![download (1)](https://iraqination.net/wp-content/uploads/2025/01/download-1-5.jpg)
الشيخ عز الدين محمد البغدادي
في حافلة نقل الركاب “ريم” صعدت من النجف الى بغداد، جلس قريبا مني شاب عشريني، حدث بيننا كلام واكتشفت أنه يحمل كمية هائلة من البؤس. حاولت أن اقنعه بأن الحياة رغم ما فيها تحتاج ان نبحث في جوانبها عن أمور جميلة تسمح لنا بأن نستمر، فالمؤكد أننا لا يمكن ان نحيا دون ذلك، وأذكر أني قلت له: أنا الآن ابلغ من العمر 33 سنة ومع ذلك لا زلت أشعر بأني شاب، رغم قسوة الظروف. تذكرت هذا الموقف اليوم وضحكت، فأنا اليوم دخلت السنة 57 من عمري، ومع ذلك لا زلت أعتقد أو ربما أوهم نفسي بأني “شاب” والدليل أني لا زلت أنظر الى المستقبل، وواقعا فإن الانسان يبقى شابا –ولو نفسيا وليس بايولوجيا- ما لم ييأس وما دام ينظر الى الأمام ويأمل بمستقبل أفضل ويعمل لذلك.
هذه هي الحياة بمرارتها وصعوبتها واخفاقاتها تحتاج إلى أمل لكي تستمر، ولا يثير عجبي وإعجابي شخص كما يثيره شخص يبتسم ويضحك وهو يقاسي صعوبة الحياة، فهذه الحياة الصعبة والقاسية وغير المنصفة لكي تستمر تحتاج إلى أمل ولو كان كاذبا.
عز الدين البغدادي