20171023-1014847471-990x536176090-image

اسم الكاتب : مهدي قاسم

تهديدات بايدن بمعاقبة مِمَن أطلقوا صواريخهم ضد القواعد الأمريكية في العراق وأحدثوا إصابات طفيفة و أضرارا مادية بين صفوف القوات الأمريكية قدلا تعدو أن تكون هذه التهديدات ليس أكثر من مجرد عفطة عنز فحسب ..

ففي النهاية وقبل أي شيء آخر ، أن بايدن المخرف ليس ترامب الحاسم الذي هدد ثم” أصطاد ” كل من أبو مهدي المهندس والجنرال سليماني ثم خرج ليتبجح بذلك أيضا !..

فضلا عن وجود تفاهمات مسبقة غير مكتوبة بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني بخصوص أوضاع العراق السياسية والأمنية ، طبعا ضمن حدود خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها إلى حد كبير يؤدي إلى تصادم عسكري مباشر ( فوجود النظام الإيراني مهم لأمريكا بغية استخدامه بعبعا لتخويف وابتزازدول الخليج ) ، حتى لو حدثت مناوشات شكلية ، وربما إن هذه التفاهمات ستستمر حتى بعد التصادم الإسرائيلي ـ الحماسي ــ المؤجج في الوقت نفسه للمنطقة بأسرها ، لتبقى الأوضاع المتوترة تحت السيطرة ضمن الحدود المخططة أو المطلوبة من قبل الطرفين ، حتى وإن ارتفع تصريح ناري من قبل هذا الطرف أو ذاك بالويل والثبور وعظائم الأمور ..

ومثلما قلنا في مقال سابق بأننا لن نأسف قطعا على مقتل جنود امريكيين في العراق على أيدي مليشيات إيرانية ناشطة في العراق ، وهو قول أو تأكيد ينطبق عكسيا أيضا ، أي بعدم تأسُفنا إطلاقا لو قامت الإدارة الأمريكية باصطياد قادة أحزاب وميليشيات موالية أو تابعة للنظام الإيراني ومن ثم اغتالتهم واحدا بعد آخر ، ففي نهاية المطاف أن لكلا الطرفين دورا تخريبيا متواصلا في دفع العراق إلى حافة الهاوية المظلمة الحالية تعصف به من جميع الجهات عشرات أزمات و معضلات معقدة ومتشابكة ، كل واحدة منها تحتاج إلى سنين طويلة لمعالجتها أو حلها تدريجيا ، حتى يرجع العراق متعافيا ، ليكون ــ على الأقل ــ دولة طبيعية معتبرة وذات سيادة ، أسوة بدول أخرى ، مثلما كان سابقا في غابر الأزمان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *