Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

جاء في موقع الأمم المتحدة عن اليوم الدولي لمنع التطرف العنيف 12 شباط/فبراير: إن في التطرف العنيف إساءة لمقاصد الأمم المتحدة ومبادئها. فهو يقوض السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، ولا يسلم أي بلد أو منطقة من آثاره. والتطرف العنيف ظاهرة تتسم بالتنوع وتفتقر إلى تعريف محدد. وهو ليس بالأمر الجديد، ولا يقتصر على منطقة أو جنسية بعينها أو على نظام عقائدي معين. ومع ذلك، فإن جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام قد شكلت، في السنوات الأخيرة، ملامح تصورنا للتطرف العنيف وحددت معالم النقاش المتعلق بكيفية التصدي لهذا التهديد. ورسالة التعصب الديني والثقافي والاجتماعي التي تبثها هذه الجماعات كانت لها عواقب وخيمة في العديد من مناطق العالم. وهي تسعى، بحيازتها للأراضي واستخدامها وسائط التواصل الاجتماعي لإيصال أفكارها وإنجازاتها آنيا إلى مختلف أرجاء العالم، إلى تحدي قيم السلام والعدالة والكرامة الإنسانية التي نشترك فيها جميعا. وقد أدى انتشار التطرف العنيف إلى زيادة تفاقم أزمة إنسانية غير مسبوقة تتجاوز حدود المنطقة الواحدة. فقد فر ملايين الأشخاص من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية والجماعات المتطرفة العنيفة. وزادت تدفقات الهجرة بعيدا عن مناطق النـزاع، طلبا للأمان، بل وباتجاه هذه المناطق أيضا، تحت إغراء المشاركة في النـزاع كمقاتلين إرهابيين أجانب، مما يزيد في زعزعة استقرار المناطق المعنية. وما من شيء يمكن أن يبرّر التطرف العنيف، لكن علينا أن نعترف أيضا بأنه لا ينشأ من فراغ. فخطابات التظلم والظلم سواء كان فعليا أو متصورا والوعد بالتمكين والتغيير الكاسح تجد آذانا صاغية في الأماكن التي تُنتهك فيها حقوق الإنسان ولا يُكترث فيها بالحكم الرشيد وتُسحق فيها التطلعات.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ” (المائدة 77) تَغْلُوا: تَغْلُو فعل، ا ضمير. لا تَغْلوا: لا تجاوزوا الحد و لا تقولوا إلا الحق. قل أيها الرسول للنصارى: لا تتجاوزوا الحقَّ فيما تعتقدونه من أمر المسيح، ولا تتبعوا أهواءكم، كما اتَّبع اليهود أهواءهم في أمر الدين، فوقعوا في الضلال، وحملوا كثيرًا من الناس على الكفر بالله، وخرجوا عن طريق الاستقامة الى طريق الغَواية والضلال.

عن مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية: وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها في سلوك الشباب ودفعهم نحو التطرف  2024-11-29 للباحث بسيم محمد رويح: أنواع التطرف: 1ــ التطرف الديني:   يقصد به تجاوز حد الاعتدال بالتشدد والغلو في أي فكرة أو رأي أو معتقد في الدين وكل ما يتعلق به، كذلك هو اتخاذ الفرد موقفاً متشدداً في أمور الدين دون وجود أساس ديني أو علمي أو عقلي لهذا الموقف. 2ــ التطرف الفكري:   يقصد به المبالغة في التمسك بجملة من الأفكار السياسية أو العقائدية أو الادبية، التي يشعر من يتبناها أنه يمتلك الحقيقة المطلقة مما يخلق فجوة بينه وبين النسيج الاجتماعي الذي ينتمي إليه ويعيش فيه. 3ــ التطرف الاجتماعي:   يقصد به استجابة في الشخصية تعبر عن الرفض والاستياء تجاه ما هو قائم بالفعل في المجتمع، تعكس مجموعة من الخصائص المميزة للشخصية المتطرفة مثل: السيطرة، ضعف الأنا، وتدفع هذه الخصائص بالشخصية إلى أساليب متطرفة في السلوك كالتعصب والتصلب، والجمود الفكري والنفور. 4ــ التطرف السياسي:   يقصد به كل موقف سياسي لا يقبل أنصاره أي فرصة للحوار ولا يقبلون أي تلميح حول وجود أخطاء في فهمهم،ويذهبون في رأيهم الى أبعد حد ممكن، اذ يميلون للمبالغة لدرجة الغلو والتشدد في التمسك فكراً أو سلوكاً، بجملة من الافكار السياسية او الاقتصادية، ويشعرون بأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة وأن الجهة التي ينتمون إليها هي صاحبة الفكر المخلص والصحيح. 5ــ التطرف المظهري والدعائي:   يقصد به إثارة الرأي العام بالخروج عن ما هو مألوف لدى العامة من ناحية المظهر كارتداء ملابس مخالفة للجمهور وقيم وقواعد المجتمع او التحدث بطريقة مخالفة من اجل جذب الانتباه او طرح مواضيع وافكار حساسة تهم المجتمع واثارة الرأي العام حولها أو تضخيم المحتوى فيها من خلال إضفاء الجانب الدعائي عليها.

وعن  التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ” (المائدة 77) “قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ”. هذا الخطاب موجه بظاهره إلى أهل الكتاب، وفي واقعة يشمل أهل الأديان جميعا.. والمظهر الأصيل المميز للإسلام انه يحصر النفع والضر بيد اللَّه وحده، ويضع الإنسان أمام خالقه دون وسائط روحية أو مادية: “مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ولا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا ولا نَصِيراً” (النساء 122). “ولا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وأَضَلُّوا كَثِيراً وضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ”. المراد بالقوم رؤساء الدين الذين يتاجرون به، ويحرّفونه كما يشتهون. وقد وصفهم جل ثناؤه بالضلال في أنفسهم أولا، وبإضلال أتباعهم ثانيا، ثم بيّن نوع الضلال والإضلال بأنه انحراف عن قصد السبيل “وضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ”. وسواء السبيل هو الاعتدال وترك الغلو في الدين. وهذا هو الإسلام في واقعه، دين قويم، وصراط مستقيم، وكيلا يقول المسلمون في محمد صلى الله عليه وآله ما قاله النصارى في المسيح عليه السلام أمر اللَّه نبيه أن يقول للمؤمنين به: “قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً” (الكهف 111). ودخل رجل على رسول اللَّه، فارتجف من هيبته، فربت على كتفه في حنان وقال: (هوّن عليك، أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة).

جاء في الموسوعة الحرة عن المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) مركز عالمي مهمته مكافحة التطرف واجتثاث جذوره، والتصدي له وتعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب، تأسس يوم 21 مايو 2017 خلال انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، ويقع مقره في العاصمة السعودية الرياض، ويُعد أول مركز مهتم بثقافة الاعتدال الفكري، حيث يتم من خلاله رصد وتفاعل وتحليل الفكر المتطرف، بالتعاون مع شبكات اقليمية ودولية. التأسيس: أعلن عن تأسيس المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) يوم 21 مايو 2017 في الرياض، ودشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة الدول العربية والإسلامية. يتشكل مجلس إدارته من 12 عضو من دول ومنظمات، وقد تأسس المركز خلال 30 يومًا، عمل على إنشائه نحو 200 مهندس وأكثر من 2000 عامل. ركائزه: يقوم اعتدال على ثلاثة ركائز أساسية وهي صناعة خطاب إعلامي يتوافق وثقافة الاعتدال، ويساهم في تعزيزها عبر تعزيزه أيضًا للجانب الفكري، ويقوم كذلك على رصد الأنشطة الرقمية للجماعات المتطرفة. مهامه: محاربة التطرف فكريًا وإعلاميًا ورقميًا، وتعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب. ترسيخ المبادئ الإسلامية المعتدلة في العالم. رصد وتحليل نشاطات التطرف، والوقاية والتوعية والشراكة ومواجهة الفكر المتطرف.

جاء في موقع التنوير عن الخطاب الإلهي ينهى عن التطرف القرآن الكريم يدعو إلى الوحدة ونبذ الفرقة والاختلاف للكاتب إسلام لطفي: الخطاب الإلهي يدعو إلى الوحدة: وأكد “محاسنة” أن العبادات لا تعزل الإنسان عن الحياة ولا عن المجتمع بل تزيده ارتباطًا به شعوريًّا وعمليًّا.  وأضاف أن الخطاب الإلهي أغلق بابًا من أبواب الفتنة حينما حذّر منها وحرَّم التفرقة في الإسلام وأمر بالاجتماع ونهى عن الاختلاف. قال تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (آل عمران 103). وكذلك حذر الخطاب الإلهي من سلوك الفرقة والاختلاف وأخذ العبرة من الأمم السابقة. قال تعالى: “وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (آل عمران 105).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *