ديسمبر 7, 2024
395d3de9-abef-4b02-a196-2aedbcee95e6

الكاتب : شذى الكبيسي

تخيل أنك في بلد أجنبي، لا تتحدث لغته، ولا تعرف عادات أهله، لكنك تحلم بتحقيق النجاح هناك. هل تملك الشجاعة الكافية لخوض هذه المغامرة؟ أحمد محمد جابر، الشاب العراقي، لم يكتفِ بالحلم بل حوله إلى واقع. في قلب الصين، بلد المليار نسمة، صعد أحمد إلى القمة، ليصبح من أشهر الشخصيات في البلاد، ويتحول إلى أيقونة عراقية وسط حشود الصينيين.

أحمد محمد جابر، الشاب العراقي الذي بدأ رحلته في الصين قبل عشر سنوات بشغف وإصرار لا يلين، حصد خلال تلك السنوات ثلاثين مليون متابع على منصات التواصل الاجتماعي الصينية. ومع كل خطوة كان يقترب أكثر من تحقيق حلمه الكبير. أحمد، الذي اتقن اللغة الصينية واللهجة المحلية لمدينة ينتشوان، لم يصبح مجرد ممثل عادي، بل نجم لامع شارك في أكثر من 26 فيلمًا صُوّر في أرجاء الصين، حاصدًا قلوب الملايين.

لكن سر النجاح لم يكن في الأفلام وحدها. العبارة التي أصبحت مفتاح شهرته هي “يا حبيبي، أنا صديقكم من العراق”. بهذه الكلمات البسيطة، التي بدأ بها كل فيديو عن الطعام الصيني، استطاع أحمد أن يكسب حب واحترام الصينيين، ليتحول إلى وجه مألوف في شوارعهم، حيث يتدافع الجميع لالتقاط الصور معه. لم تعد “يا حبيبي” مجرد عبارة، بل رمزًا للتواصل بين العراق والصين، ولغة جديدة تجمع بين الثقافتين.

ومع انتشار وباء كورونا، قرر أحمد أن يستغل شهرته في مسار مختلف، ليواجه الإشاعات التي كانت تتداول حول الأوضاع في الصين. أنتج فيلمًا جريئًا، كشف فيه الحقيقة التي غابت عن الكثيرين، ونجح في دحض الإشاعات، مقدماً صورة إيجابية عن الصين. حقق هذا الفيلم ضجة إعلامية واسعة، لدرجة أن كبرى الصحف والقنوات الصينية مثل “صحيفة الشعب الصيني” و”الصين الجديدة” و”قناة ننغشيا الإخبارية” سارعت إلى تغطية الحدث.

كانت عملية إنتاج الفيلم في ظل الوباء مغامرة محفوفة بالمخاطر، لكن أحمد لم يتراجع. التحديات الصحية والحظر المنزلي لم يوقفاه، بل كان ذلك دافعًا لتحقيق النجاح. وبعد كل ما حققه، دعا أحمد شعبه العراقي لزيارة الصين، مؤكداً أن هذه الدولة الجميلة تفتح ذراعيها للجميع.

بهذا الإنجاز، لم يكن أحمد مجرد ممثل أو مخرج، بل سفيرًا للعراق، وجسرًا يربط بين الثقافتين العراقية والصينية. لقد نجح في تقديم العراق للعالم بصورة مشرقة، وترك بصمة لا تمحى في قلوب الملايين من الصينيين، ليصبح قدوة في تحويل الأحلام إلى واقع، مهما كانت الصعوبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *