فاضل حسن شريف
6001- جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: حديث التشبيه أو الأشباه، مروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشبّه فضائل الإمام علي عليه السلام ببعض فضائل الأنبياء عليه السلام. وبناء عليه فإنّ الإمام عليه السلام تحلّى بفضيلة العلم كآدم عليه السلام، والتقوى كنوح عليه السلام، والحلم كإبراهيم عليه السلام، والهيبة كموسى عليه السلام، والعبادة كعيسى عليه السلام. وقد ورد الحديث في مصادر الفريقين من الشيعة وأهل السنة عن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كعبد الله بن مسعود، وأبو الحمراء وأنس بن مالك. من وجهة نظر علماء الشيعة أنّ الحديث يدلّ على أفضلية الإمام علي عليه السلام على سائر الأنبياء عليه السلام. ولهذا جعلوه دليلا على إمامته عليه السلام وحقانية خلافته. ورأى آخرون أنّه دليلٌ على أفضلية الإمام علي عليه السلام على سائر الأنبياء باستثناء النبيّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وقد صحّح علماء الشيعة الحديثَ إلاّ أنّ جمع من علماء أهل السنة لا يَرَونهُ موثوقا. عنى الجزء السادس عشر من كتاب عبقات الأنوار في البتّ في سند ودلالة الحديث وطُبع منفرداً تحت عنوان “خلاصة العبقات، حديث التشبيه”. نص الحديث والتعريف به: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: کُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَى آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ إِلَى نُوحٍ فِی سِلْمِهِ وَ إِلَى إِبْرَاهِیمَ فِی حِلْمِهِ وَ إِلَى مُوسَى فِی فِطَانَتِهِ وَ إِلَی دَاوُدَ فِی زُهْدِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا قَالَ فَنَظَرْنَا فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَدْ أَقْبَلَ. حديث التشبيه حديث صادر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشبّه بعض فضائل الإمام علي عليه السلام بفضائل الأنبياء عليه السلام. ورد الحديث بعبارات مختلفة في مصادر الشيعة و أهل السنة: وردت عبائر مختلفة في تشبيه الإمام علي عليه السلام بحسب النبيّ الذي اشترك معه بالفضائل. ففي بعض المصادر شُبه الإمام علي عليه السلام بأنبياء أولي العزم عليه السلام. وفي كتاب كمال الدين للشيخ الصدوق ورد اسم داوود عليه السلام بالإضافة إلى أنبياء أولي العزم وفي بعض الروايات شبّه الإمام علي عليه السلام بآدم عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام، وموسى عليه السلام، ويحيى عليه السلام، وعيسى عليه السلام، وشيث عليه السلام، وإدريس عليه السلام. كما ورد في مصادر أهل السنة الوجه الشبه بين الامام علي عليه السلام وآدم عليه السلام، ونوح عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام، ويحيى عليه السلام، وموسى عليه السلام لما يحمله هؤلاء الأنبياء من فضائل. وفي مناقب ابن المغازلي ورد تشبيه الإمام عليه السلام بآدم عليه السلام ونوح عليه السلام فقط. وفي بعض الروايات شبّه الإمام علي عليه السلام بهيبة إسرافيل، وبعظمة جبرائيل ومرتبة ميكائيل. كما عُرف هذا الحديث بحديث الأشباه أيضاً. بادر القاضي نور الله الشوشتري ومير حامد حسين الهندي إلى جمع رواة الحديث وأسانيده ومختلف عباراته.
6002- تكملة الفقرة 6001 جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: حديث التشبيه أو الأشباه وجه الشبه بين الإمام علي عليه السلام والأنبياء كما جاء في حديث التشبيه أنّ الإمام علي عليه السلام تخلّق بأخلاق الأنبياء واتّصف بصفات الأصفياء. يقول محمد بن يوسف الكنجي الشافعي من علماء المذهب الشافعي في القرن السابع الهجري، في بيانه لما يشترك به الإمام علي عليه السلام من صفات وفضائل مع الأنبياء عليه السلام: فتشبيه علي عليه السلام بآدم في علمه، لأن اللّه علّم آدم صفة كل شيء كما ورد في الآية 31 من سورة البقرة، فما من شيء ولا حادثة ولا واقعة إلا وعند علي عليه السلام فيها علم، وله في استنباط معناها فهم، و شُبّهه بنوح في حكمته، أو في رواية في حُكمِهِ، لأنّ عليا عليه السلام كان شديدا على الكافرين رَءوفا بالمؤمنين، كما ورد وصفه في القرآن الكريم. وبما أنّ النبي إبراهيم عليه السلام تميّز بحلمه كما ورد في القرآن الكريم، فإنّ عليا عليه السلام يشبّه بإبراهيم عليه السلام بفضيلة الحلم والصبر وكذا أورد محمد بن طلحة الشافعي، من علماء المذهب الشافعي في القرن السادس والسابع الهجري، حديث عن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وهو يثبت أنّ لدى الإمام علي عليه السلام علم كعلم آدم عليه السلام، وتُقى تضاهي تقوى نوح عليه السلام، وحِلمٌ يماثل حِلمِ إبراهيم عليه السلام، وهيبة تحاكي هيبة موسى عليه السلام، وعبادة تشابه عبادة عيسى عليه السلام. وأردف قائلا: و في هذا تصريح لعلي عليه السلام بعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته، وتعلو هذه الصفات إلى أوج العلا حيث شبّهها بهؤلاء الأنبياء المرسلين صلوات اللّه عليهم أجمعين، من الصفات المذكورة والمناقب المعدودة. وذَكرَ أحمد بن محمد العاصمي من علماء أهل السنة في القرن الرابع والخامس الهجري، في كتابه زين الفتى حديث التشبيه، وبيّن وجوه التشابه بين الإمام علي عليه السلام وآدم ونوح وإبراهيم، ويوسف وموسى وداوود وسليمان وأيوب ويحيى وعيسى والنبي محمد صلوات الله عليهم أجميعين. وأورد العلامة المجلسي في كتاب بحار الأنوار، الأحاديث الواردة في هذا الشأن كما بيّن أوجه التشابه والمساواة بينه عليه السلام والأنبياء عليه السلام في الفضائل، في باب أسماه: إنّ فيه عليه السلام خصالُ الأنبياءِ واشتراكهُ معَ نَبينَا فِي جميعِ الفضائلِ سِوى النُّبوة.
6003- تكملة الفقرة 6002 جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: حديث التشبيه أو الأشباه ما يدل على أفضلية الإمام علي عليه السلام: اعتبر جمع من علماء الشيعة أنّ حديث التشبيه دليل على أفضلية الإمام علي عليه السلام على سائر الأنام ولهذا جعلوا ذلك دليلا على إمامته وحقانية خلافته كذلك اعتبر البعض الآخر أنّ حديث التشبيه دليل على أفضلية الإمام عليه السلام بالنسبة إلى جميع الأنبياء سوى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه عليه السلام يحمل كلّ خصوصية أختصّ بها الأنبياء عليه السلام، والشخص الذي جمع كل تلك الخصوصيات في ذاته فإنّه لا ريب أفضل مرتبة من ذلك النبيّ الذي يحمل بعض من تلك الخصائص. يرى مير حامد حسين الهندي أنّ حديث الأشباه يدلّ على تكافؤ الخصوصيات آنفة الذكر للإمام علي عليه السلام مع سائر الأنبياء عليه السلام وأحصى 20 وجها منها. واستدل بها على أفضلية الإمام علي عليه السلام بالنسبة إلى الأنبياء والرّسل وسائر الناس. رواة الحديث واعتباره. الرواة: روى حديث التشبيه الصحابي عبد الله بن عباس،) وعبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، وأبو الحمراء خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنس بن مالك. اعتباره: رأى علماء الشيعة أنّ حديث التشبيه (أو الأشباه) معتبر واستندوا عليه. فاعتبره سلطان الواعظين صاحب كتاب ليالي بيشاور أنّه محل إجماع علماء الفريقين من أهل السنة و الشيعة. وقد روى مير حامد حسين الحديث في كتابه عبقات الأنوار عن 40 محدثا من أهل السنة وأثبت فيه صحة الحديث. ورأى البعض بما أنّ الحديث ورد عن طرق متعددة فهو معتبر، حتى وإن كانت أسانيده ضعيفة. وطعن بعض من علماء أهل السنة في صحّة الحديث. فمنهم شمس الدين الذهبي، المؤرخ والمحدّث السلفي في القرن الثامن الهجري، وابن حجر العسقلاني، المؤرخ والمحدّث الشافعي في القرن الثامن والتاسع الهجري وابن كثير من علماء القرن الثامن الهجري اعتبروا الحديث خبر منكر، وصنّفوه ضمن الروايات الضعيفة. ورأى ابن الجوزي من علماء أهل السنة في القرن السادس الهجري أنّه من الموضوعات. أورد الذهبي و ابن تيمية الحديث عن البيهقي دون ذكر السند وقالا إنّ الحديث يُعتبر عند أهل الحديث من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة. ولهذا السبب لم ينقله أهل الحديث، إلاّ أنّ موفق بن أحمد الخوارزمي من علماء أهل السنة في القرن السادس الهجري، أورد الحديث في كتاب المناقب مع سند الرواية نقلا عن البيهقي. وقد ورد الحديث عن أهل السنة بأسانيد أخرى.
