الكاتب : فاضل حسن شريف
الآية الكريمة تبين الدروس التوعوية التي يستفاد منها جيش المرجعية ومنهم الحشد الشعبي وهي أن الأعداء من مرتزقة ومنافعين ومنتفعين مهما كانت شدة قوتهم فهم الخاسرون في الدنيا بوجود قوة مؤمنة بالله تعالى مثل الحشد الشعبي تردهم الى نحورهم وفي الآخرة لهم عقاب شديد من رب العزة والقوة التي لا تقهر. جاء في تفسير الميسر: قوله سبحانه “كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” ﴿التوبة 69﴾ قوة اسم، إن أفعالكم معشر المنافقين من الاستهزاء والكفر كأفعال الأمم السابقة التي كانت على جانب من القوة والمال والأولاد أشد منكم، فاطْمَأنوا إلى الحياة الدنيا، وتَمتَّعوا بما فيها من الحظوظ والملذات، فاستمعتم أيها المنافقون بنصيبكم من الشهوات الفانية كاستمتاع الذين من قبلكم بحظوظهم الفانية، وخضتم بالكذب على الله كخوض تلك الأمم قبلكم، أولئك الموصوفون بهذه الأخلاق هم الذين ذهبت حسناتهم في الدنيا والآخرة، وأولئك هم الخاسرون ببيعهم نعيم الآخرة بحظوظهم من الدنيا. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه “كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ” أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ” وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” (التوبة 69) أنتم أيها المنافقون “كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا” تمتعوا “بخلاقهم” نصيبهم من الدنيا “فاستمتعتم” أيها المنافقون “بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم” في الباطل والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم “كالذي خاضوا” أي كخوضهم “أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون”.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: عن ابن عباس. قوله تعالى “كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” (التوبة 69) “كالذين من قبلكم” أي: وعدكم على النفاق والاستهزاء، كما وعد الذين من قبلكم من الكفار الذين فعلوا مثل فعلكم، عن الزجاج، والجبائي. وقيل: معناه فعلكم كفعل الذين من قبلكم من كفار الأمم الخالية “كانوا أشد منكم قوة” في أبدانهم “وأكثر أموالا وأولادا” (التوبة 69) فلم ينفعهم ذلك شيئا، وحل بهم عذاب الله تعالى “فاستمتعوا بخلاقهم” أي: بنصيبهم وحظهم من الدنيا، بأن صرفوها في شهواتهم المحرمة عليهم، وفيما نهاهم الله عنه، ثم أهلكوا”فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم” أي: فاستمتعتم أنتم أيضا بحظكم في الدنيا، كما استمتعوا هم”وخضتم كالذي خاضوا” أي وخضتم في الكفر والاستهزاء بالمؤمنين، كما خاض الأولون.
جاء في الموسوعة الحرة عن الحشد الشعبي: هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية، تأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، شُكِّلَتْ بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في محافظة النجف، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد، وأقر قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون في 26 نوفمبر 2016. تكونت نواة الحشد الشعبي من بعض الفصائل المسلحة بعد أن أصدر نوري المالكي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك، أوامر بتعبئة الجماهير وتشكيل هيئة الحشد الشعبي، كي يقفوا بوجه التهديدات داعش لبغداد وأطرافها، وبدأ الحشد الشعبي يوم 13 مارس 2014 بعد اجتماع بين نوري المالكي وقادة الكتائب المسلحة، ومن ثم ذهاب الكتائب إلى الفلوجة. واتفق على حماية بغداد وسامراء ومناطق غرب العراق، وقد تشكل الحشد في البداية من كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر وقوات الشهيد الصدر. ثم توسع الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي وهم بغالبهم من الشيعة وانضم إليهم لاحقا العشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها داعش في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وكذلك إنخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين، والتركمان والأكراد. تعتبر بعض الميليشيات المكونة للحشد الشعبي جماعات اجرامية من قبل بعض الدول، بينما اتهم بعض المليشيات الأخرى بالعنف الطائفي. وقد بين وزير الدفاع العراقي السابق خالد العبيدي بأن قوات الحشد الشعبي منضبطة وتعمل بإمرة القيادات الأمنية العراقية.
للحشد الشعبي فعاليات مختلفة كالثقافية والرياضية والخدمية بالإضافة إلى القتالية. جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي خلال شهر آب 2024: أعلنت المديرية العامة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في هيئة الحشد الشعبي، عن تسجيل أكثر من 16 مليون استخدام تراكمي لخدمة الانترنت المجاني من قبل زوار الأربعين من مختلف الجنسيات. وشملت الاحصائية المسجلة من قبل المديرية منذ بدء انطلاق خدمات الزيارة الأربعينية وحتى مساء اليوم 19 من شهر صفر. وكانت المديرية استنفرت كوادرها من أجل تعزيز خدماتها المجانية المقدمة لزائري أربعينية الإمام الحسين عليه السلام الوافدين. ويواصل ابطال المديرية النهار بالليل من أجل تأمين كافة الخدمات المطلوبة للزوار على طول طرق الزوار وصولا الى المنافذ الحدودية وسط حالة من الاستنفار لكوادر المديرية. رفع مجاهدي الحشد الشعبي مستوى الجهوزية لإتمام شعائر اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) بيسر وسلام مع تبقي 48 ساعة على انتهاء الزيارة. هذا ويواصل المجاهدين تأمين المحور الجنوبي طريق يا حسين (النجف – كربلاء) المحور الأكثر كثافة منّ الزائرين العراقيين والوافدين الأجانب حيث يستمر انتشار المفارز الأمنية والتنظيمية والعمل الاستخباري معزز بمنظومات مراقبة متطورة ثابتة ومتحركة. كما تم تسخير خطوط خاصة للدعم اللوجستي والإخلاء مع تامين طريق ياعلي باتجاه النجف الأشرف لعمليات التفويج العكسي بالاضافة الى توفير اسطول كبير من عجلات النقل المجاني للزائرين. وعلى الجانب الاخر يواصل المجاهدين تقديم الخدمات الطبية والعلاجية بالإضافة الى استمرار المواكب الخدمية بتقديم احتياجات الزائرين طول الطرق ذهابا وايابا. وبخصوص عمليات الإرشاد والتوعية، يستمر المبلغين الدينيين بالانتشار على طرق الزائرين من اجل نشر الوعي الديني والعقائدي على الزائرين العراقيين والوافدين.