أبريل 24, 2025
hqdefault

اسم الكاتب : عدنان جواد الطعمة

الشعارات البراقة التي رفعتها الإدارة الأمريكية قبيل تحرير العراق من أبشع نظام ديكتاتوري شوفيني في التاسع من نيسان المبارك عام 2003 و بعده ، كانت تخليص الشعب العراقي المسكين من النظام الإستبدادي و منح المرأة العراقية كافة حقوقها و إطلاق الحريات السياسية و الفكرية وإدخال الحكم الديمقراطي التعددي في العراق ، بحيث يصبح نموذجا مثاليا يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط .

و بقدرة قادر إلتقت مصالح الولايات المتحدة الأميركية و بريطانيا بمصالح الشعب العراقي و المعارضة العراقية لإزاحة النظام البعثي الفاشي عن الحكم الديكتاتوري . إستبشرت جماهير شعبنا المظلومة بعربها و أكرادها و تركمانها و غيرها من القوميات العراقية بإزالة كابوس الظلم و الإضطهاد و القمع و الإستبداد عن كاهلها الذي جثم على صدورها طيلة ما يقارب الأربعين سنة ذاقت خلال هذه الفترة المظلمة الفاسدة أشد ألوان التعذيب و الإعتصاب و القتل و التسفير و الإبادة الجماعية للشعب العراقي .

وقد تتلمذ نظام الطاغية المخلوع على يد أسياده الأميركان و الإنكليز و بلدان أخرى ألمانيا و فرنسا و روسيا و غيرها على أبشع صور التنكيل و التعذيب لأخذ الإعترافات القسرية من السجناء العراقيين طيلة تلك الفترة البغيضة .

وكلنا يعلم أن آلاف بل و ملايين من العراقيين قد عذبوا و اغتصبوا و قتلوا في سجون البعث بطرق رهيبة لم تخطر حتى على أسياد النظام المقبور . فلم يسلم أحد من السجناء من تلك الأساليب الهمجية الوحشية و الآلات و المكائن التي استخدمت في تعذيب السجناء و رميهم أحياء في أحواض مملوءة بالحوامض المركزة ( التيزاب ) حتى موتهم كما فعل ذلك بابن خالي السيد صادق محمد رضا الطعمة و أولاده الثلاثة و غيرهم من المواطنين العراقيين .

وبعد سقوط طاغية العصر في التاسع من نيسان المبارك عام 2003 تم اكتشاف ماكنة كبيرة ( مفرمة ، مثرمة باللهجة العراقية ) لفرم ( لثرم ) السجناء العراقيين في سجن الكاظمية و رمي لحومهم إلى الأسماك في نهر دجلة .

و من أساليب التعذيب الأخرى كانت أيضا الإعتداءات اللاأخلاقية كالإغتصاب و الإعتداء على شرف السجناء بأساليب همجية تشمئز منها القلوب و ترتعش الأبدان . و قد ذكر الأستاذ حسن العلوي في أحد كتبه بأن مدير الأمن سابقا ناظم كزار حمل تابوتا على كتفه و بيدة منشار ذهب إلى أحد سجون العراق و طلب من مدير السجن بأن يجلب له أحد السجناء العراقيين الذي لم يعترف بشيئ و وضعه وهو مقيدا ، في داخل التابوت ثم أغلق التابوت و حكمه بالمسامير ثم تناول بيده المنشار و قسم التابوت مع الشاب إلى قسمين فتلطخت يداه القذرة بدماء الشهيد . و بعد ذلك طلب ناظم كزار من مدير السجن ليجلب له طعام الغداء و أكل الغداء بيده المتلطختين بدم الشهيد .

و عند استلام السلطة و السيادة العراقية من قوات التحالف و الإحتلال سيتم بعد فترة نشر جرائم صدام الموثقة لدى المعنيين بالأمر و عوائل الشهداء و المعذبين و المسفرين . و لا نبالغ إذا قلنا أن ملايين من جرائم التعذيب و الإهانات و القتل و الإغتصاب و غيرها ستظهر إلى النور إن شاء الله ، لكي يطلع العالم أجمع على بشاعة الجرائم و فضاعة الأساليب و الجرائم التي اقترفها النظام الدموي البائد بحق شعبنا العراقي و خصوصا بالشيعة و الإخوة الأكراد ، مما يندى لها جبين كل إنسان شريف على وجه المعمورة .

فلم نسمع لا من الصحف و الفضائيات العربية و لا من جامعة الدول العربية و المنظمات الدولية أي إحتجاج أو إجراء ضد النظام المخلوع لوقف تلك العمليات الإجرامية بحق الشعب العراقي المظلوم . و ما هذه الضجة الإعلامية الكبيرة إلا نفاق و كذب بحق الشعب العراقي . فإذا كانت هذه الأصوات المرتفعة الآن و الإحتجاجات من قبل الصحف و الفضائيات العربية ، فلماذا لم ترتفع تلك الأصوات و الإحتجاجات بحق أربعة ملايين شهيدة و شهيد من الشعب العراقي الذين قتلهم المجرم صدام بأبشع الصور و الأساليب في مقابر جماعية ؟

فقليل من الحياء و الموضوعية و الإنصاف يا عرب !

أما فيما يخص الأساليب القذرة و الإعتداءات الهمجية التي حصلت في سجون قوات الإحتلال و خصوصا في سجن أبو غريب بحق إخواننا و أبنائنا العراقيين فإننا نستنكرها و ندينها بشدة و نطالب مجلس الحكم العراقي الإنتقالي و السيد السفير باول بريمر تقديم المجرمين و إحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم بما اقترفت أياديهم القذرة من جرائم بحق إخواننا السجناء العراقيين . و لم نكتف بذلك بل و نطالب بتقديم تعويضات مالية عالية إلى السجناء ضحايا التعذيب و إحالتهم إلى الرعاية الطبية و المعالجة النفسية لغرض تخفيف آلامهم و أوجاعهم النفسية و الجسدية و إعادة تأهيلهم .

كما نطالب تعويض أهالي السجناء العراقيين الذين قتلوا بعد تعذيبهم في سجون قوات الإحتلال .

كما و نطالب مجلس الحكم العراقي الإنتقالي بأن يبعث قضاة و محامين عراقيين أثناء إستجواب السجناء العراقيين وزيارتهم بين حين و آخر .

نحن لا نريد استبدال أساليب التعذيب و القتل للسجناء العراقيين من قبل نظام صدام بنفس الأساليب القذرة في السجون لا سيما سجن أبو غريب من قبل قوات التحالف الإحتلال .

و على الجميع أن يحترم الشخصية و الكرامة العراقية بعد اليوم ، فلا حاجة إلى منافقين عرب الذين سكتوا و صمتوا لجرائم صدام المخلوع . فالشعب العراقي وحده قادر على معالجة أوضاعه المريرة و معاملة سجنائه بالتي هي أحسن .

و نحن واثقون من أن الشعب العراقي العزيز سيضع حدا للإنتهاكات الوحشية الهمجية ضد كرامة الفرد العراقي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *