نوفمبر 21, 2024
download (1)

الكاتب : عبد المنعم الاعسم

الاحتجاج على دخول حزب الله اللبناني في سوريا للقتال الى جانب النظام الحاكم، لا يعني شيئا، بعد ان تحولت هذه البلاد من لاعب الى ملعب، ولا نقول معلومة جديدة حين نشير الى ان الفريق الاسلامي الجهادي الذي اسمى نفسه “جبهة النصرة” وهو احد فصائل الثورة السورية قد فتح الحدود لغزاة بدشاديش قصيرة ولحى ورطانات دينية واستقوى بها ليفرض على الثورة مسارا دمويا ومذابح واستعراضات قوة.
فالعالم كله، يقاتل على الارض السورية، ربما من غير استثناء، جبهات وفرادى، بالسلاح والرجال والاموال والاعلام والمخابرات، بالنيات الطيبة والنيات السوداء والنيات التي لا طعم لها، بالاعتراض والنقض والامتناع عن التصويت، بالمزاحمة مع الاخرين او بتعضيد الاخرين، باساليب بالغة النظافة واساليب شديدة القذارة، من له مصالح في سوريا ومن لا مصالح له فيها. اما جيران سوريا، فالجميع من غير استثناء يحارب بشراسة هناك، وبعضهم بالاسنان.
وبكلمة موجزة، لا أحد يتفرج على ما يجري في سوريا، ولا أحد يقف على مسافة واحدة من المتحاربين السوريين، فاما مع النظام وحزبه ورئيسه، واما مع الثورة وتشكيلاتها، واطيافها، فالمحايد بين المتقاتلين يجلس في بيته، ولا احد انسحب وترك موازين القوى الذاتية تقرر مصائر الصراع، بل ان داعية مثل القرضاوي حمل عصاه وراح يتجول في الدول ليحثها على الحرب او ليعدوا لها ما استطاعوا “من رباط الخيل” لينتصر الملثمون.
اقول، إذا كانت الارض السورية قد اصبحت ساحة تصفيات حساب بين الدول والقوى الاقليمية والدولية، وجميعها تتدخل باشكال مختلفة، وينـَظِّر لها ايمن الظواهري مهندس المذابح الطائفية في العراق، فلماذا يُطلب من حزب الله ان يكون استثناء، فيجلس في الضاحية والجنوب بانتظار ما تسفر عنه الحرب، وليكون كبش فداء عن هزيمة متوقعة للنظام.
هذه ليست محاولة لتبرير تدخل حزب الله في الحرب السورية، فان ما يحصل في هذه البلاد من مهووسات التدمير والقتل المنهجي يُسقط البحث عن مبرر للتدخل، ويجعل حالة التدخل لمنع “العدو” من امتلاك الجغرافيا السورية امرا يمكن اعتباره من التفاصيل، ومن حق الكثير من المحللين الموضوعيين ان يتساءل عن الفرق بين استيراد مقاتلين من اوربا وليبيا والخليج ليشدوا من عضد الثورة، ودخول حزب الله اللبناني الساحة نفسها لدعم النظام.
خلف هذا التساؤل تكمن الكارثة الحقيقية حيث يصبح التدخل الخارجي في سوريا حقا.. أو استحقاقا.
*********
” كن حذراً من الرجل الذي لا يرد لك الصفعة”.
برنارد شو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *