الكاتب : نعيم الخفاجي
الكثير من بني البشر يستفيد من حالات الانكسار والهزيمة، ويقوم في تفعيل نقاط القوة لديه، ويجعل من الأخطاء، قاعدة يعيد تفكيره من جديد، ويعمل على عدم تكرار الخطأ الأول الذي وقع به، هذا على المستوى الشخصي، أما على مستوى الدول والمجتمعات، أيضا المجتمعات تطور نفسها، إن وجد نظام سياسي يسمح في منح الناس حرية إبداء الرأي والتفكير، لذلك دول الغرب تطورت من خلال فتح مراكز دراسات استراتيجية، تضم عناصر يفكرون بطرق جديدة، تضم متخصصين في علوم الاقتصاد والسياسة، يرسلون إلى صاحب السلطة السياسية التنفيذية توصيات، في كيفية التعامل بالوضع السياسي الداخلي والخارجي.
هذه المراكز مغيبة وغير موجودة في دول الشرق الاوسط، لأنه لا توجد أنظمة منتخبة، ولا توجد دساتير حاكمة، غالبية الملوك والرؤساء العرب دعمتهم دول الاستعمار ورسموا لهم حدود دولهم، ونصبوهم ملوك ورؤساء على رقاب الشعوب العربية المغلوب على أمرهم.
حتى إذا بعض الدول العربية، فتحت مجال في عمل مراكز دراسات، يتم تقريب المرتزقة والدجالين والكذابين الذين يحللون مايريده منهم الحاكم، بوضعنا العراقي، الفضائيات التابعة لفلول البعث وهابي، أو التابعة للحكومة والأحزاب العراقية يستضيفون حثالات، يتم تقديمهم كخبراء ومدراء إلى مراكز دراسات استراتيجية، أحد هؤلاء المرتزقة يقدموه رئيس مركز التفكير للدراسات الاستراتيجية، بحسابه بمنصة إكس، يكتب تغريدات يقف مع قوات دول كبرى استعمارية لديها مواقف سلبية ومعادية للمكون الشيعي العراقي بشكل خاص.
حساب كاتب اسرائيلي اسمه دافيد ياسين، ممتلىء في مئات حسابات بعثية طائفية، ومنهم يقدموهم مفكرين من أبناء المكون البعثي العراقي أمثال يحيى الكبيسي وممن على شاكلته، وهم يتوسلون به، ويقولون متى نتنياهو يهاجم شيعة العراق ويقضي عليهم؟ أين جهاز المخابرات العراقية من هؤلاء، توجد صفحات على الفيس بوك في اسم الجيش العراقي السابق، أو صفحة الحرس الجمهوري لنظام صدام الجرذ، يوجد مئات من ضباط من أنصار صدام الجرذ يعملون بالجيش العراقي الحالي، وبمؤسسات الدولة العراقية الحالية، وهم يمجدون نظام البعث، ويعلنوها بشكل علني أنهم ينسقون مع نتنياهو لكي يعيدهم لحكم العراق من جديد؟ يوجد آلاف الضباط والمنتسبين في جهاز المخابرات العراقي والأمن الوطني والاستخبارات، لماذا لايدخلون لهذه الصفحات التي تمجد بنظام البعث ليتم محاسبتهم وفق القانون.
كل الأمم تستفيد من أخطائها وتحاول تفاديها والعمل على الوقوف عند هذه الأخطاء، ودراستها، ثم تقوم بتطوير سياستها، وبرامج عملها حتى تصل إلى مرحلة عالية من التقدم، إلا نحن بالعراق.
هناك الكثير من الدول، تعرضت لنكبات، لحروب واحتلال، لكن نهضت بلدانهم من جديد، مثل اليابان وألمانيا، لكن علينا أن نعترف، هناك ثمة فرق شاسع بيننا نحن شعوب الدول العربية، وبين شعب اليابان وألمانيا، الذين توجد لديهم دساتير، بل حتى هتلر وصل إلى سدة الحكم بفضل وجود دستور ألماني سمح له بالدخول بالانتخابات، وفاز بها فوزا كاسحا، لأنه نرفع شعارات قومية تريدها الجماهير، بعد احتلال ألمانيا من قبل السوفيت وحلف الناتو، تم إجراء انتخابات ووصلوا للحكم فئات سياسية، أخذت على عاتقها، مسؤولية إعادة بناء ألمانيا، وكذلك الوضع في اليابان.
الكثير من الناس، عندما يتجرعون مرارة الهزيمة وقسوتها، يراجعون حساباتهم ويعيدون تفكيرهم، لتجنب الأخطاء السابقة التي اوصلتهم إلى الحضيض، لذلك الفشل ضروري لأي فرد أو جماعة أو شعب، لأن الفشل يكون سبب لمراجعة أسباب الفشل، ويكون هذا الفشل منطلق، نحو المعرفة، والخبرة، سجل التاريخ البشري، قصص نجاح بسبب تجربة فشل خاطئة.
ان القضية الرئيسية المهمة ليس في عدم الاعتراف بالهزيمة والفشل، هناك من يقول ان عدم الاعتراف بالفشل هو الهزيمة الحقيقية والفشل الفعلي، هذا الكلام غير صحيح، ما فائدة من يعترف بالخطأ والفشل ويعود نفس الخطأ مرة ثانية؟ المهم كيف تستفيد من الخطأ بعدم إعادته مرة ثانية.
الاعتراف بالفشل والهزيمة ومراجعة أسباب الخطأ، والاستفادة من ذلك الخطأ، يفتح طريق للنجاح، رسول الله ص قال لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.
عندما اتصفح حسابات فلول البعث وهابي، تجدهم ينتظرون الدخان الأبيض من ترامب للعودة إلى حكم العراق، اقول لهم ابقوا انتظروا أيها الخونة والعملاء، لم تحصلون من ترامب إلا الدخان الأسود، وإذا كان ثمة خروج الدخان الأبيض، فهذا لا يخرج إلا بفضل من يقاوم فلول البعث وهابي بعقلية جيدة يعرف كيف يتعامل مع هؤلاء الإرهابيين القتلة، عندها ترامب يأتي للبحث عن مصالح بلاده الاقتصادية ويترك لغة دعم اراذل فلول البعث وهابي.
شعوب الجزيرة العربية الوهابية، هم عبارة عن قطعان من الماعز، يحركهم ولي أمرهم خادم الحرمين وولي عهده الأمين، شاهدنا مئات آلاف سعوديين، تبرعوا للدفاع عن مغنيات وعارضات مظاهر الإثارة الجنسية القادمات من أمريكا اللاتينية، جلبهن لهم سمسار من أصل لبناني ماروني يعشق الجنس، لم يكن حفل الرياض الترفيهي مفاجئة بالنسبة لي، نعم ( الناس على دين ملوكهم)، رأس السلطة لدى العرب، تحدد طبيعة وشكل القطيع الشعبي، اذا كان الحاكم العربي شجاع يصبح شعبه شجعان، اذا كان مخنث، يصبح وزرائه من المخصين والمثليين، اذا كان الحاكم مثل صدام مجرم تصبح مؤسسه القمعية أداة لقتل شعب العراق، من المؤسف من حكم الشعوب العربية، الزعاطيط والصبيان وسقطة المتاع والخونة، وارذل خلق الله، هؤلاء الحثالات هم من يقودون ويتصدرون المشهد السياسي والديني في العالم العربي، وواجب شيوخ الوهابية تكفير الشيعة والمتصوفة واللعنة عليهم، وبنفس الوقت تجد مشايخ الوهابية يشركون ولي أمرهم الملك وولي العهد بعبادته من دون الله عز وجل.
أكثر من ٣٤ سنة وانا اعيش خارج العراق، رأيت آلاف من المثقفين العرب والمسلمون هاربون من بلدانهم، بسبب
السجون، لذلك فضلوا الهروب إلى المنافي القسرية، بينما من يحكم الدول العربية، اللصوص وعملاء دول الاستعمار.
الناس يخطئون قولا أو عملا ولا يوجد إنسان لم يخطئ في حياته أبدا، سواء في حق ربه أو مع نفسه أو مع غيره، إلا المعصومين من الأنبياء والصالحين المنتجبين، وفي الحديث الشريف : ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) وتلك هي الطبيعة البشرية منذ خلق الله آدم حيث أخطأ بمعصية ربه فأكل هو وزوجته من شجرة الجنة التي أمرهما الله ألاَّ يقرباها [ وعصى آدم ربه فغوى ] وإلى يومنا هذا، لذلك على الإنسان أن يتعلم من أخطائه فلا يكررها، بل يمكن إلى الإنسان الاستفادة، من أخطاء بني البشر من حوله من أبناء بيئته ومجتمعه وعليه أن لا يقع في الخطأ، الإنسان الذكي لا ينبغي أن يوظف ذكاءه في الشر، وللأسف هذه الخصلة السيئة موجودة عند أبناء الشعوب العربية، الإنسان الذي يفكر بعقله، لديه قوة كامنة يمكنه أن يلجأ إليها في حالة الضرورة، كأن يكون هناك خطر يهدد حياته أو أهله أو ممتلكاته، بالوضع العراقي هناك قوى طامعة بالعراق، لذلك يفترض بساسة المكون الشيعي والذين هم مستهدفون، عليهم بالتعاون والاستفادة من الأخطاء السابقة، ونكرر القول قضية فلسطين وان كانت عادلة، لكنها تخص العرب السنة بشكل خاص ولاتخص الشيعة، لذلك يجب عدم الانسياق خلف العاطفة، العرب وأهل السنة هم الأولى من الشيعة، نعم على الشيعة مساعدة شعب غزة العربي السني لكن ضمن حدود المعقول، لننظر ماحل بشيعة لبنان بظل وقوف قوى لبنانية مؤيدة إلى نتنياهو تزوده بالمعلومات لقصف حتى تجمعات مدنية بكذبة يرسلها له اصدقائه من اللبنانيين أنهم قادة ميليشيات شيعية، وعلى ساسة احزاب شيعة العراق دعم مواطنيهم في إقامة مشاريع زراعية وصناعية لمواجهة خطر انخفاض اسعار البترول والتي باتت قريبة جدا، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
16/11/2024