ديسمبر 7, 2024
download (1)

الكاتب : علي المؤمن

   الفرق الأساس في مستويات التجسس على المقاومة بين غزة ولبنان يتعلق بالجغرافيا السياسية؛ فغزة الفلسطينية منطقة مغلقة تماماً من الناحية الجغرافية والتأثيرات الخارجية، وسكانها على دين واحد وطائفة واحدة، وليس فيها سوى عملاء لإسرا ئيل. بينما لبنان بلد مكشوف جغرافياً وسياسياً، وتسرح وتمرح فيه كل مخابرات الكرة الأرضية، وخاصة المعادية للشيعة، كالإسرا ئيلية والأمريكية والبريطانية والفرنسية والسعودية والإماراتية والأردنية والمصرية، وفيه مئات آلاف المعادين للشيعة من اللبنانيين من الأديان والطوائف الأخرى، وبينهم مسؤولين رأسيين في أجهزة الدولة، وفي مؤسسات أهلية يمكنها تفعيل تكنولوجيا التجسس بسهولة. وهؤلاء مستعدون للعمل مع مخابرات إبليس لتدمير الشيعة، وإعادتهم إلى عصور الاستعباد والقهر والاستضعاف،

 ويضاف إليهم اللبنانيون الشيعة العملاء لأجهزة المخابرات الإسرا ئيلية والأمريكية والفرنسية والسعودية والإماراتية وغيرها، وهؤلاء يساهمون أيضاً مع نظرائهم من الأديان والطوائف الأخر في تفعيل تكنولوجيا التجسس. وبالتالي؛ فبيئة المقا ومة الإسلامية الشيعية اللبنانية محاطة بالعنصر البشري المعادي الذي يشكل عامل تفعيل لكل أنواع تكنولوجيا التجسس والكشف. وهو ما يجعل الشبه بين غزة المغلقة ولبنان المفتوح على مصراعيه؛ معدوماً.

 وهناك سبب مهم آخر، يتعلق بالتركيز الاستخباري الإسر ائيلي بعد حرب العام 2006، حيث بقيت المخابرات الاسر ائيلية (الموساد) والاستخبارات العسكرية، تعمل طيلة (18) عاماً على كشف كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمقاومة وبيئتها الاجتماعية ومواقعها، سواء في الضاحية الجنوبية أو جنوب لبنان أو البقاع، وتجنِّد آلاف العملاء اللبنانيين والفلسطينين والعرب، عبر الاغراءات المالية غير المسبوقة، ولم تكن تعمل الشيء نفسه في غزة والضفة؛ حتى أن بعض المصادر المتخصصة تؤكد بأن تركيز إسر ائيل الاستخباري على إيران وحزب الله يبلغ أكثر من (10) أضعاف تركيزها على مجموع سوريا والأردن والعراق ومصر وتركيا ولبنان، عدا حزب الله، وفلسطين ومعها فصائل منظمة التحرير وحماس والجهاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *