
فاضل حسن شريف
د. فاضل حسن شريف
جاء في موقع الأمم المتحدة عن منع التطرف العنيف: جهة التنسيق في منظومة الأمم المتحدة المعنية بمنع التطرف العنيف ومكافحته: عين الأمين العام مكتب مكافحة الإرهاب باعتباره جهة التنسيق الرئيسية في منظومة الأمم المتحدة المعنية بمنع ومكافحة التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب. وينسِّق المكتب عمل وكالات الأمم المتحدة ويكمِّله في البلدان التي يساعد فيها الدول الأعضاء على وضع الاستراتيجيات وخطط العمل أو الأطر التشريعية والسياساتية ذات الصلة بمنع التطرف العنيف ومكافحته. ويقدِّم المكتب الدعم لبناء قدرات الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية بشأن مجموعة واسعة من مسائل منع التطرف العنيف ومكافحته، بما في ذلك ما يلي: وضع خطط العمل الوطنية والإقليمية المتعلقة بمنع التطرف العنيف ومكافحته، منع التطرف المفضي إلى العنف في السجون وإعادة تأهيل الجناة المتطرفين العنيفين وإعادة إدماجهم، إجراء الاتصالات الاستراتيجية لتعزيز الخطاب البديل والمساعِد على مكافحة الإرهاب، إشراك الشباب وتمكينهم لمنع التطرف العنيف ومكافحته، التعليم وتنمية المهارات لمنع التطرف العنيف ومكافحته، تعزيز دور البرلمانيين في مجال منع التطرف العنيف ومكافحته، تسخير الرياضة وقيمها لمنع التطرف العنيف ومكافحته. الفريق العامل المعني بمنع التطرف العنيف ومكافحته: يرأس المكتب الفريق العامل المنشأ عملا بميثاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب والمعني بمنع ومكافحة التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب، ويؤدي دور أمانة فريق العمل الرفيع المستوى المعني بمنع التطرف العنيف التابع للأمين العام لتوفير التوجيه الاستراتيجي لعمل منظومة الأمم المتحدة في مجال منع التطرف العنيف ومكافحته. ويستمد ولايته من استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، ولا سيما الركيزة الأولى المتعلقة بالتدابير المتخذة لمعالجة الظروف المفضية إلى انتشار الإرهاب، والقرارات المتتالية للاستعراض الذي يجرى كل سنتين للاستراتيجية، وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالموضوع، بما فيها القرارات 1373 (2001) و 1624 (2005) و 2178 (2014) و 2242 (2015) و 2250 (2015) و 2354 (2017) و 2396 (2017)، ويسترشد بخطة عمل الأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف وتوصياتها، في سياق الاستراتيجية العالمية. وينصب اهتمام الفريق العامل الرئيسي على تعزيز التنسيق والاتساق في عمل الكيانات المنضوية في الميثاق العالمي، كل في إطار ولايته، لدعم الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء لمنع التطرف العنيف ومكافحته، مع احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون كأساس جوهري، تمشياً مع القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي للاجئين، مع التركيز بشكل أساسي على المساواة بين الجنسين وتمكين الشباب. خطط العمل الوطنية والإقليمية: تعدُّ خطط العمل الوطنية والإقليمية المتعلقة بمنع التطرف العنيف ومكافحته بمثابة أطر عملية لمعالجة دوافع التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب من خلال الأخذ بنهج شامل ومتعدد التخصصات ومنسَّق. ويسهِّل البرنامج العالمي للمساعدة في مجال السياسات المتعلقة بمنع التطرف العنيف ومكافحته التابع للمكتب تقديم مساعدة ” كامل منظومة الأمم المتحدة “ لدعم الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية التي تطلب المساعدة على تصميم خطط العمل هذه ووضعها وتنفيذها. ويشارك المكتب بنشاط في دعم الدول الأعضاء التي تطلب المساعدة في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا وسيوسع نطاق دعمه للدول الأعضاء في منطقة القرن الأفريقي وجنوب آسيا في المستقبل. ويُسترشد في تقديم هذا الدعم بـ ”الدليل المرجعي بشأن وضع خطط العمل الوطنية والإقليمية لمنع التطرف العنيف“ الذي صدر في أيلول/سبتمبر 2018.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (البقرة 229) “تلك حدود الله” أي أوامره ونواهيه وما نصب من الآيات في الخلع والطلاق والرجعة والعدة “فلا تعتدوها” أي فلا تجاوزوها بالمخالفة “ومن يتعد حدود الله” أي يتجاوزها بأن يخالف ما حد له “فأولئك هم الظالمون”.
واسوأ المعاشرة العائلية الاعتداء فلا تكن من الظالمين “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (البقرة 229). لجميع الأفراد والجماعات الحق في أن يكونوا مغايرين بعضهم لبعض”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات 13)، وفي أن ينظروا إلي أنفسهم وينظر إليهم الآخرون هذه النظرة. إلا أنه لا يجوز لتنوع أنماط العيش وللحق في مغايرة الآخرين أن يتخذوا في أية ظروف ذريعة للتحيز العنصري”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات 11) أو يبررا قانونا أو فعلا أية ممارسات تمييزية من أي نوع، ولا أن يوفرا أساسا لسياسة الفصل العنصري”وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ” (الروم 22)، التي تشكل أشد صور العنصرية تطرفا.
عن مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية: وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها في سلوك الشباب ودفعهم نحو التطرف 2024-11-29 للباحث بسيم محمد رويح: تعد ظاهرة التطرف من أكثر الظواهر الاجتماعية خطورة على حياة المجتمعات والأنظمة السياسية في تلك المجتمعات، بوصفها تستهدف المجتمعات الديمقراطية وغير الديمقراطية، المتقدمة والمتخلفة على حدٍ سواء وتعمل على شل حركتها وبنائها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني والثقافي، وتهدد تماسكها الاجتماعي وأمنها واستقرارها، ولأن الشباب هم الثروة الحقيقية لأي مجتمع أو دولة وهم الأساس الذي ترتكز عليه الدولة والمجتمع، فهم المنتجون والمستهلكون وهم المحرك الأساس لجميع أوجه النشاط البشري ومصدر قوة الدولة، أصبحوا اليوم هدفاً خبيثاً في مرمى نيران استراتيجيات كثير من الدول التي طورت من أساليب تفكيرها الاستراتيجي وأصبحت تعتمد على وسائل القوة الناعمة كبديل للقوة الصلبة لتنفيذ أهدافها الجيوبوليتيكية وتوسيع نفوذها الجيوستراتيجي خارج حدودها السياسية، ولعل التطرف ودعم الجماعات الارهابية الذي تمارسه شريحة الشباب في كثير من الدول باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي يصعب السيطرة عليها واحدة من أهم وسائل وأساليب القوة الناعمة في عالمنا المعاصر لتحقيق الأهداف والمصالح الاستراتيجية، القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى لبعض الدول المتهمة بدعم الارهاب والتطرف العالمي، والتي تستخدم شريحة الشباب وتحركها ضد الأنظمة السياسية المستهدفة والمعادية لسياستها ومصالحها لإشاعة الفوضى واللااستقرار وادخال الدولة المستهدفة وأجهزتها الأمنية ومؤسساتها المختلفة في أزمات وصراعات مستمرة بغية ثنيها عن مواقفها وسياستها المعادية لبعض الدول الاقليمية والكبرى. تتحدد مشكلة البحث انطلاقاً من التساؤلات الآتية: ما مفهوم التطرف؟ وما هي أنواعه؟ ما أسباب التطرف؟ كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في سلوك الشباب وتدفعهم نحو التطرف؟، وللإجابة على هذه التساؤلات يفترض البحث: أن التطرف من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد حياة المجتمعات والدول وبنائها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والديني، وهناك مجموعة من الأسباب الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية والنفسية وغيرها التي تدفع كثير من الشباب لانتهاج سلوك التطرف باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي تكون في الغالب بدعم من دول خارجية مغرضة بغية اشاعة الفوضى والتخريب والتدمير داخل المجتمع والدولة المستهدفة لتحقيق أهداف الدول الخارجية. مفهوم التطرف لغةً واصطلاحاً: التطرف لغةً هو كلمة مشتقة من الطرف “طَرَف” والطاء والفاء والراء أصلان، تدل على معنيين: الأول، حد الشيء وحرفه، أو غاية الشيء ومنتهاه. أما الثاني، فيراد به الحركة في بعض الأعضاء. وجاء تعريف التطرف لغوياً في معجم لسان العرب” رجل طرف ومتطرف ومستطرف: أي لا يثبت على أمر”. بينما جاء التطرف في المعجم الوسيط ” تطرف في كذا: أي تجاوز حد الاعتدال ولم يتوسط. وفي القواميس الغربية يعرف التطرف بأنه” الافراط”، أو “عنف الوسائل المتبناة”. أما تعريف التطرف اصطلاحاً فيعرف على أنه حالة مرضية تتسم بالغلو، وضيق الأفق، والتعصب الأعمى للفكرة، ومحاولة الانتصار لها بكل السبل بما في ذلك العنف. ويعرف أيضاً بأنه اتخاذ الفرد موقفاً يتسم بالتشدد، والخروج عن الاعتدال، والبعد عن المألوف، وتجاوز المعايير الفكرية والسلوكية والقيم الاجتماعية والأخلاقية التي حددها وارتضاها أفراد المجتمع. كما يعرف التطرف على أنه الخروج أو الانحراف عن الضوابط الاجتماعية، أو القانونية التي تحكم سلوك الافراد في المجتمع، وهذا الخروج يتفاوت بين فعل يستنكره المجتمع الى فعل يشكل جريمة يعاقب عليها القانون.
جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى “وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (البقرة 229) تَعْتَدُوهَا: تَعْتَدُ فعل، و ضمير، هَا ضمير، الظالمون: ال اداة تعريف، ظَّالِمُونَ اسم. الطلاق الذي تحصل به الرجعة مرتان، واحدة بعد الأخرى، فحكم الله بعد كل طلقة هو إمساك المرأة بالمعروف، وحسن العشرة بعد مراجعتها، أو تخلية سبيلها مع حسن معاملتها بأداء حقوقها، وألا يذكرها مطلقها بسوء. ولا يحل لكم أيها الأزواج أن تأخذوا شيئًا مما أعطيتموهن من المهر ونحوه، إلا أن يخاف الزوجان ألا يقوما بالحقوق الزوجية، فحينئذ يعرضان أمرهما على الأولياء، فإن خاف الأولياء عدم إقامة الزوجين حدود الله، فلا حرج على الزوجين فيما تدفعه المرأة للزوج مقابل طلاقها. تلك الأحكام هي حدود الله الفاصلة بين الحلال والحرام، فلا تتجاوزوها، ومن يتجاوز حدود الله تعالى فأولئك هم الظالمون أنفسهم بتعريضها لعذاب الله.
جاء في موقع الحرة عن كيف خدعنا المتطرفون للدكتور توفيق حميد: الناسخ والمنسوخ: كانت أكبر كارثة رأيتها في الجماعات الإسلامية هي إلغاء العمل بآيات القرآن التي تدعو إلى السلام بحجة أنها منسوخة بآيات القتال وكأنهم نسوا قول الله تعالى “ما يبدل القول لدي”!. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الآية التالية لا قيمة لها عندهم لأنها في نظرهم وكما أشاعوا في المجتمع تم إلغاؤها ونسخها بآيات القتال “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الممتحنة 9). تقديس كتب التراث وإعطائها منزلة أعلى من القرآن: قد لا يخفى على كثيرين أن القرآن كان واضحا في مبدأ عدم الإكراه على الدين “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” (البقرة 256) وعلى حق أي إنسان أن يؤمن أو أن يكفر “فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” (الكهف 29). ولكن قيادات الجماعات الإسلامية لم تكن تتوانى عن التقليل من شأن القرآن في هذا الأمر الهام واستبداله بمفهوم قتل المرتد وقتل تارك الصلاة وضرب النساء لإجبارهن على ارتداء الحجاب وعقوبة المفطرين في رمضان تعزيرا لهم. ولا أقول لهؤلاء الذين استبدلوا “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” بالهمجية والوحشية المذكورة أعلاه إلا قول الله تعال “أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ” وهم ـ أي المتطرفون ـ حقا وصدقا قد أحلوا أقوامهم دار البوار. وما سبق يمثل فقط مجموعة من الوسائل التي استخدمها دعاة العنف والكراهية والتطرف في العقود الماضية ليسفكوا دماء الكثير من البشر وليضللوا الكثير ممن اتبعوهم عن معاني السلام والخير والإنسانية التي أمرنا الله بها. ولقد وصف القرآن لحظة لقاء المضللين بمن اتبعوهم يوم الدين فقال “إذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ” (البقرة 166 ـ 167).
عن اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف: بيان صحفي مشترك يصدر عن منظمة الأمم المتحدة واللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف: بغداد 12 شباط / 2023: اصدرت الامم المتحدة بياناً صحفياً مشتركاً بأول يوم دولي لمنع التطرف العنيف. وقد خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم 12 شباط كيومٍ عالمياً لمنع التطرف العنيف المؤدي الإرهاب. للتوعية بمخاطر التطرف العنيف والتعاون الدولي المطلوب لمنعه. نشكر حكومة العراق واللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف على قيادة الجهود العالمية لزيادة الوعي وتعزيز التعاون الدولي في هذا الشأن المهم لمنع ومكافحة التطرف العنيف وهو من أولويات أسرة الأمم المتحدة في العراق. نحن في الأمم المتحدة في العراق، بالشراكة مع حكومة العراق بدعم البرامج التي تستهدف فئات المجتمع العراقي المختلف من النساء والاطفال والقادة الدينيين والشباب والمعلمين والسلطات المحلية والمجتمع المدني وغيرها للمساهمة في الوقاية من منع التطرف العنيف وتعزيز مع تلك الدوافع وأشارة المنسق المقيم للأمم المتحدة في العراق خلال كلمته، غلام إسحق زى يمثل هذا اليوم الدولي فرصة لنا للإقرار بمخاطر التطرف العنيف وزيادة الوعي بالانشطة والتدخلات لمنعه. ومن جانبه ذكر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف السيد علي عبد الله البديري تمكن أهمية هذا اليوم من تبنى العراق لهذة الفكرة وطرحها على الامم المتحدة وبالتالي إقرارها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء على مشروع العراق. وان هذا اليوم سيفتح افاقاً للتفاهمات والتعاون الدولي ولاتفاقيات ومذكرات التفاهم وحتى التعاون في مجال رفع القدرات. نحن نأمل في المرحلة القادمة أن نواصل العمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي بشأن هذا الموضوع المهم.
جاء في موقع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية عن سماحة الإسلام و نبذ التطرف: قال تعالى: “وَ كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ و يكون الرسول عليكم شهيدا”. فهي أمة الوسطية التي تسعى لتحقيق مبدأ التوازن الذي تقوم عليه سنة الله في خلقه. دينها وسط بين الغالي فيه و الجافي عنه، كالوادي بين جبلين و الهدى بين ضلالين. و إنّ الابتعاد عن هذا المبدإ الوسط يعتبر افتراء على الله في حكمه و استدراكا عليه في شرعه. إنّ وسطية الإسلام و سماحته لا تؤخذ من العقول البشرية لكن تؤخذ من النصوص الشرعية. قال الإمام الشاطبي رحمه الله: “فإن كان التشريع لأجل انحراف المكلف أو وجود مظنة انحرافه عن الوسط إلى أحد الطرفين، كان التشريع ردًا إلى الوسط الأعدل” و إننا حينما نتكلم عن مظاهر الوسطية في الإسلام نتكلم عن أمور كثيرة و متغلغلة في جميع شعائر الدين و فرائضه، من عقائد وأحكام و عبادات و معاملات و علاقات. إنّ دين الإسلام و المتمسكين به براء من الإنحراف عن الوسط، و الذي ينصرف عنه بغلو أو جفاء لم يتمسك بالإسلام بكماله، و هو غير ممثل له و إنّما يمثل نفسه. و إنّ الخروج عن هذه الوسطية يؤدي حتما إلى الوقوع في أمر خطير، ألا و هو الغلو أو ما يعرف بالتطرف، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر الذي فتك و لا يزال يفتك بالأمم التي تحيد عن الوسط: ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إياكم و الغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين” رواه أحمد النسائي وابن ماجة. لماذا كان الغلو سببا للهلاك؟ – لأن الغلو (التطرف) شجرة خبيثة إذا نمت نمت معها أشواكها الحادة، و من أشواكها الحادة التنازع و التدابر و البغضاء و غالبا ما يصل الأمر إلى سفك الدماء. – لأنّ المغالي (المتطرف) يرى نفسه أنه وحده السالك لمنهج الحق و الصواب و أنه بذلك صاحب الشرعية و المشروعية و إصلاح أحوال الأمة مهما تكن الوسائل التي يقتضيها هذا الإصلاح. و لو تفحصنا القرآن الكريم من أوله إلى آخره و فهمناه كما فهمه العلماء المعتدلون الناصحون، ما وجدنا فيه إلاّ ما يحذر من الغلو و التطرف. و قد نشّأ القرآن الكريم رسول الله صل الله عليه وسلم في ظل الرحمة، و في ظل السماحة. ألم يقل الله عز وجل في كتابه لرسوله صل الله عليه وسلم: “فَبِمَا رَحْمِةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَ نَفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اَسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ”. أليس الإسلام هو الذي أرسى موازين العدالة المطلقة، متحررة من العصبية للعرق، متحررة من العصبية المذهبية، متحررة من العصبية للدين. ألم يقل الله تعالى: “وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمِ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى”.