان لم يغير من حقوق المكون الشيعي في لبنان، بالعكس انخراط حزب الله في العمل السياسي في لبنان أفضل مليار مرة من الدخول في حروب مسلحة مع إسرائيل المدعومة عربيا واسلاميا سنيا ومن دول الناتو.
إيران اذا تريد نفوذ قوي عليها مراجعة مواقفها بعد غزوة السنوار وسقوط نظام بشار الاسد، وأن تعلن ان قضية فلسطين تخص العرب لأنهم هم أصحاب القضية الأولى ومعهم محيطهم الإسلامي السني، ومتى ما قاتل العرب ومحيطهم السني لأجل فلسطين عندها تقف إيران والشيعة مع العرب ومحيطهم الإسلامي السني، مراجعة إيران مواقفها تجاه التخلي عن تبني قضية العرب الخاسؤة، عندها تشاهدون كيف تنتهي قوانة تمدد إيران ونفوذها …….الخ.
من عاش بحقبة ثمانينيات القرن الماضي، يتذكر المعتوه الإخواني علي بلحاج الجزائري ورفيقه موسوي كيف افتيا مجاهدة إيران تحت ظل راية صدام جرذ العوجة، وعندما فاز أنصار علي بلحاج في انتخابات الجزائر عام ١٩٩١، وقيام العسكر بطرد جبهة الانقاذ، رأينا كيف إيران دعمت الإخواني الذي كفر إيران والشيعة علي بلحاج، استمر الوضع عقد من الزمان، في زمن عبد العزيز بوتفليقة تم أعادت العلاقات الإيرانية الجزائرية والعجيب أن من تشيع لمذهب الشيعة ال البيت ع هم أبناء الغرب الجزائري المحسوبين على العسكر والقوى الوطنية واليسارية الجزائرية، وأن أشد المكفرين للشيعة هم أبناء الشرق الجزائري من أنصار الجماعات الإسلامية من أنصار علي بلحاج، يمكن لمن يشك بكلامي عليه سؤال المتشيعيين الجزائريين وهم من يعطوه الجواب بصحة كلامي.
إيران اذا تريد تنشر التشيع وعن توسع نفوذها، عليها ترك تبني قضية فلسطين وترك جعل الشيعة في محور ضد أمريكا وإسرائيل والناتو، وسوف ترون كيف أمريكا والغرب يدعمون إيران والشيعة وتصبح إيران دولة اعتدال وحرية…..الخ.
إيران دفعت الغالي والنفيس طيلة أكثر من أربع عقود من الزمان في تبني قضايا العرب الخاسرة، وتعرضت للحروب والحصار وتشويه السمعة، وتم اضطهاد أبناء الشيعة العرب بمعظم الدول العربية، أصبح المواطن العربي الشيعي محارب في مطارات الدول العربية بسبب دعم إيران لقضية فلسطين العربية السنية، على الكتاب الإسلاميين الشيعة وبالذات العراقيين أن ينقلوا حقيقة بغض الغالبية العربية الى إيران والشيعة ليتسنى لقادة الجمهورية الإسلامية قراءة الواقع وإعادة النظر بمواقفهم في تبني قضايا العرب الخاسرة، نقل صورة وردية خطأ كبير، بل يجب نقل الحقيقة وأن كانت مرة ومؤلمة أفضل مليار مرة من نقل احلام وردية لا وجود لها على أرض الواقع.
المشكلة الفيالق الإعلامية العربية الطائفية يتعمدون الكذب، من طرح وحدة الساحات، ليست إيران وإنما قيادات فلسطينية إسلامية من غزة، من طرح وحدة الساحات، غايته استدرج المقاومة الشيعية اللبنانية، وهذا الذي حدث، اوقعها في افخاخ نتنياهو هذه هي الحقيقة المؤلمة.
بغض النظر عن ماكتبه ويكتبه بعض الكتاب الشيعة المقاومين، إيران اكيد درست أحداث حرب غزة وماحدث في سوريا ولبنان، وعلى القيادة في إيران، مراجعة المواقف لمواجهة التحديات والسيد وزير الخارجية الإيراني الدكتور عباس عراقجي قالها لاينبغي ان يكون الإيرانيين فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، وهذا تطور نوعي كبير نحو الاتجاه والتفكير الصحيح، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
17/10/2025