ديسمبر 7, 2024
dc009e77-0774-4450-9f1b-80cc923d214d

الكاتب : عبدالله ناظم صالح الذبان

ان الهدف الأساسي من تشكيل الحزب، ليس الحصول على المناصب والاستئثار بالسلطة، بقدر ما يتعلق الأمر بتقديمه للخدمات الكثيرة لعموم أفراد الأمة وتحقيق مطامحهم التي غالبا ما ترتبط بسقف واطئ من متطلبات العيش البسيط، فالناس في الحقيقة لا يطالبون بما هو تعجيزي ومستحيل ومع ذلك يتم إهمالهم تمام الإهمال من الأحزاب وقادتها الذين ينشغلون بمصالحهم الفردية او العائلية أو الحزبية .

نأتي الان الى ظاهرة انخراط بعض الشباب في الأحزاب المسيطرة على الساحة السياسية..

انّ العامل الاقتصادي هو أهم العوامل التي يمكن ان تشكّل دافعاً للشباب نحو الانخراط في صفوف الأحزاب السياسية، يعتقد الشباب البائس في وقتنا الحاضر ان الانتماء لهذه الأحزاب يأتي بمردود او بمنفعة مادية كونه عاطل عن العمل، فترى الشباب وهم قلة قليلة منخرطين في صفوف هذه الأحزاب من دون دراية عن ماهية هذا الحزب وما هو نظامه الداخلي وماهي قضيته، تراه يحمل شهادة البكالوريوس او الماجستير لينتمي لهذا الحزب من دون خلفية سياسية ولا وعي لقضية وتطلعات هذا الحزب، فقط ليكون أداة لتنفيذ الحملات التثقيفية ونشاطات الحزب، وعندما تنتهي الانتخابات تصيب هؤلاء الشباب خيبة امل كبيرة وتنتهي أحلامهم في الحصول على وظيفة او فرصة عمل بسيطة تثمينا لجهودهم مع هذا الحزب، لكن ليست هنا المشكلة فهؤلاء المنتمين للأحزاب هم فئة قليلة جدا يجب علينا ان نبحث في اصل المشكلة التي جعلت الشباب ينفرون من المشاركة في العمل السياسي او الانخراط في الأحزاب كأشخاص قياديين لا أدوات صغيرة،

قضية لا يختلف عليها اثنين ان إحدى تجليات أزمة العمل السياسي في العراق وتراجع دور الأحزاب في التأثير على المجتمع هو نفور الشباب من العمل السياسي والانخراط فيه، بسبب الأشكال التقليدية وطغيان الممارسة الانتخابية التي تحول الحزب إلى مجرد وكالة انتخابية لتوزيع التزكيات وزيادة نفوذ الشخص المنتمي اليه، بعيدا عن أدوار التأطير الموكلة إليها دستوريا، والتجاوب مع ما ينتظره المجتمع .

ورغم الخطابات السياسية حول الاهتمام بالشباب وضرورة إدماجه في العمل السياسي، وهو ما يشكل خطرا على الاستقرار ونشاط الأحزاب ذاتها، بسبب ضعف التجديد والعجز عن مواكبة حاجيات وانتظارات المجتمع..

كانت التجربة الحزبية في السابق، تعتمد على عمل الخلايا الذي يشمل الحزب والتنظيمات والجمعيات والهيئات المدرسية والمنتديات الشبابية، التي تقوم بالتنشئة المدنية والسياسية، ونقل القيم النبيلة للعمل السياسي، ومحاربة الفردانية والاتكالية، ونشر قيم التضحية والمسؤولية، فقد أصبحت اليوم تعاني ضعف التأطير، وتراجع جسور التواصل بين القيادات والقواعد، كما تراجع دور المنتديات الشبابية المهتمة في تعبئة الشباب وتأطيرهم للدخول في العمل السياسي وتجديد الوجوه المسيطرة، والسماح بتكوين النخب عبر التدرج في المسؤوليات، والاستفادة من خبرة القيادات السياسية والكفاءات الحزبية، وهو ما كان يسمح بتكوين نخب جديدة تغذي مؤسسات الدولة والمجتمع بكفاءات في التدبير والتسيير .

لكن ما نراه اليوم هو مخالف تماما لرسائل الأحزاب السياسية الطامحة للتغيير، انها تتغنى في دور الشباب كونهم عماد المستقبل والجيل القيادي القادم، ولا اعلم كيف يكون جيل قيادي ولم تتاح له الفرصة الى الان، ما يطرح التساؤل دائما هل سنرى في المستقبل القريب شباب واعي سياسي قيادي في العراق يشارك في الانتخابات ويكون من صناع القرار ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *