الكاتب : فاضل حسن شريف
أكَّد الله تعالى على عدم محبته للمعتدين في مواطن من كتابه، سواء كان اعتداؤهم بالقول أو الفعل أو الحال، فقال تعالى “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين” (البقرة 190) (المائدة 87) وقال سبحانه: “إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين” (الاعراف 55). جاء في الموسوعة الحرة ويكبيديا عن عدوان (إسلام): ذم العدوان: في القرآن الكريم: وردت العديد من الآيات في القرآن تذم العدوان وتحذر منه: سورة المجادلة الآية 9: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” (المجادلة 9) سورة المائدة الآية 62: “وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (المائدة 62)، قال ابن كثير في تفسيره للآية: (أي: يبادرون إلى ذلك مِن تعاطي المآثم والمحارم، والاعتداء على النَّاس، وأكلهم أموالهم بالباطل، لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ أي: لبئس العمل كان عملهم، وبئس الاعتداء اعتدائهم). سورة المائدة الآية 2: “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” (المائدة 2). يقول الطَّبري: (وَالْعُدْوَانِ يقول: ولا على أن تتجاوزوا ما حدَّ الله لكم في دينكم، وفرض لكم في أنفسكم وفي غيركم). سورة المائدة الآية 87: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (المائدة 87). سُئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن علامة الفاسق فقال:أما علامة الفاسق فأربعة اللهو و اللغو و العدوان و البهتان.
جاء في الموسوعة الحرة عن اليزيدية: نظرة الإسلام للإيزيدية: وحول نظرة الإسلام للإيزيدية، يقول أستاذ الشريعة في جامعة الأنبار الشيخ الدكتور مازن مزهر الحديثي إن الإسلام كفل حياةً طيبة لهذه الفئات عملاً بنصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وحق التعايش لأهل الذمة، مستندا للآية التي خاطب فيها الله تعالى الرسول محمد صل الله عليه وسم “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” (الأنبياء 107)، وشملت هذه الرحمة العالمين جميعا وليس المسلمين فقط. وينفي الحديثي بآية “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” (البقرة 256) ما يُشاع حول فرض الإسلام عقيدته على من يخالفه في الدين تحت التهديد وباستخدام القوة، مضيفا أن الإيزيديين يعتبرون من أهل الذمة لدى الإسلام مثل غيرهم، لهم من الحقوق مثل ما عليهم من الواجبات، وكفل لهم الإسلام حرية ممارسة شعارئهم الدينية وأن تكون دماؤهم معصومة وأموالهم محفوظة وأعراضهم مصانة. واستغرب الحديثي عادات وتقاليد موجودة لدى بعض الأديان منها الإيزيدية، التي ترفض قبول الطفل من أب أو أم غير إيزيدي، كما الحال عند بعض الطوائف اليهودية التي لا تقبل من يتهوّد معهم، مستغربا العمل بهذه العادات والتقاليد التي يقول إنها قائمة على أهواء الأشخاص، واصفا إياها بـ”العنصرية والشوفينية” والتعالي على الآخر.
