
اسم الكاتب : وليد يوسف عطو
المقال يبحث في شروط تحقق الامة , اية امة كانت , وعلى وجه التخصيص الامة العراقية . مفهوم الامة الذي يتضمنه مقالي لاعلاقة له بمفهوم الامة في القران .
كلمة العراق جاءت من كلمة ( اوروك ). وسمي العراق بلاد مابين النهرين و ميزوبوتاميا .وهو مفهوم جغرافي – ديموغرافي – انثروبولوجي ولا علاقة له بالحدود السياسية والسيادية للدول .
شروط تحقق الامة :
1 – وحدة الارض والماء : وفي حالة العراق وحدة حوضي دجلة والفرات من شمال الموصل وانتهاءا بمصب شط العرب في الخليج العربي .وكان العراق يضم حتى عهد قريب امارة الكويت والاحواز . ومن هنا جاء المثل العراقي الشهير :
(ماكو ورا عبادان قرية ) اي ان عبادان تمثل نهاية العراق في اقصى الجانب الشرقي من العراق .
لقد كانت مساحة العراق تكبر وتصغر بحسب قوة الدولة . فالسومريون وصلوا لى قطر والبحرين والبابليون وصلوا الى حدود مصر . وضم الاشوريون ارمينيا الى املاكهم .لكن يبقى العراق من ناحية جغرافية وسكانية وانثروبولوجية هو يمثل وحدة حوض دجلة والفرات .ولم تكن الجبال من ضمن العراق لانها ليست جزء من حوض دجلة والفرات .
لم تستطع الانظمة المتعاقبة على العراق دمج الاكراد ثقافيا واقتصاديا ونفسيا بالمجتمع العراقي .
2 – اهمية طرق المواصلات:
ان وجود السكك الحديدية والطرق المعبدة والجسور والنقل المائي والجوي يعمل على سهولة تنقل المواطنين وبحثهم عن فرص للعمل ويعمل على التبادل السلعي وخلق دورة اقتصادية .وهي من شروط تشكل الامة . فالفلاح يسوق منتجاته الزراعية الى المدينة ويقوم بالمقابل بشراء حاجياته من المدينة وبذلك تكتل الدورة الاقتصادية القائمة على المنفعة والمصلحة .
3 – الوحدة السياسية والارادة السياسية
كل دولة لاتمتلك ارادة سياسية ولا وحدة سياسية تكون غير قادرة على تشكيل الامة .فالعراق وسوريا واليمن وليبيا اليوم لايمتلكان الوحدة السياسية لذا لاتستطيع هذه الدول تشكيل امتها الخاصة بها.
4 – الاقتصاد الموحد والعملة الموحدة من شروط صيرورة الامة
5 – من عناصر تشكل الامة هو التاريخ المشترك وذاكرة الامة , لذا عمل الاحتلال الامريكي على نهب المتاحف العراقية وسرقة المواقع الاثارية وتخريبها , وسرقة ارشيف الاذاعة والتلفزيون وارشيف مكتبة الوثائق العراقية – المكتبة الوطنية.
6 – لايدخل في صيرورة تشكل الامة : العرق واللغة والدين والمذهب والابجدية وجداول الانساب.فقد تتغير ديانة الامة او تتعدد , وتتغير لغتها وابجديتها او تتعدد , لكن الامة تبقى هي نفسها .لذا نصل الى استنتاج هام وهو انه لايوجد في واقع الامر امة عربية . العرب مجموعة دول تختلف في انظمتها السياسية والاقتصادية وفي ثقافاتها وفي وجود اعراق واقليات كبيرة فيها . لذا لايمكن للعرب ان يشكلوا امة واحدة . ان مفهوم الامة العربية مفهوم اسطوري.
كما لايوجد امة كردية واحدة ولكن يوجد صيرورة لتشكل امة كردية في اقليم كردستان العراق , سيتم استكمال صيرورتها حقا بعد انفصالها واستقلالها عن العراق . ولكن هذه الامة الكردية الجديدة لاعلاقة لها باكراد ايران وتركيا وسوريا .في تركيا امة تركية يشكل الاكراد جزء من هذه الامة وكذلك نفس الامر ينطبق على اكراد ايران وسوريا .