result.png12

صباح البغدادي

على الرغم من انه ما يزال الموضوع يلفه الكثير من الغموض والضبابية حول إعلان الرئيس ترامب من المكتب البيضاوي و أثناء توقيعه على القرارات التنفيذية وردا على سؤال احد الصحفيين من ستكون وجهة زيارتكم الأولى للخارج , فأجاب بدون تردد ويخيل اليك بانه كان ينتظر هذا السؤال بفارغ الصبر :” بانه مستعد يزور السعودية كزيارة أولى لو السعودية دفعت ٦٠٠ مليار دولار لشراء بضائع وسلع ومعدات أمريكية وانه يمكن أن يزيد المبلغ خلال سنوات حكمه الى ترليون دولار” وهو مبلغ ليس ضخم فقط وإنما خارج سياق التداول الإعلامي , وكان رد السعودية على هذا النوع من الابتزاز بانها ستكون استثمارات مشتركة وليس شراء , وبين ردآ وجذب , ومن هذا المنطلق ترك الراي العام بين حيرة وحيص بيص , بين فرضية الاستثمار وبين الشراء !

لذا سنحاول في هذا السياق بوضع رؤية تحليلية مستقبلية لنا وتوسيعها من النواحي الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، ومع وضع رؤية شاملة لما يمكن أن تحققه الرياض كمركز دبلوماسي واقتصادي عالمي تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان وانسجامًا مع رؤية 2030.

ان الاستثمار في الوساطة الدولية يمكن أن يعود بعوائد اقتصادية كبيرة، مثل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز الثقة الدولية في الاقتصاد السعودي كمركز آمن ومستقر للتعاملات العالمية.لذا تسعى الرياض جاهدة إلى تعزيز دورها كقوة إقليمية وعالمية فاعلة، لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد إلى الجانب السياسي والدبلوماسي. من خلال استضافة قمم مثل قمة الرياض بين ترامب والقادة الدوليين، تضع السعودية نفسها كمنصة لحل النزاعات الدولية، مما يعزز مكانتها كوسيط محترم وموثوق به.واستضافة قمة بهذا الحجم والزخم الاعلامي والدبلوماسي على الساحة الدولية يعطي هذا التعاون متعدد الأطراف الزخم بأن يفتح أبوابًا جديدة للتعاون في مجالات الأمن والطاقة والتجارة.

ويمكن للرياض أن تسحب البساط من تحت دولة قطر، التي لعبت دورًا كبيرًا في الوساطة الدولية في السنوات والعقود الماضية. من خلال تقديم نفسها كبديل أكثر قوة وفاعلية، ويمكن للسعودية أن تصبح الوجهة الأولى للدول التي تسعى لحل نزاعاتها، خاصة مع قوة الدعم المالي الذي تمتلكه من خلال شركة ارامكوا النفطية الذي تتمتع به وبالتالي تحويل الرياض إلى مركز دبلوماسي عالمي يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجية طويلة المدى لتعزيز النفوذ السعودي. من خلال لعب دور الوسيط في النزاعات الدولية، وبعدها أن تبني شبكة من العلاقات الاستراتيجية التي تعزز أمنها القومي ومصالحها الاقتصادية.

ومن ضمن الرؤية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان والتي نراها حاليا في قرائتنا المستقبلية لهذا الحدث ان يهدف كذلك إلى تحويل الرياض إلى مركز عالمي لحل النزاعات، ليس فقط في المنطقة العربية، ولكن على مستوى دول العالم. هذا الدور يمكن أن يعزز مكانة السعودية كقوة اقتصادية وسياسية عالمية فاعلة ولها دورا لا يستهان به في ايجاد الحلول ، وليس فقط كقوة إقليمية. ومن خلال تعزيز الدور الدبلوماسي والسياسي لها ، ولذا يمكن لنا ان نتصور لتحقيق أهداف رؤية 2030 بشكل أسرع مما هو مخطط اليه سلفا ، خاصة في مجالات تعزيز الاقتصاد غير النفطي وجذب الاستثمارات الأجنبية. لذا ان الاستثمار السياسي في الوساطة الدولية يمكن أن يعود بعوائد طويلة المدى، مثل تعزيز الثقة الدولية في السعودية كشريك استراتيجي يعتمد عليه ، وفتح أسواق جديدة للصادرات السعودية، وتعزيز الأمن القومي. وهذا الدور المتقدم لا يقتصر على تحقيق الفوائد الاقتصادية المباشرة فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الأمن القومي السعودي على المدى الطويل، وترسيخ مكانة المملكة كقائدة إقليمية وعالمية. وبفضل الرؤية الاستشرافية للأمير محمد بن سلمان، فإن الرياض لا تسعى فقط لتحقيق الريادة الاقتصادية، بل أيضًا لبناء إرث استراتيجي بعيد المدى يعزز دورها كحلقة وصل أساسية بين القوى العالمية، وكمحور للاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.

تمثل القمة التاريخية المرتقبة في السعودية، والتي يتم التحضير لها على قدم وساق وتذليل كافة الصعوبات التي قد تنشأ، حدثًا عالميًا استثنائيًا يجمع بين الرئيسين بوتين وترامب. تعمل الرياض بكل طاقتها على إنجاح هذه القمة، ليس فقط لأنها فرصة ذهبية لتعزيز مكانة المملكة كقوة محورية في النظام الدولي، بل أيضًا لأنها ستكون منصة لعرض الإمكانات السياحية والرياضية الضخمة التي تتمتع بها المملكة.من خلال هذه القمة، يمكن للرياض أن تبرز نفسها كوجهة سياحية عالمية بامتياز، حيث يمكن للرئيسين المشاركين، برفقة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، القيام بزيارة مشتركة تشمل ليس فقط المواقع التاريخية والمنشآت السياحية الفاخرة، بل أيضًا الملاعب الرياضية الحديثة والفنادق الفخمة التي تم بناؤها أو هي قيد الإنشاء. هذه الزيارة ستكون بمثابة دعاية عالمية غير مسبوقة للمملكة، تعكس التطور الهائل الذي تشهده في مجالات السياحة والرياضة والبنية التحتية.بالإضافة إلى ذلك، يمكن استغلال هذه القمة كخطوة استراتيجية نحو تحقيق هدف أكبر، وهو استضافة المملكة لكأس العالم 2036. من خلال عرض المنشآت الرياضية المتطورة والبنية التحتية الحديثة، يمكن للرياض أن تثبت للعالم أنها تستحق أن تكون مضيفة لهذا الحدث العالمي الضخم. هذه الخطوة لن تعزز فقط مكانة المملكة كوجهة رياضية عالمية، بل ستساهم أيضًا في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال جذب الاستثمارات الدولية وزيادة عدد السياح.

باختصار، هذه القمة ليست مجرد حدث دبلوماسي عابر ، بل هي فرصة استراتيجية متعددة الأبعاد لتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو السياحية أو الرياضية. ومن خلال الإعداد الجيد والتنفيذ المتميز، يمكن للرياض أن تضع نفسها في قلب الأحداث العالمية، ليس فقط كوسيط للسلام بين الدول، بل أيضًا كوجهة عالمية للسياحة والرياضة والأعمال. وهذا الدور المتقدم لا يقتصر على تحقيق الفوائد الاقتصادية المباشرة فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الأمن القومي السعودي على المدى الطويل، وترسيخ مكانة المملكة كقائدة إقليمية وعالمية. وبفضل الرؤية التي نتحدث عليها حاليآ ، فإن الرياض لا تسعى فقط لتحقيق الريادة الاقتصادية، بل أيضًا لبناء إرث استراتيجي بعيد المدى يعزز دورها كحلقة وصل أساسية بين القوى العالمية، وكمحور للاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم. وانها سوف تكون دائمآ جزء ليس فقط من حل الخلافات وانما حل الخلاف نفسه الى غير رجعة

في هذا السياق، نتمنى أن نكون قد وضحنا للجمهور الكريم فكرتنا ورؤيتنا المستقبلية والاستباقية التي تم تناول جوانب مهمة منها اعلاه . وفي ضوء انتظارنا لنتائج القمة المرتقبة بين القائدين البارزين على الساحة العالمية، الرئيسين “ترامب وبوتين”، من الضروري أن تدرك الحكومة السعودية أهمية استثمار هذه القمة التاريخية على أكمل وجه. فمن الناحية الاقتصادية والسياسية والسياحية، والتي تمثل أبرز أولوياتنا، ستكون هذه القمة فرصة لا تعوض لرفع مكانة المملكة على الساحة العالمية، مما يعزز مكانتها كوجهة عالمية آمنة وموثوقة تقود زعامة العالمين العربي والإسلامي. لذا، يتعين على أعضاء مكتب ولي العهد السعودي العمل بجدية منذ هذه اللحظة، وحتى انتهاء القمة في الرياض، لضمان بذل أقصى الجهود في تحضير وتنظيم هذه الفعالية الكبرى. يجب أن يحرصوا على تقديمها بأبهى صورة ممكنة إلى الرأي العام العالمي والعربي، لتحقيق أقصى استفادة سياسية واقتصادية وسياحية من هذه المناسبة التاريخية التي قد تساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة المملكة في كافة المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *