اسم الكاتب : حسين جلوب الساعدي
– ولد في بغداد عام 1944 .
– تلقى الدراسة الابتدائية في مدرسة عادل الابتدائية .
– نال شهادة البكالوريوس في علوم الرياضيات عام 1961 .
– حصل على الماجستير من جامعة شيكاغو عام 1965 .
– نال شهادة الدكتوراه في الرياضيات من نفس الجامعة عام 1969 .
– تزوج عام 1972 واجرى مراسيم العقد له السيد موسى الصدر .
– مارس نشاطه السياسي عام 1969 .
– اشرف على مؤتمر صلاح الدين للمعارضة العراقية عام 1992 .
– حصل على اصدار قانون تحرير العراق عام 1998 .
– عضو ورئيس مجلس الحكم عام 2004 .
– نائب رئيس مجلس الوزراء .
– عضو مجلس النواب ورئيس اللجنة المالية فيه .
– توفي يوم 3/11/2015 اثر نوبة قلبية عن عمر ناهز السبعين .
للجلبي تاريخ وحضور وإدوار ونجاح ومهام ومحطات في تاريخ العراق المعاصر.
فالجلبي من البيوتات الشيعية التي لها المكانة في بغداد والعراق فهي تنحدر من قبيلة طي العربية ورجالاتها من تجار واعيان العراق في العهد العثماني وكان لهم الدور والحضور منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة فكان عبد الحسين الجلبي جد احمد الجلبي وزيرا المعارف في عام 1922 ووالدةُ عبد الهادي باشا الجلبي شغل مناصب وزارية وبرلمانية عديدة في الاعوام 1944 و 1948 وكانت له ايادٍ بيضاء في رعاية الفقراء والمساكين حين بادر لتأسيس جمعية الصندوق الخيري الاسلامي عام 1947 مع السيد هبة الدين الشهرستاني والحاج عبد الغني الدهوي الذي واصل هذا المشروع الخيري اثرهُ وعطاءه على يد السيد مرتضى العسكري عام 1954 وتحويله الى جمعية خيرية تعليمية فأسس العديد من المدارس والمبرات وابرز صرح علمي كلية اصول الدين التي تواصل عطاءها لحد الان , وقد واصل ابناء الجلبي رشدي واحمد مسيرة ابائهم السياسية .
حيث تقلد رشدي مناصب وزارية في العهد الملكي الاخير وزارة الزراعة وزارة الاقتصاد ووزارة الاتصالات اما احمد الذي ولد عام 1944 في بغداد قد ادخره حسن حظ العراقيين ليكون لهم المنقذ من الطاغية الدكتاتور صدام حسين الذي بدأ بممارسة النشاط السياسي المعارض منذ عام 1969 .
فقد بدأ عملهُ السياسي بعد مجيء حزب البعث للسلطة وتهديده للمرجعية واتهام السيد مهدي الحكيم (رحمهُ الله) بالجاسوسية حيث توجه الجلبي الى شاه ايران وطلب منه المساعدة في العمل لأسقاط حكم البعث في العراق وكان التجاوب ضعيف لان البعث في تلك الفترة على درجة وثيقة من العلاقة مع القوى الغريبة التي يتلقى شاه ايران الاوامر منها .
وفي اقامته بأمريكا بتلك الفترة كان على صلة وثيقة بالسيد الشهيد محمد باقر الصدر حدثنا بالقول كان السيد الشهيد الصدر (قد) يكتب كتابه الاسس المنطقية للاستقراء فجرى مع الجلبي اتصال وذكر له انشغاله بالتأليف بهذا الموضوع وبما ان الاسس المنطقية هي قائمة على حسابات في الرياضيات والجلبي بهذا الاختصاص فكان يمد الصدر بما نشر من دراسات في امريكا بهذا الموضوع بعد ترجمتها .
وبعد انتقاله الى الاردن اسس مصرف البتراء الذي كان هدفهُ ان يكون مقابل البنك الذي اسسته المخابرات العراقية لغرض التداول المالي في مجال التجارة وخصوصا تجارة الاسلحة الذي أحرجهم احمد الجلبي بوجود مصرف يستقبل الحولات من العراق والخارج بعيدا عن انظار المخابرات العراقية في الاردن .
وصادف حين وجوده في الاردن اعتقال الشهيد محمد هادي السبيتي من قبل المخابرات العراقية وبالتنسيق مع الحكومة الاردنية فقد احدث ضجة اعلامية واتصل بملك حسين مطالبا بمعرفة مصير السبيتي وقد احرج المملكة الاردنية حين اصدرت النقابات والاعلام بيانات في المطالبة بالأفراج عن القائد الشهيد ومن نبل الرجل بادر لرعاية عائلة محمد هادي السبيتي وهو لم يلق بهم وحثهم على مغادرة الاردن لان الامر اصبح معقد وظلت قضية السبيتي مورد اهتمام الجلبي حيث احرج ملك حسين في لقائه بمراسيم فاتحة المرجع الديني الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي في لندن وسأله عن مصير القائد الشهيد .
وقد برز الدكتور احمد الجلبي على مسرح العمل السياسي بعد دخول صدام الكويت عام 1991 بالعديد من المبادرات ذات الاثر في المعارضة العراقية موظفا علاقاته بالمخابرات والكونغرس الامريكي ومن ابرز مبادراته سعيه الحثيث لإيجاد المنطقة الامنة في جنوب العراق تحت خط 32 والتي تمخض عنها حضر الطيران في هذا الخط .
وفي عام 1992 عمل على عقد مؤتمر موسع للمعارضة فكان مؤتمر صلاح الدين الذي وضعت فيه ملامح الدولة العراقية المقبلة ومنذ ذلك الوقت اصبح نافذة للمعارضة الشعبية يطلوا من خلاله لفهم الوضع السياسي الدولي .
ونتيجة دورهِ تقلد منصب رئيس المؤتمر الوطني العراقي وبعد جهد جهيد وحركة متواصلة بين الاروقة السياسية والغرف المغلقة التي عبر عنها (عبرت المحيط الاطلسي بالطائرة لاجل هذه المهمة اكثر من 200 مرة) ومن اجل اضفاء الشرعية وتوسيع دائرة الاتصال اطلع المرجعية على مساعيه وحين عرض ما يقوم به على المرجع الشيعي الاعلى في ذلك الوقت السيد محمد رضا الكلبايكاني (قدس سرة) فقال المرجع ( وماذا تريد منا ) اجابهُ الدكتور احمد الجلبي اطلب من سماحتكم ان تعيننا (بسهام الليل) .
وبعد سعيهِ المتواصل تكلل بالنجاح في استصدار (قانون تحرير العراق) من ادارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون عام 1998 وقد اثار هذا القرار جدلا واسعا بين صفوف المعارضة العراقية الشيعية فجاء دور الجلبي لنوضح ابعاد هذا القرار واثارةُ المقبلة على العراق حتى تمكن من اقناع قطاع كبير منهم تم شاركوا جميعهم بالمشروع .
وفي هذه الاجواء طرح كيفية التغيير هل يتم بأسقاط راس النظام والبقاء على مؤسساته قائمة ام تغيير النظام في العراق بالكامل وبناء الدولة من جديد كان حماس ذو التوجه القومي والعروبي مندفع باتجاه الاول فيما كان الجلبي يرى التغيير الكامل الشامل فاستطاع اقناع مركز القرار في ذلك ووظف كل معاناة الشيعة في العراق للحصول على هذا القرار فقد استحصل اغتيال العلماء وتقييد الحريات واعدام السياسيين ومصادرة الاموال والحقوق وغيرها ويحدثنا عن هذه المرحلة وكيفية كان تدمير البيئة في الاهوار والحقائق التي عرضها في الموضوع ذات اثر في تكوين القناعات لدى الامريكان التي ازالت النظام الدكتاتوري لكل مؤسساته ورجالةُ وحين اسقاط النظام بادر لتأسيس الهيئة العليا لاجتثاث حزب البعث وادار الهيئة بنفسة حتى استطاع من محاصرة حزب البعث وطردهِ من اجهزة الدولة بشكل كبير .
وحين بدأ الهجوم الامريكي على النظام الدكتاتوري سبق الهجوم الدكتور الجلبي في الحضور الى جبال شمال العراق التي ظل يتردد عليها في فترات متتالية بعد تصديه للعمل السياسي .
وبعد سقوط النظام بادر الجلبي ترتيب الوضع السياسي للشيعة فأسس البيت الشيعي وقام بعملية التنسيق مع المرجعية والاحزاب والقوى والشخصيات الشيعية حتى تمكن من اقناعهم بتشكيل قائمة الائتلاف العراقي وفي هذه الفترة كان احمد الجلبي عضو في مجلس الحكم ثم رئيسا له لمدة شهر .
وعند تشكيل المجلس الوطني العراقي المؤقت كان الجلبي عضوا فيه ثم نائب رئيس الوزراء في فترة الحكومة الانتقالية عام 2005 ثم شارك في انتخابات 2010 ولم يحصل على مقعد فعينهُ رئيس الوزراء المالكي مسؤولاً عن ملف الخدمات .
وفاز في انتخابات عام 2014 ضمن قائمة المواطن كمستقل ليصبح رئيس اللجنة المالية البرلمانية وهو اخر منصب شغلةُ .
توفي اثر نوبة قلبية عن عمر ناهز السبعين عام في 3/11/2015 فقد عاش للعراق بكل كيانه وجهوده حتى ساهم بتحريره والمشاركة في بناء مؤسساته .