![Dr Fadhil Sharif](https://iraqination.net/wp-content/uploads/2024/11/Dr-Fadhil-Sharif.jpg)
فاضل حسن شريف
غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العُشيرة يريد قريشاً حتّى نزل العشيرة من بطن ينبع واقام بها بقيّة جمادي الأولى وليالي من جمادي الآخرة ووادع فيها بني مذلج وحلفاءهم من بني ضمرة فروي عن عمّار بن ياسر قال: كنت أنا وعليّ بن أبي طالب عليه السلام رفيقين في غزوة العشيرة فقال لي عليّ: هل لك يا أبا اليقظان في هذا النفر من بني مدلج يعملون في عين لهم ننظر كيف يعملون فأتيناهم فنظرنا اليهم ساعة ثمَّ غشينا النوم فعمدنا الى صور من النخل في دقعاء من الأرض فنمنا فيه فوالله ما أهبّنا إلا رسول الله صلى الله عليه وآله بقدمه فجلسنا وقد تتّربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام يا ابا تراب لما عليه من التراب، فقال: ألا اُخبركم بأشقى الناس؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: أحمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه ووضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على رأسه حتّى يبلّ منها هذه ووضع يده على لحيته.
عن معركة بدر الكبرى: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليّاً وحمزة وعبيدة بن الحارث ابن عبد المطّلب فبرزوا بين يديه بالسّلاح فقال: إجعلوه بينكما وخاف عليه الحداثة فقال: اذهبوا فقاتلوا عن حقّكم وبالدّين الذي بعث به نبيّكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله بأفواههم اذهبوا في حفظ الله فخرجوا يمشون حتّى أذا كانوا قريباص حيث يسمعون الصوت فصاح بهم عتبة: انتسبوا نفرفكم فان تكونا أكفاء نقاتلكم، فقال عبيدة: أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب فقال: كفو كريم، ثمَّ قال لحمزة: من أنت؟ قال: أنا حمزة بن عبد المطّلب أنا أسد الله وأسد رسوله أنا صاحب الحلفاء فقال له عتبة: سترى صولتك اليوم يا أسد الله وأسد رسوله قد لقيت أسد المطيّبين فقال لعليّ: من أنت ؟ فقال: أنا عبد الله وأخو رسوله أنا عليّ بن أبي طالب فقال يا وليد دونك الغلام فأقبل الوليد يشتدّ الى عليّ قد تنوّر وتخلّق عليه خاتم من ذهب بيده السيف قال عليّ عليه السلام قد ظلّ عليّ في طول نحو من ذراع فختلته حتّى ضربت يده التي فيها السيف فبدرت يده وبدر السيف حتّى نظرت الى بصيص الذهب في البطحاء وصاح صيحة أسمع أهل العسكرين فذهب مولّي نحو أبيه، وشدَّ عليه عليَّ عليه السلام فضرب فخذه فسقط وقال عليه السلام: أنا ابن ذي الحوضين عبد المطّلب * وهاشم المطعم في العام السغب ثمَّ ضربه فقطع فخذه، ثمَّ تقدّم شيبة بن ربيعة وعبيدة بن الحارث فالتقيا فضربه شيبة فرمى رجله وضربه عبيدة فأسرع السيف فيه فأقطعه فسقطا جميعاً وتقدّم حمزة وعتبة فتكادما الموت طويلاً، وعليّ قائم على الوليد والناس ينظرون فصاح رجل من الأنصار يا علي ما ترى الكلب قد نهر عمّك ؟ فلمّا ان سمعها أقبل يشتدّ نحو عتبة فحانت من عتبة التفاتة الى عليّ فرآه فاعتنم عتبة حداثة سنِّ عليّ فأقبل نحوه فلحقه حمزة قبل أن يصل الى عليّ فضربه في حبل العاتق فضربه عليّ فأجهز عليه، وكان أبو حذيفة بن عتبة الى جنب رسول الله ينظر اليهم فاربدّ وجهه وتغيّر لونه وهو يتنفّس ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول: صبراً يا أبا حذيفة حتّى قتلوا ثمَّ أقبلا الى عبيدة حتّى إحتملاه فسال المخّ على أقدامهما ثمَّ اشتدّوا به الى رسول الله صلى الله عليه وآله فلمّا نظر اليه رسول الله صلى الله عليه وآله قال يا رسول الله الست شهيداً؟ قال: بلى قال: لو كان أبو طالب حيّاً لعلم.
قال ابن عبّاس وعكرمة: لمّا أصاب المسلمون ما أصابهم يوم اُحد وصع النبيّ صلى الله عليه وآله الجبل جاء أبو سفيان فقال: يا محمّد لنا يوم ولكم يوم، فقال صلى الله عليه وآله أجيبوه، فقال المسلمون: لا سواء قتلانا في الجنّة، وقتلاكم في النار، فقال: أبو سفيان: لنا عزّى ولا عزّى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وآله قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. فقال أبو سفيان: اعل هبل. فقال النبيّ صلى الله عليه وآله قولوا: الله أعلى وأجلّ. ثمَّ قال: يا عليّ أسألك باللاّت والعزّى هل قتل محمّد؟ فقال له: لعنك الله ولعن اللاّت والعزّى معك والله ما قتل وهو يسمع كلامك، قال: أنت أصدق، لعن الله ابن قميئة زعم أ نّه قتل محمّداً.
عن مركز الاشعاع الاسلامي للسيد جعفر مرتضى العاملي هجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله: أداء الأمانات: ثم أوصاه بحفظ ذمته، وأداء أماناته، وكانت قريش ومن يقدم مكة من العرب في الموسم يستودعون النبي صلى الله عليه وآله، ويستحفظونه أموالهم وأمتعتهم، وأمره أن ينادي صارخاً بالأبطح غدوة وعشياً: (من كان له قبل محمد أمانة، فليأت، فلنؤد إليه أمانته). وقال صلى الله عليه وآله لعلي حينئذٍ، أي بعد أن ذهب الطلب عن النبي صلى الله عليه وآله: إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه، حتى تقدم علي، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهراً، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي، ومستخلف ربي عليكما، ومستحفظه فيكما.