ديسمبر 7, 2024

اسم الكاتب : حيدر الصراف

هذا ما تتمناه و تطمح اليها الفصائل المسلحة في العراق في حال انسحاب القوات ألآمريكية على عجل و دون ضمانات أمنية مع الجانب ألأمريكي و بالآخص في التصدي للتدخلات الخارجية في الشأن العراقي من أي طرف جاء و كان ألأنسحاب ألأمريكي المستعجل و غير المدروس في عهد الرئيس ( أوباما ) من العراق و كان ذلك بطلب من رئيس الوزراء حينها ( المالكي ) و الذي لم تستكمل وقتها القوات المسلحة جاهزيتها القتالية ما أتاح الفرصة السانحة امام عدة مئات من مجرمي ( داعش ) في اجتياح محافظة ( نينوى ) و من ثم تساقط اكثر من ثلث أراضي ( الدولة ) العراقية بيد هؤلاء المجرمين و لولا الهبة الجماهيرية المسلحة و التي جاءت تلبية لفتوى الجهاد الكفائي و الغطاء الجوي ألأمريكي لكان مجرمي ( داعش ) يسيطرون على اغلب المناطق العراقية .

كان ألأنسحاب ألأمريكي غير المتوقع من ( أفغانستان ) و بتلك الصورة العشوائية و المرتبكة ما أتاح المجال امام قوات حركة ( طالبان ) ألأرهابية الى التقدم السريع و ألأستيلاء على السلطة و الحكم و أقامة نظام أصولي فاشي متخلف حينها كانت ( أمريكا ) تراهن على حركة ( طالبان ) السنية المتشددة في أشغال ( أيران ) الشيعية المتشددة و فتح جبهة أزعاج و أرباك من الجار الشرقي ( طالبان ) بغية تخفيف الضغط ألأيراني على المحيط العربي و الذي يشهد تدخلات إيرانية سافرة و أصبحت ( أيران ) تملك ( حدائق خلفية ) في العراق و سوريا و لبنان و اليمن فكان لابد من أشغالها او على ألأقل أزعاجها من جار ( الضد النوعي ) .

جاءت أحداث ( غزة ) و الجرائم ألأسرائيلية البشعة التي ترتكب بحق المدنيين العزل من نساء و أطفال و شيوخ حتى كانت تلك ألأحداث المأساوية و المروعة بمثابة ( طوق نجاة ) للميليشيات الولائية في مهاجمة القواعد العسكرية العراقية و التي تستظيف قوات أمريكية للآستشارة و التدريب على حد قول ( القائد العام للقوات المسلحة ) و الذي له الحق وحده في تعريف و وصف القوات ألأجنبية المتواجدة على ألأراضي العراقية الا ان تعريف الفصائل الولائية لتلك القوات حسب الرأي ألأيراني المعتمد لدى هذه الفصائل في انها قوات ( أحتلال ) يجب محاربتهب و تحت شعار ( نصرة ) أهل غزة أتخذت الهجمات منحى جديد في أستعمال أسلحة متطورة حصلت عليها تلك الفصائل من ( أيران ) .

تخطئ هذه الفصائل و الميليشيات في ألأعتقاد ان ما حدث في ( أفغانستان ) يمكن ان يحدث في ( العراق ) و ان هذه المسيرات او تلك الصواريخ سوف يجبر القوات ألأمريكية على ألأنسحاب و ترك العراق ليكون بدلآ عن ( الحديقة الخلفية ) لأيران سوف يكون ( الحديقة ألأمامية ) و هذا ألأمر لا يمكن ان يصبح امرآ واقعآ تحت أي ظرف كان فالموقع الجغرافي – السياسي للعراق يختلف كليآ عن ذلك الذي في أفغانستان البلد الفقير و المنسي و الذي لا يتمتع كثيرآ بالمزايا التي تجعله مطمعآ للقوى ألأستعمارية حينها أنسحبت القوات الروسية و لاحقآ انسحبت القوات ألأمريكية و تركت حركة ( طالبان ) تستولي على الحكم .

لم تقبل الفصائل الولائية بوجود ( رئيس وزراء ) صوري عينته ذاتها تلك الفصائل و الذي جاء من خيمتها لا بل تريد ان تكون في الواجهة الرسمية للدولة العراقية و توهمت ان تعيد ذات السيناريو الذي جعل ( داعش ) تسيطر على تلك ألأراضي الشاسعة و بدأت بالتمدد و كان من المحتمل ان تسيطر على المزيد من ألأراضي و كذلك الذي حدث في أفغانستان في غياب القوة الرادعة ( القوات ألأمريكية ) التي انسحبت و غادرت سواء في العراق حينذاك في العام 2011 او في أفغانستان لاحقآ و تعتبر هذه الفصائل المسلحة ان لها ( الحق ) في أشغال الفراغ الذ سوف يحدثه ألأنسحاب ألأمريكي و بالتالي السيطرة المباشرة على الحكم في العراق و تعلن ذلك دون أي مواربة او شك ما يجعل ( العراق ) تحت السيطرة المباشرة للحرس الثوري ألأيراني و بشكل علني و هذا ما يشكل تهديدآ مباشرآ لكل دول المنطقة و التي سوف تعارض و بشدة التواجد ألأيراني المياشر على ألأراضي العراقية و كذلك الشركاء في الوطن من مختلف ألأعراق و ألأديان و المذاهب الذين سوف يشعرون بالقلق العميق بعد ان كانت القوات ألأمريكية توفر لهم الحماية من بطش الفصائل الولائية و مع كل هذه المعطيات و المخاطر لن تغادر القوات ألأمريكية من العراق ( ابى من ابى و قبل من قبل ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *