نوفمبر 21, 2024

اسم الكاتب : مازن صاحب

في اقدم تحليل اجتماعي قدمه ابن خلدون في مقدمته ان الشعوب والدول في دورة حياة حينما ترتقي وتتقدم يرتفع العمران الاجتماعي.. والعكس صحيح في دورة الفشل والانحطاط.
معضلة البعض ممن يتصدى للمشهد العام الثقافي او السياسي عبر اعلام التواصل الاجتماعي.. انهم يسوقون لحظة تفاهة الانحطاط في مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات ومغادرة هوية المواطنة في عراق واحد وطن الجميع لابراز نقاط الاختلاف من دون التذكير بنقاط الاتفاق الكلي الجامع للهوية العراقية.
سبق وان كتبت عن اليات وأساليب التضليل العميق لمحو العراق واستبدال مجتمعه بنموذج جديد.. وهناك كتاب أمريكي بهذا العنوان.. هكذا يمارس الكثير والكثير جدا من المتصدرين للشان العام ادوارهم في لعبة محو العراق بتعزيز المختلف فيه وجعله بدايات لمحو العراق في شخصية المواطنة الفاعلة في الانتماء لعراق واحد وطن الجميع.
في المقابل هناك معضلة الخوف والتهديد من الرد على هذا المنهج في نشر اباطيل الطائفية.. ومحاكمة التاريخ بعيون النقيض فيما الجدلية التاريخية لا تنهض في التوثيق الموضوعي الا من خلال جمع المتناقضات وشرح وجهات نظر متباينة حولها بعدها يترك للقارئ الفحص والتمحيص فتوثيق التاريخ ليس محكمة تنصب على الورق بقدر إنجازات تضاهي بالمقارنة حقبة بعد حقبة.. لكن منهج محو العراق واستبدال شعبه بثقافة المكونات والرضوخ لمفاسد المحاصصة بعناوين مدنسة تجبر العاطلين عن العمل للتظاهر بحثا عن وظائف حكومية حتى بات أصحاب الشهادات العليا طوابير على هشاشة الفقر فيما تمضي خطوات التضليل الناعم العميق بإطلاق انشغالات شتى مرة بعناوين طائفية وأخرى لمحاكمة التاريخ وإثارة اختلافات أيهما أفضل العهد الملكي ام الجمهوري.. عهد عبد الرحمن عارف ام البكر.. ايهم الشاعر الأكبر.. ايهم الفنان الأهم… وهكذا… تتصاعد حدة الأصوات الناعقة على مواقع التواصل الاجتماعي وكانها لا تعلم او تعلم بأنها تطبق بذلك النموذج الأمريكي للحرب الناعمة ومحو العراق!!!
لا اعتقد حتى هذه السطور التي أكرر نشرها كافية لتوعية من يمتلك ثقافة عراقية حقة.. الانتباه إلى حقيقة هذه الأفعال الناسخة لمخطط محو العراق بأيدي عراقية.. فقط لتحصل بركة العم سام وسفارتها في بغداد فهل ثمة من يدرك هذه الحقيقة… ام ان اطماع مفاسد المحاصصة والتكسب على حساب محو العراق بات خطط واعية يدركها المثقف العراقي وينغمس بها؟؟
يبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *