ليس منا من لم يسمع بمصطلح المواطنة ، والذي نستعملة للاشارة على الروح الايجابية ولكن مايدور بين الناس اغلبه جوانب نظرية بعيداً عن التطبيق ، في الوقت الذي نجد ان اول تطبيق عملي لها جاء في حديث رسولنا الكريم (صل الله عليه واله وسلم) ((حب لاخيك ما تحب لنفسك )) فحينما نجعلها احد مقاييس السلوك الاجتماعي في حياتنا اليومية سوف نجد كم من السعادة تتحقق ، لنا ولغيرنا وسنكون في أرقى الدرجات التي نحكم على الفرد انه مواطن صالح . ان المواطنة الصالحة تتضح من خلال تلبية المتطلبات القانونية بمنح الدولة حقوقًا وامتيازات معينة لمواطنيها ،وفي المقابل يتوقع من المواطنين الانصياع لقوانين البلاد والدفاع عنها ضد أعدائها . تختلف قيمة المواطنة من دولة إلى أخرى. في بعض البلدان، يمكن أن تعني المواطنة أن للمواطن الحق في التصويت، وفي تولي مناصب حكومية، وفي تحصيل مدفوعات التأمين ضد البطالة، على سبيل المثال لا الحصر إن العيش في بلد ما لا يعني بالضرورة أن الشخص هو مواطن ينتمي لذلك البلد. فيُعرف مواطنو دولة واحدة الذين يعيشون في دولة أجنبية بالأجانب. وتحدد حقوقهم وواجباتهم بموجب المعاهدات السياسية ، وقوانين البلد الذي يقيمون فيه. اغلب البلدان تطلب من الأجانب الالتزام بالقوانين ودفع الضرائب، تمامًا كما يفعل المواطنون الاصليون ، وينبغي استحصال على إذن قانوني بالبقاء لفترة قابلة للتجديد وتسمى بالاقامة ، يحق للأجانب القانونيين الحصول على الحماية بموجب القانون واللجوء إلى المحاكم ، وبعض الدول تسمح بامتلاك العقارات ومزاولة الأعمال التجارية والالتحاق بالمدارس العامة، لكن الأجانب لا يمكنهم التصويت أو شغل مناصب عليا حكومية. ، ولا يُسمح لهم بممارسة مهن معينة حتى يصبحوا مواطنين. ان جميع الدول تطمح إلى أن يكون ابنائها مواطنين صالحين ، وهذا الطموح له جذوره التاريخية لاسيما الحضارة اليونانية التي كان يهدف التعليم اعداد المواطنين على وفق القيم والأطر الفكرية ، والعادات الذهنية المطلوبة ليكونوا رجالًا أحرارا ً. بما يضمن المشاركة بفعالية في النظام السياسي انذاك . ومع ذلك، في العصر الحديث والمعاصر، ينبغي ان توجه كل الطاقات لان يكون ابناء المجتمع مواطنون صالحون، و ان يشعر المواطن ان الوطنية هي حب الوطن والذود عنه ، ويعني ذلك ان يرتبط المواطن ببعض القيم الثقافية الوطنية وإظهار الولاء والانتماء للبلد ، يتطلب تحويل ما يتردد عن المواطنة من شعارات الى مواقف في مقدمتها ان يعرف تاريخ البلد الحقيقي والتزام المواطن بسيادة القانون واحترامه والتعرف والولاء لرموز سيادة البلد مثل الَعَلم والنشيد الوطني والحدود والخريطة، والالتزام بدفع الضرائب وعدم التهرب منها والمحافظه على نظافة البيئة وعدم تخريب الشوارع وتشجيع المنتخبات الرياضية الوطنية والنزاهة و الصدق في الاقوال والافعال ، وان يعامل الآخرين كما يريد أن يعاملوه و التبرع للجمعيات الخيرية كمواطنين وبشرنحن ملزمون أخلاقيا بالاهتمام بإخوتنا وأخواتنا المحتاجين.والتحلي بروح التسامح والتمتع بضبط النفس، وتنمية القدرة على متابعته والتعامل بلطف مع من يتعامل معه وان يدافع عما يعتبره خطأً ولايسكت على الباطل ، والدفاع عن أولئك الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وان يمارس العدالة والطلب من الآخرين أن يكونوا كذلك والتحلي بروح الدفاع عن الوطن ،حتى لو يتطلب الموقف الاستشهاد في سبيله، وان يتعامل مع الآخرين باحترام ان يعتمد على الاستقلالية بأن يكون عضواً منتجاً ومشاركاً في الحياة الاجتماعية ومساهماً في الانشطة التطوعية في حملات التشجير والزراعة ان المواطن الصالح يهتم بالبيئة ويتخذ خطوات لحمايتها. إنه يمارس عادات صديقة للبيئة ويعزز الاستدامة و ترشيد الاستهلاك للثروة المائية و يقوم بمساعدة الجيران بمقدار مايستطيع القيام به ،ويتقبل جميع القوميات والمذاهب والاديان والاثنيات بما يشعر ان البلد واحد ، وكذلك يتابع الاحداث والقضايا في المجتمع ، وينبغي ان يتعرف على الحقوق التي منحها الدستورللمواطن و تعليمه ان لايسمح بالحد منها في مايخص الحريات والنقد والنقد الذاتي ، وفي حالة رأى المواطن أن الحكومة تتجاوز حدودها أو تقصر في أداء واجباتها، فينبغي عليه أن يتحدث وينبه عن ذلك بطرق سلمية ، لان الدولة تسعى ان يكون ابنائها مطلعين وذوي عقلية مدنية لحماية الحريات الفردية والحقوق السياسية للشعب. فالولاء لبلد ما لا يعني بالضرورة الولاء الأعمى، ومن الممكن أن تنتقد جوانب معينة بينما تظل مخلصًا بالمعنى الأوسع له ، قد يكون القانون قاسيا وحدي في بعض الأحيان ولكنه القانون. ومن واجبك كمواطن أن تتبعه وتشجع الآخرين على القيام بذلك. ان التسلط سوف يسيطرعلى الشعب حين يظل أصحاب الضمير الحي صامتين. وينبغي تعويد ذلك من الطفولة عدم السكوت على الباطل لان أطفال اليوم هم مواطنو الغد. ساعد في تشكيل مواطني المستقبل من خلال توجيه الأطفال ويتطلب التحدث. مع ألاطفال عن التربية الدينية و المدنية وعلمهم أن يكونوا مواطنين صالحين ،وحين تتعرض البلاد او بلاد المسلمين الى الخطرشارك وساهم في الخروج إلى الشوارع والمشاركة في المسيرات والمظاهرات.التي تندد ذلك ، ومن مؤشرات المواطنة التصويت بإحدى الطرق التي يمكنك من خلالها إظهار اهتمام المواطن ببلده. سواء كان الأمر يتعلق بمجلس محافظات او الانتخابات البرلمانية ، اوالجمغيلا والنقابات فإن صوت المواطن يمكن أن يحدث تغييرًا. إنه ليس مجرد حق بل مسؤولية.، علاوة على ذلك، هناك الكثير من الناس في العالم الآن الذين سُلبوا حقهم في التصويت. فلا تضيع تلك الفرصة الممنوحة لك. كونك مواطنًا صالحًا يعني معاملة الجميع باحترام بغض النظر عمن هم أو من أين أتوا. تذكر أن الطريقة التي تعامل بها الآخرين تعكس نوع المجتمع الذي نشأت فيه. إذا كنت لا تعرف كيفية احترام ثقافة الآخرين ومعتقداتهم وتقاليدهم، لكن تذكر أنه طالما أن معظمنا يغض الطرف عن الظلم الذي يحدث من حولنا، فلن يكون هناك تغيير حقيقي. وتخيل كيف سيكون شكل بلدك إذا سعى جميع مواطنيها إلى تحقيق هذه الصفات الشخصية لبناء المواطنة الصالحة بتطبيقات حقيقية على ارض الواقع