6004- تكملة الفقرة 6003 جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: حديث التشبيه أو الأشباه ببليوغرافيا: تم دراسة حديث التشبيه في مؤلفات عديدة وقد خصص مير حامد حسين الجزء السادس عشر من كتابه عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار إلى البحث الدلالي والسندي لهذا الحديث. وطُبع هذا المجلد على انفراد تحت عنوان “خلاصة عبقات الأنوار، حديث التشبيه” مع تلخيص وتصحيح قام به السيد علي الحسيني الميلاني وأصدرته مؤسسة نبأ. قائمة لأوجه التشابه بين الإمام علي عليه السلام وأنبياء أولي العزم التي أوردها العاصمي: وقعت المشابهة بين الإمام عليه السلام ونوح عليه السلام: بفهمه وبدعوته وباستجابته الدعاء وبسفينته (إشارة إلى حديث السفينة الذي يدلّ على من يتخلّف عنها يهلك ومن ركبها ينجو)، وببركته، وبالتحية والسلام، وبشكره، وبهلاك قومه. ووقعت المشابهة بين الإمام عليه السلام وإبراهيم عليه السلام: بالوفاء، وبالوقاية، وبمناظرته أباه و قومه، وفي كسره للأصنام بيمينه، وبشارة اللّه تعالى إيّاه بالوالدين والّذين يرجع نسبهما إلى الأنبياء (عليهم السّلام)، وباختلاف أحوال ذريّته من بين محسن و ظالم، وبابتلاء اللّه تعالى إيّاه بالنفس والولد والمال، وبتسمية اللّه إيّاه خليلا حين لم يؤثر شيئا عليه. ووقعت المشابهة بين الإمام عليه السلام وموسى عليه السلام: بالصّلابة والشدّة، وبالمحاماة والدعوة، وبالعصا والقوّة، وبشرح الصدر والفسحة، وبالأخوّة والفرقة، وبالودّ والمحبّة، وبالأذى والمحنة، وبميراث الملك والإمرة. ووقعت المشابهة بين الإمام عليه السلام وعيسی عليه السلام: بالإذعان للّه الكبير المتعال، وبعلمه بالكتاب منذ أن كان طفلا، وبعلمه بالكتابة ووجوه الانفصال والاتّصال، وبهلاك الفريقين من أهل الضلال فيه، وبالزهد في الدنيا ذات الانتقال، وبالكرم و الإفضال، و بالإخبار عن الكوائن في الاستقبال، وبالكفاءة والأشكال أوجه الشبه بينه عليه السلام والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: وقد أحصى العاصمي 23 صفة من أوجه التشابه منها: بالخلق والطينة، والأخوّة والقرابة، وبالعمر والمدّة، وبالعفو والمغفرة، وبالحفظ والعصمة، وبالحبّ والمودّة، وبالمولى والولاية، وبالتشبيه بالشجرة.
6005- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: في الجعفريات: باسناده عن جعفر بن محمَّد عن آبائه عن علي عليهم السلام أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقرأ في الركعة الثالثة من المغرب: “ربّنا لا تُزغ قُلوبنا بعد إذ هديتنا وَهب لنا من لدُنك رحمة إنّك أنت الوهّاب” (آل عمران 8).