عدي بن مسافر هو الشخصية (البشرية) الأكثر محورية في الديانة اليزيدية. فاليزيديون يتناولون اسمه بعظيم التبجيل والاحترام ويعدون قبره أكثر المناطق تقديسا على وجه الأرض حيث يعتبرونه (مجدد) الديانة. ويعتبره عدد غير قليل من المؤرخين أصل الديانة اليزيدية ومؤسسها. تكاد تتفق المصادر الإسلامية الكلاسيكية على أنّ أصل عدي بن مسافر يعود إلى بيت فار من بلاد بعلبك، وهو ينحدر من أصلٍ أمويٍّ كما أنه مسلمٌ من زهاد الصوفيين. لكن المصادر اليزيدية تنفي هذا وتقول أنّ عدي كان يزيدياً كردياً وكان أجداده في الهكاري وولادته في بعلبك وأنه عاد إلى لالش لأنقاذ أبناء جلدته. في الميثولوجيا اليزيدية طاووس ملك عظيم الملائكة قد تجسد في عدي بن مسافر، حيث يقول هو عن نفسه: اليزيدية كنت حاضراً عندما كان أدم يعيش في الجنة، وكذلك عندما القى النمرود إبراهيم في النار، وكنت حاضراً عندما قال لي الله أنت الحاكم وأنت إله الأرض اليزيدية. تروي القصص اليزيدية أن والد الشيخ عدي الشيخ مسافر كان زاهداً صالحاً يسكن بيت فار من أعمال بعلبك من سهل البقاع، فسلك طريق المجاهدة والسياحة، وترك بيت فار وتنقل في بلاد هكاري، وفارق زوجته أربعين سنةً (معنى ذلك ترك زوجته وهو شاب) وبينما كان نائما في إحدى الليالي جاءه ملاكٌ يقول له: اذهب إلى زوجتك وواقعها فتحمل منك ولداً صالحاً. فغادر الشيخ مسافر مكان سكنه، وكان في مناطق اليزيدية، فوصل منزله ليلاً. وقبل ذلك، رأت أم عدي نوراً يهبط من السماء ويدخل أحشائها ورأت قبةً بين جبلين يرتفع منها نورٌ وسمعت جبل المشرق ينادي جبل المغرب بأنه سيولد ولي الله الشيخ عدي وسيكون ذكره في المشرق والمغرب. وبعد أن جامعها زوجها، طلبت منه أن ينادي من فوق السطح بأعلى صوته بأنه جاء راكبا فرسته لكي تتخلص من ألسنة الناس لعلمهم بسفر زوجها في الليل. طاووس ملك هو الشخصية المحورية والأكثر شهرةً في الديانة اليزيدية. يعتقد اليزيديون أن الله خلق من نوره سبعة ملائكة أوكل لها مهمة حكم الكون. وهم عزازيل (طاووس ملك)، ودردائيل (شيخ سن)، وإسرافيل (شيخ شمش)، وميكائيل (شيخ أبو بكر)، وعزرائيل (سجادين)، وشمنائيل (شيخ ناسر دين) ونورائيل (شيخ فخر دين). كبير هؤلاء الملائكة السبعة هو طاووس ملك. تذكر الميثولوجيا اليزيدية أن الله قد أمر كل الملائكة بأن يسجدوا لآدم، وكان القصد من وراء ذلك هو اختبار الملائكة، فقد كان الله قد أخذ عهداً من الملائكة السبعة بأن لا يسجدوا لغيره. فسجدوا كلهم إلا طاووس ملك، أبى ولم يسجد، وعندما سأله الله لمإذا لم تكن من الساجدين؟ قال: عندما خلقتنا أمرتنا يا ربنا أن لا نسجد إلا لك، وأنا لم ولن أسجد لغير وجهك الكريم يا رب. هنا فاز طاووس ملك بالامتحان وقد كافئه الله بجعله أقرب المخلوقات إليه وأناط به حكم الكون. هذه القصة شبيهة جداً بتلك الواردة في قصة الخلق الكتابية: الإسلامية والمسيحية واليهودية، لذا فقد عرف غيرُ الإيزيدية طاووسَ ملك أنه الشيطان نفسه. ووُصِفوا من هذا الأساس بعبدة الشيطان. يرفض اليزيدية هذا الوصف حيث أنهم لا يؤمنون بوجود كائن شرير مثل الشيطان يعمل على توريط البشر وإغوائهم وإنما يعتقدون أن الشر نابع من الأنسان نفسه. وأن طاووس ملك هو ملاكٌ قد خُلق من نور الله لذا فهو كائن خير وأي تشبيهٍ له مع الشيطان الوارد في الديانات الأخرى هو إهانةٌ لمقدساتهم.
قصة الخلق: في البداية وقبل خلق السماء والارض كان الله (فوق البحار). وكانت هناك لؤلؤة بيضاء، رمى الله اللؤلؤ في البحر فانكسرت فتشظت منها الأرض والسماء والنجوم. خلق الله بعد ذلك طاووس ملك الذي تجسدت فيه قوة وحكمة الإله وجعله قادراً على معرفة رغبات وإرادة الله وتنفيذها وأناط به مهمة إكمال بناء الكون. ثم خلق بعد ذلك ستة ملائكة لتساعده في ذلك. بدأت الأرض تهتز بطريقة عنيفة، فأرسل الله طاووس ملك لوقف هذا الاهتزاز. فهبط في لالش متخذاً شكل طاووس عظيم ذو سبع ألوان أساسية وثانوية، فوهب هذه الألوان للأرض بنباتتها وحيواناتها مكسباً إياهم الجمال. صعد بعد ذلك طاووس ملك إلى جنة عدن، حيث التقى هناك بآدم. كان آدم في ذلك الوقت جسدا بلا روح ففجر طاووس ملك نفس الحياة فيه. ثم أدار آدم نحو الشمس وقال له أن هناك من خلق هذا وأن هناك شيء أكبر من الأنسان والشمس تجب عبادته. وعلمه الدعاء إلى الله ب72 لغة، وهذه اللغات هي ستتحول إلى لغات البشرية الأولى. ثم خُلقت حواء، لكن قبل أن يتزوجا حدثت منافسة بينهم في من هو الذي يستطيع أن يؤتي وحده نسلا أفضل من الآخر. فخزن آدم نسله في جرة مغلقة وفعلت حواء كذلك. بعد 9 أشهر فتحا جرتيهما فوجدت حواء إن جرتها قد امتلأت بالحشرات، بينما أنتجت جرة آدم طفلا وطفلة. كبر هذان الطفلان فيما بعد وتزوجا وهما يمثلأن الأبوين الأولين لليزيدية. وهكذا، فإن اليزيديين يعتبرون أنفسهم من نسل آدم ولكن ليس حواء. الهيكل التنظيمي: يرأس الجماعة اليزيدية أمير تعتبره الديانة ممثل طاووس ملك على الأرض ويقوم بتمثيل أتباع الطائفة في جميع المؤتمرات الوطنية والدولية. ينحدر هؤلاء الأمراء جميعا من عائلة واحدة تعرف بعائلة (العقيد). تقسم الديانة اليزيدية اتباعها وفق نظام معين من الطبقات، وضعت أسس هذه الطبقات من قبل عدي بن مسافر نفسه. هناك ثلاث طبقات رئيسية وهي كالتالي: طبقة الشيخ: هي الطبقة الأكثر تبجيلاً، والتي ينحدر أعضاءها من الشيوخ الذين تجلت بهم الملائكة الستة. طبقة البير: وتعني بالكردية (العجوز)، وينحدر أعضاءها من بير علاء وهو أحد أصحاب عدي بن مسافر. طبقة المريد: يمثلون غالبية اليزيديين، حيث أن كل من لا ينتمي لأحدى الطبقتين المذكورتان أعلاه فهو من طبقة المريد. كما ينقسم الكهنة إلى أقسام تعتبر مهن يستطيع اليزيدي أن يختار التوظف بها. وهم ثلاث أنواع: الفقير: وهو أعلى مستوى من الكهنة، ويجب أن لا يكون قد تلاعب بلحيته وشاربه بتاتا منذ ولادته. القوال: وهم قارؤوا التواشيح الدينية اليزيدية. حيث يتناقلون حفظ التراث الديني أبا عن جد ويوجدون وجودًا رئيسًا في مدن بعشيقة وبحزاني. العرافين: وهم العاملون في معبد لالش، ويعتقد اليزيدية أنهم يملكون قدرات روحية خاصة. من الناحية الجينية قد يكون لليزيديين استمرارية جينية أقوى مع شعب بلاد مابين النهرين الأصليين. و ينتمون إلى السلالة الجينية (J-M267) والسلالة الجينية J2. عثرت على السكان اليزيديين في شمال العراق في وسط سلسلة متصلة وراثية بين الشرق الأدنى وجنوب شرق أوروبا.