سمير عبيد
#اولا :علينا ان نكون واقعيين في الكتابة والنقد والتشخيص. وليس بهدف التشهير ،او بهدف خالف تُعرف .بل بهدف تشخيص من يعبث بالبيت العراقي منذ ٢٣ سنة .وليس بالضرورة بسبب وجود اجندات خبيثة. او بسبب ارتباط خارجي. بل ربما بسبب غياب او ضيق المعرفة ،وضيق الافق المعرفي بالسياسة والادارة، والجهل بالمتغيرات والسياسات العالمية . فليس كل من مارس السياسة اصبح خبيرا فيها. وليس كل من وصل للمنصب اصبح رجل دولة ويصلح للقيادة بموقع اعلى . وليس كل من تخرج من ثقافة “المسجد والحسينية “هو امين على مصالح البلاد والعباد وأمين على حقوق الناس وصالح للقيادة والادارة. بل احيان كثيرة يصبح عبء على الدولة والمجتمع. وكارثة في ترسيخ الجهل والانعزال عن العالم ورأينا ذلك في العراق خلال ال٢٣ سنة الماضية !
#ثانيا :
#أ:-فكم مر العراق بأزمات وكوارث ومصائب خلال ال ٢٣ سنة الماضية. والتي يفترض صقلت الساسة وأفرزت رجال دولة من الطراز الرفيع وخصوصا في الجانب الشيعي لان السلطة التنفيذية باياديهم ولأنهم يمثلون الأكثرية . ويفترض اصبح العراق غني جدا بالخبراء في السياسة والاقتصاد والامن وفي وضع السياسات والاستراتيجيات الذكية والمفيدة وغني بالخبراء الشيعة في فن البراغماتية وصناعة الاوراق الاستراتيجية لصالح العراق .ولكن وللأسف لم يحصل هذا على الإطلاق “باستثناء بروز ونضج مقبول في ميدان الامن ” . ولانهم اي الساسة الشيعة متمترسين على الدوام ضد اصحاب الكفاءات والاختصاصات وضد الوطنيين الرافضين للطائفية والمدافعين عن عروبة العراق وعروبة التشيع ” التشيع العلوي العربي “!
#ب:-فبقي التخبط السياسي عنوانا للدولة العراقية خلال ٢٣ سنة الماضية ولازال .وبقي التدهور الاقتصادي سائدا . واصبح لدى العراق نضج مضطرد في الفساد الإداري والمالي. وبروز خبراء وعباقرة في الفساد وتصفير خزائن الدولة ونهبها “وبدلا من استثمارها في داخل العراق لتشغيل الشباب ورفد البلد بالمعامل والمصانع أبدعوا بتهريبها إلى دول الجوار ودول اخرى لتقوية اقتصاديات دول اخرى بدلا من تقوية الاقتصاد العراقي وتنمية الجبهة الداخلية ” .فهل توجد انانية وفشل اكثر من ذلك ؟ وهل توجد كراهية للشعب بقصد وبدون قصد اكثر من ذلك ؟ ….فتجسّد اضطهاد ألشعب العراقي وسحق وحدته وعروبته وإغراقه في الجهل والخرافة والثقافة الوافدة التي هشمت المجتمع والأسرة امام مرأى السياسيين وحلفائهم رجال الدين المقاولين !
#ثالثا :
#أ:-فقادة السلطة التنفيذية في العراق هم – الساسة الشيعة — الذين وللأسف عودوا العراقيين والرأي العام الداخلي والخارجي وخلال ٢٣ سنة بانهم يدورون حول انفسهم اثناء الأزمات والكوارث. و ( اشبه بقطيع الطيور والدجاج عندما يهجم عليها ابن آوى ) بحيث يلجأون للزعيق والفوضى ويهرولون جميعا نحو ” القن ” فيحدث ازدحام وفوضى وتراكم فيأتي ابن آوى فيختار ما يشاء وبكل سهوله . وعندما تنتهي الأزمة وغزوات بنات آوى يعودون فرحين ولم يكترثوا للخسائر في الأرواح، ولم يحصنوا من وضعهم لمنع غزوات اخرى بل دوما هم مكشوفي الظهر ويقدمون الخسائر الجسيمة لان في قاموسهم فقط السلطة والمال والنفوذ وبشعار ” الغاية تبرر الوسيلة ” !
#ب:-وهذا حال الساسة الشيعة في العراق ففي جميع الأزمات السابقة وفي الأزمة الحالية فليس لديهم غير التجمع في مكتب فلان ومكتب علاّن ل ” دق الحنك ” وسط فوضى وغياب للدولة ونسيان الشعب .وهكذا يبقون يتكدسون في المقر الفلاني. وبعدها بساعات يتكدسون عند بيت السيد الفلاني والحاج الفلاني والزعيم الفلاني وكله ( دق حنك … وطبخ حصو ) من نفس الافواه والأشكال .وفي الآخر يأتي اللاعب الاقليمي واللاعب الدولي ليُملي عليهم الحلول ويجبرهم من الوقوف بالدور لقبول التوجيهات . وبذلك يخذلون الشعب العراقي ويخذلون الشيعة. ويخذلون جميع أحرار وشرفاء العراق الذين يبحثون عن اصلاح وتغيير نحو الأفضل. وتتبخر نتائج الانتخابات التي تصرف عليها مليارات الدنانير !
#رابعا :
#أ:-بحيث استنكف الرئيس الاميركي ترامب ان يتعامل مع الطبقة السياسية العراقية بطريقة مباشرة رجل دولة لرجال دولة . لانه اصبح ينظر اليهم مجموعات فاسدة، ومجموعات مافيا ،ومجموعات خارجة عن القانون، ومجموعات فاشلة في ادارة موارد الدولة وقال الرئيس ترامب ذلك في قمة شرم الشيخ الأخيرة . ومجموعات ولاءها لاعداء العراق ولاعداء الولايات المتحدة التي تفضلت عليهم وجعلتهم في الحكم والمناصب منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن( وعندما نطلق تسمية الطبقة السياسية نعني الساسة الشيعة وحلفائهم المقربين من السنة والأكراد والذين اتحدوا في الفساد وفي نهب ثروات العراق وفي تقسيم الكعكة بعيدا عن نتائج جميع الانتخابات منذ عام ٢٠٠٥ وحتى الآن ) .فذهب ترامب ليرسل لهم مبعوث مبتدأ لا يفهم في السياسة ولا في الدبلوماسية ولا بوضع الخطط الاستراتيجية .ويفهم فقط بالسوق وتجارة الحشيش وهو المسيحي العراقي الشاب ” مارك سافايا ” ليتعامل معهم ” وهي رسالة بليغة من ترامب ” . وقبلوها صاغرين لأنهم مدمني سلطة ومال وحكم !
#ب:- واخيراً أشرك الرئيس ترامب صديقه توم براك والذي هو ” تاجر العقارات المشهور ، وخريج السجون والقضايا المعقدة ” والمتهم بعشقه للأطفال الصغار ” البيدوفيليا ” اي ممارسة الشذوذ الجنسي مع الأطفال – حسب التقارير الصحفية الغربية، وحسب الاسرار التي تسربت وتتسرب من قضية رجل الأعمال المثير للجدل وتاجر الجنس الممنوع وصاحب جزيرة الشذوذ الجنسي وهو المنتحر “جيفري ايبستين” ونقصد السفير الاميركي في تركيا والمبعوث الملف السوري واللبناني وعراب تدريب احمد الشرع والداعم لإسرائيل في مشروع ” إسرائيل الكبرى” والمنغمس في دعم المشروع القطري التركي !
#ج: فدخول توم براك المثير للجدل على الملف العراقي يعني الكثير من الأزمات والتداعيات والمخاطر القادمة في العراق ، وصولا لتمهيد الضربات الاسرائيلية الاميركية الماحقة ضد العراق وتهيئة العراق ليكون ضمن مشروع اسرائيل الكبرى على المستوى المتوسط، وتمكين النفوذ التركي القطري مدفوع الثمن في العراق !
#الخلاصة : نعلنها علناً .. لن يخرج من الساسة الشيعة اي مشروع وطني جامع وفقط حراك غرف ومكاتب عقيم . فمستحيل يخرج من حراكهم مشروع وطني . ومستحيل يخرجون موحدين على خطة واحدة . وفقط ينتظرون هرولة المارثون لمبايعة ما تختاره أمريكا للمرحلة المقبلة. والسبب لانهم ( ليسوا صناع مشاريع، وليسوا شجعان في صنع المبادرات الكبرى والخلاقة … ففاقد الشيء لا يعطيه ) فهم دوما بلا أوراق ،ودوما بلا اتفاق فيما بينهم ومع أقرانهم السنة والأكراد. ودوما يعتمدون على قدوم قبطان غريب ينزل بالباراشوت ليقودهم ويوحدهم ويملي عليهم منذ الجنرال سليماني مرورا بالسفيرة رومانسكي مرورا بتدخل اردوغان وقطر وصولا إلى مارك سافايا واخيراً توم براك مع بقاء اللاعب الايراني ثابتاً إلى جوار هؤلاء ولازال . والضحية هي الاقلية من الوطنيين والمخلصين العاملين معهم وفي جميع حكوماتهم .فهؤلاء موجودينولكن ليس لديهم هامش مناورة بسبب حصار وطغيان الأكثرية المهيمنة والمحتلة للقرار العراقي دون تخطيط والمعتمدة على الخارج . والعرب يتفرجون على المآسي في العراق مع العلم ان العراق ارض خصبة جدا لأي دولة عربية لان هناك شوق عروبي لدى ٩٠٪ من العراقيين. اي ان هناك مشروع عروبي وقومي جاهز وينتظر التأطير والدعم فقط لينهض بالدفاع عن عروبة رسول الله وعروبة العراق !
سمير عبيد
١ ديسمبر ٢٠٢٥