download (1)

محمد ابو النواعير

ايقاع الضرر المحرم على الآخر يكون ضمن صنفين، او يقع بشكلين.

الاول الظاهر الجلي الذي يكون ويقع على فرد بذاته، او فرد غيره محدد، او مجموعة من الناس.

وهو، مع الاسف، مفهوم الخطأ او الضرر الذي يمتلك مساحة تعريفية  واسعة في وعي الناس، كتعريف لمفهوم الخطأ او الضرر او الذنب.

الثاني، والذي يكون اثره خفي وبطيئ وتسلسلي، والذي يقع على عموم النسق الاجتماعي، وهو الضرر الصادر من افراد او جماعات او مؤسسات، بقصد او بلا قصد، يكون في بدايته مباح، او ضرره قليل، ولكنه يساهم في المستقبل، وبفعل عامل التراكم والتكرار، بضرب سياقات وقيم اخلاقية وعقائد دينية، وسلوكيات اجتماعية في المجتمع.

من وجهة نظري هذا النوع هو اشد ضررا بكثير من النمط الاول، وهذا النمط اغلبنا واقع به، لان اغلبنا جاهل بفواعل تكوين القيم والسلوكيات والاعراف والاخلاق والثقافات الاجتماعية، ويتصرف او يتحدث او يتخذ مواقف، وهو لا يدرك او لا يبحث في تأثيرها في تغيير او حرف توجهات قيمية مستقبلية في المجتمع.

فهم هذه السياقات يحتاج لسعة علم ودراية، وتدين حقيقي، وتقوى فعلية، لادراك فواعل اشتغالها الحقيقية، للخلاص من الوقوع بها. !

شخصيا، لم اطلع على راوية تتحدث عن هذه النظرية بهذا التحديد، وان كان يوجد فقصور مني في الاطلاع عليها، ولكنني قد إطمئننت ان هذه النظرية قد تشكل توضيحا مقبولا وبشكل جلي (عندي على الاقل) في فهم وادراك معنى مفهوم (الذرة) في الفعل الاجتماعي الصالح والطالح، والتي يراها الانسان امامه يوم القيامة(من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).

نسأل الله العصمة.

فكرة المقال اعلاه مستوحى من فكرة تحليل الظاهرة الاجتماعية عبر منهجين، الماكروسوسيولوجي والميكروسوسيولوجي.

د. محمد ابو النواعير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *