اسم الكاتب : حسن حاتم المذكور
1 ـــ الوجع المزمن لهذا السؤال, رافقنا منذ (1400) عام, من دون ان نجد له اجابة,هل تورطت العروبة بأسلامها, ام أن الأسلام تورط بعروبته, ام أن كلاهما غلاف لمضمون واحد؟؟, أو أن ألله وشعوب المنطقة قد تورطت بالأثنين؟؟, وأن “القرآن حمالاً”, كما اشار اليه الأمام علي (ع), لتلك الفوضى وسوء الفهم, آيات للفتن والتحريض والتكفير والقتل العشوائي المشرعن, يتسائل العقل البشري, هل ان ما يحدث دين أم مجزرة, يرتكبها مذهبي الشيعة والسنة, حيث أفرزا من صلبهما, اسلاميي ألقاعدة والنصرة وداعش, وحزب الله اللبناني وانصار الله في اليمن, والمليشيات الدموية للحشد الشعبي في العراق, هذا هو الأسلام السياسي, الذي إنفجر في الجزيرة العربية, بكامل ارهاصات مضامينه, في شهوات التوسع في جغرافية الآخر, ونتيجة للأنتصارات العلمية والمعرفية, وعولمة التواصل وأختفاء الرقيب, ضاقت الحيل بأجوبة رجل الدين, واتسعت مساحة وثقل السؤال, هنا لا يوجد حلاً جاهزاً, سوى تعبيد المسافة بين ألله والأنسان, من عوائق الوسطاء, وتلك وظيفة الأجيال وليس النخب.
2 ــ المجتمعات غير العربية, التي اُجبرت على دخول الأسلام, ولجهلها بلغة ألقرآن, لم تتسع فيها جوائح ألتخلف, مقارنة بالمجتمعات العربية, ولو اخذنا مثال تركيا المسلمة, وما هي عليه, من تطور صناعي واقتصادي وأجتماعي, وحالة التخلف والأنهيار, داخل مجتمعات هجين العروبة والأسلام, لاعلنت الحقيقة عن موعد اندثار تلك المجتمعات, هنا على طرفي هجين العروبة والأسلام, ان يسرعا في الأنفكاك عن بعضهما, او تقوم الشعوب المعنية, بثورة تغيير وأصلاح تاريخية جذرية, وإلا فان التردي الراهن, سيفضي الى الأنهيار الكامل, في اسوأ الحالات, فالأمر موقوتا بنفاذ النفط والغاز, وحضور البديل, العالم اصبح مسرع الخطوات على هذا الطريق, أن التفكك بين هجين العروبة والأسلام, أصبح واضحاً, وخطوات اجيال المستقبل, تسبق الواقع الراكد, نحو حتمية التغيير والأصلاح الجذريي.
3 ــ تصالحت الأديان (السماوية!!! الأخرى) مع نفسها ومجتمعاتها, وخاصة المسيحية, وتراجعت عن اللامعقول, وأجرت اصلاحات هامة في خطابها الديني, وتركت السياسة للمجتمع والدولة, اما هجين النظام العربي الأسلامي المتخلف, المختنق بتعقيدات الماضي, وهزيمة السلف امام الأنجازات العلمية والمعرفية, وضيق افقه بالمتغيرات والتحولات الحياتية, اصبح يتخلف اكثر ويموت أكثر, كونه غير قادر على فهم ذاته والتصالح معها, اما اصلاح خطابه الديني, فأمر غير قابل للتحقيق, ومصالحها لا تسمح لها بالتخلي عن وظيفة الدين, المشبعة بالفساد الديني, وعبر العنف وهمجية التكفير والألغاء التام للأخر, أصطدم الهجين مع ذاته والمجتمع, ضاقت به الحياة وضاق به الله, فأصبح اسلام في زمن غير أسلامي, ولم يتبق من عافيته ونفوذه هنا وهناك, سوى السلاح المدمر والمليشيات الدموية.
4 ــ لم تتورط العروبة بأسلامها, ولا الأسلام بعروبته, أن المتورط الحقيقي في كلاهما, هو ألله والأنسان والأوطان, كان يمكن للأسلام, ان يكون ثورة اصلاح, في منطقة متخلفة كالجزيرة العربية انذاك, فهناك كتابان (سماويان!!) كما يقال عنهما, بعد اضافة كتاب ثالث, وضع البشرية في مأزق, ثلاثة كتب لألة واحد, هنا اصبح العقل الجمعي متردداً ازاء تلك الأشكالية, لكن الدين الأخير, الذي ختم الأديان والأنبياء, ومسح امكانية الأصلاح والتغيير والتطور, انطلقت وحشيتة للتوسع, فتوحات وغزوات وسبي وقتل وعقوبات, سياسية واقتصادية واجتماعية, وكان السلاح والبارود (وليس الأقناع), علفاً لأسلمة الأخر بالأكراه, وقد اختفت حضارات تاريخية عريقة, في مهب العنف القادم من الجزيزة والبداوة, وكان الكتاب (السماوي الجديد (القرأن!!), مشبعاً بكل مبررات العنف والأبادة, فأصبح (دولار)النفط والغاز, الألة الحقيقي لأنظمة وشعوب المنطقة, في هذه المرحلة, سقط القناع عن القناع, والدين عن الدين, وتسارعت مراحل عودة الله الى ذات الأنسان, وعودة الأنسان الى ربه, مقتدراً على إصلاح شأنه واوطانه, ليجعل من الوسيط مهما كان حجمه ومبررات طغيانه, ليس الا رقعة لا تليق بالحياة على الأرض.