سيادة تُصان، وفتنة تُوأد، وأمن يُبنى

صلاح الزبيدي

في خطوة حاسمة تعكس وعي الدولة العراقية بمخاطر الخطاب التحريضي وتأثيراته السلبية على الأمن والاستقرار، قامت السلطات العراقية بتسليم المعارض الكويتي سلمان الخالدي إلى بلاده. سلمان الخالدي ليس مجرد شخصية معارضة، بل هو فرد تبنى خطابًا تحريضيًا يهدد استقرار المنطقة، خاصة العراق، الذي يمر بمرحلة حساسة من إعادة بناء دولته وترسيخ وحدته الوطنية.

 يُعرف الخالدي بخطابه المتشدد الذي يتجاوز حدود المعارضة السياسية المشروعة، ليتحول إلى منصة للترويج للأفكار التي تهدف إلى زرع الفتنة وتأجيج الصراعات في الدول المجاورة، بما في ذلك العراق.

فكر تحريضي وخطاب يستهدف العراق

في الأشهر الأخيرة، أصدر الخالدي تصريحات علنية تحمل طابعًا تحريضيًا ضد العراق، مستهدفًا النسيج الاجتماعي العراقي وداعمًا بشكل مباشر او غير مباشر لأجندات تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي. هذه التصريحات لم تكن مجرد تعبير عن رأي سياسي، بل حملت نبرة طائفية واضحة، ودعت إلى إثارة النعرات بين مكونات الشعب العراقي، مستغلة الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها العراق.

تُظهر التحقيقات وتقارير موثوقة أن سلمان الخالدي ليس وحده في هذا المسعى، بل يحظى بدعم جهات خارجية تسعى لاستغلال الأوضاع الإقليمية لتحقيق أجنداتها. هذه الجهات تُقدم الدعم المالي والإعلامي للخالدي وغيره من الشخصيات بهدف نشر الفوضى وإضعاف الدول التي تحاول استعادة استقرارها بعد سنوات من الأزمات. العراق، كدولة محورية في المنطقة، كان هدفًا رئيسيًا لهذه المخططات.

موقف العراق: حماية السيادة ووحدة الشعب

قرار تسليم سلمان الخالدي جاء ضمن سياق وطني ودولي يحترم التزامات العراق القانونية والأخلاقية تجاه جيرانه. لكن الأهم من ذلك، أن هذه الخطوة تعكس وعي القيادة العراقية بخطورة الخطاب التحريضي الذي يسعى إلى إشعال الفتنة داخل العراق.

العراق، الذي واجه تحديات كبيرة في مواجهة الإرهاب والطائفية، لن يسمح بأن يكون ساحة مفتوحة لمن يسعى لتمزيق وحدته الوطنية. قرار التسليم رسالة واضحة بأن العراق يرفض أن يكون منصة لأي نشاط يستهدف أمنه وأمن المنطقة.

التصدي لخطاب الكراهية

تصريحات سلمان الخالدي الأخيرة كانت بمثابة إنذار خطر، حيث دعا بشكل غير مباشر إلى تأجيج الصراعات الداخلية في العراق. هذا النوع من الخطاب ليس مجرد رأي، بل هو تهديد حقيقي لوحدة الشعوب واستقرار الدول، خاصة في منطقة تعاني من أزمات مستمرة. العراق، بحكمته وحرصه على حماية شعبه، تعامل مع هذه التهديدات بحزم ومسؤولية.

في الختام:العراق يدرك أن حماية سيادته تتطلب مواقف صارمة تجاه كل من يسعى لتقويض استقراره. وفي هذه المرحلة، تظل وحدة الشعب العراقي أولوية قصوى لا يمكن المساس بها، مهما كانت التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *