نوفمبر 22, 2024
download (7)

الكاتب : غيث العبيدي

غيث العبيدي.. ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

منذ أن أنسجمت وتناسقت المصالح بين الصهيونية اليهودية، والصهيونية الصليبية، سعت كل منهما للأستمرار معا نحو المجد والعلوا والرفعة، لتحقيق ذات أهدافهم، بأدوات مشتركة، حتى دخلوا بصراعات لا شريك لها، مع كل من لا يتوافق معهم، للمحافظة على مجدهم المتحقق، والبقاء على أعلى القمة المعنية بأحوال العالم ”العلوا المشترك“ وكأنهم قديسون بأجنحة نسور، أجتمعوا حول ”مذابحهم“ وأرتفعوا بفضائل ”مجازرهم“ ليجددون شبابهم بها. فيما العالم أجمع أمام مجدهم هذا يتزعزع ويتفكك ويتقهقر.

النقطة الحرجة.

بين عوامل الاندفاع للأعلى، وعوامل الشد للاسفل، وصلت كل من الصهيونيتين إلى ”النقطة الحرجة“ وبدأت المؤشرات تأذن بالهبوط، مع فقدان السيطرة على أتجاه وسرعة وحركة الهاوية المقبلين عليها !! حيث لا يسعهما البقاء في القمة بعد الأحداث والصراعات الاخيرة في الشرق الأوسط لأكثر من هذا الوقت.

بداية التآكل.

 الإقصاء من الشرق الأوسط.

تحولت الصهيونية اليهودية في اسرائيل، من أستراتيجية ديناميكية فعالة في الشرق الأوسط، الى عبأ على الولايات الأمريكية، والقوى الغربية بصورة عامة، من خلال الطغيان الغير معهود، والانفه الغير مسبوقه، التي كشف الصراع في غزة ولبنان، توحشهم وإجرامهم، وصاعد من نسبة عزلتهم العالمية لمستويات غير مسبوقة، وحتى لا يصفهم العالم بنفس مزايا الصهيونية اليهودية، وحتى لا يصلون للمستوى الذي وصلوا إليها الصهاينة، ويعيشون بنفس عزلتها، من الممكن جدا يتركوا يدها لتسقط وحيدة، ويمكن قراءة هذا المشهد من خلال مستوى الخسائر التي يتعرضون لها في كل جبهات المقاومة، والهجرة العكسية من الكيان إلى الخارج، والفجوة الغير قابله للترميم بين المستويين السياسي والعسكري، وتراجع نوعية الجندي الإسرائيلي، من مقاتل مؤمن بالقضية اليهودية، لمقاتل متمرد أو هارب من أرض المعركة.

 سقوط فكرة الملاذ الآمن.

الفكرة التي تبجحت بها الصهيونية اليهودية كثيرا، وروجتها في كل المجتمعات الغربية اليهودية وغيرها، على أنها الملاذ الاكثر أمان في العالم، والقلعة التي يمكن أن ينعم بين ربوعها وحصونها كل من يرغب بالانضمام إليهم، سواء كانوا أفراد، أو منظمات وشركات، والاستقلالية التي يمكن أن ينعم بها الجميع، بددها طوفان الأقصى من غزة، والوعد الصادق من إيران، وأولي البأس، من جنوب لبنان، وضربات المقاومة اليمنية والعراقية، والعمليات الاستشهادية في الجبهة الداخلية الصهيونية، ليتضح للجميع أن فكرة هزيمة الصهاينة فكرة واقعية جدآ، وان القوة التي آلفتها الشعوب عنهم ماهي إلا اوهام، صنعتها الأنظمة السياسية الغربية والعربية، قبل أن يصنعها الصهاينة أنفسهم.

الصهيونية ومقاومة الهبوط.

الصراع بين الصهاينة ومحاور المقاومة، دلالاتة وطول مدته، وعناوينة وحقائقه، وتحدياته موجود وبعناوين راسخة، هناك جروح والآلام وابادات ومجازر نعم، لكن هناك مؤشرات توحي بأن إصرار الكيان عليه، رغم هذا الكم الهائل من الفشل الاستخباري، وعدم تحقيق أي من أهدافه بل وتراجعهم عن بعض الأهداف ‘مثلا ‘بدل من إعادة الأسرى بالقوة، أصبح التعديل” عملية تبادل أسرى“ وبدل احتلال جنوب لبنان أصبحت ”عملية برية محدوده“ وبدل سحق إيران برد صاعق أصبح ”تعطيل أنظمة الدفاع الجوي“ وكل ماحصل وسيحصل لاحقا، ماهي الا محاولات لتأجيل هبوطهم المدوي، وهزيمتهم الماحقة، والمسألة مسألة وقت لا اكثر.

وبكيف الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *