اسم الكاتب : محرر الموقع
من الماضي القريب المدارس العسكرية في العهد العثماني وكيفية إعداد الضباط
يقسم الضباط في الجيش العثملني الى قسمين هما:
أ-القسم المسلكي، وهو من يتدرج من جندي عادي الى ضابط صف فنائب ضابط فمرشح ثم الى ضابط، ويطلق عليهم تسمية ( الاي لي ) وكانوا يمتازون بالشجاعة والخبرة العملية، الا ان مستواهم الثقافي كان منخفضا وعددهم من الضباط يتناقص مع مر الايام.
ب- قسم الخريجين وهؤلاء درسوا في المدارس العسكرية وتدرجوا فيها ومعظمهم من خريجي المدرسة الحربية في ( استانبول ) ويمتازون بثقافة عالية ويطلق عليهم تسمية ( مكتب لي ) وعددهم يتزايد مع مر ايام .
واعداد الضباط في العراق يتدرج في المدارس العسكرية كما يلي :
1-المدرسة الرشدية العسكرية
انشئت ببغداد ايام الوالي المصلح مدحة باشا ثم انشئت مدرسة اخرى من هذا النوع في السليمانية سنة 1893م ، وتقبل المدرسة الرشيدية في صفوفها الطلاب من خريجي المدارس الاولية ، وفي بغداد كانت تقبل من يجيد القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم ومن لهم المام باللغة التركية وعلم الحساب ، ومدة الدراسة فيها اربع سنوات اضافة الى صف تمهيدي يعرف باسم ( الاحتياط ) للذين لايجيدون قراءة اللغة التركية ,المدرسة النهارية ويدرس فيها الطالب اللغات التركية والعربية والفارسية والفرنسية والتاريخ والجغرافية ، ويتولى التدريس فيها الضباط وبعض المدنيين ، وادارتها عسكرية وتعادل شهادتها الدراسة المتوسطة الحديثة في العراق ،فاذا قبل الطالب في المدرسة الرشدية العسكرية ، قبل تلقائيا في الاعدادية العسكرية .
2-الاعدادية العسكرية
انشئت في بغداد ايام الوالي عبد الرحمن باشا سنة 1878م وكانت مدرسة داخلية ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات وتقبل خريجي المدرسة الرشدية العسكرية في بغداد والسليمانية ويدرس فيها الجبر والهندسة المستوية والمجسمة والمثلثات والتاريخ والجغرافية والرسم وعلم الفلك واللغة التركية والفرنسية والفارسية ودروس الدين، شغلت المدرسة بناية ( محاكم الرصافة الحالية ) وتضم الرشدية العسكرية ايضا ، ولكن الرشدية العسكرية نقلت بعد ذلك الى بناية( الاعدادية المركزية الحالية ) وكانت ادارتها عسكرية والمدرسون فيها من الضباط عدا مدرسي الدين والخط العربي واللغتين الفرنسية والفارسية حيث كانوا من المدنيين ، ويعد عام 1881م بداية تخرج اول دورة فيها الذي بلغ عددهم ( 13 ) طالبا وارسل هؤلاء الى استانبول للدراسة في المدرسة الحربية بعد ان جرى لهم احتفال وتوديع رسمي وشعبي ، وازداد عدد الخريجين حتى وصل عام 1899م الى ( 76 ) طالبا وكان عدد الخريجين في السنوات الاخرى نحو ( 50 ) طالبا .
انتمى خريجو هذه المدرسة الى المدرسة الحربية والمدارس العسكرية الاخرى في استانبول ثم اصبحوا ضباطا في الجيش العثماني وشارك عدد منهم في انشاء الجيش العراقي كما خدم بعضهم في دوائر الدولة العراقية المدنية واخرون منهم مارسوا العمل السياسي فكان منهم الوزراء ورؤساء الوزارات والسفراء والنواب والاعيان .
3-المدرسة الحربية
انشئت في استانبول سنة 1834م على نمط المرسة العسكرية الفرنسية في ( سن سير ) وكانت تهتم بتدريس اللغة الفرنسية في السنوات الاولى من انشائها ولكن مع مرور الزمن غلب عليها الطابع الالماني ( البروسي ) لاسيما بعد ظهور المانيا كاكبر قوة عسكرية في اوربا وايضا بتاثير استخدام البعثات العسكرية الالمانية في الدولة العثمانية ، والمدرسة داخلية كغيرها من المدارس العسكرية في اوربا ، وتقبل في صفوفها خريجي الاعداديات العسكرية من ولايات الدولة العثمانية ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات ويتولى الضباط الاركان تدريس العلوم العسكرية المختلفة فيها ، كما يدرس ضباط الاختصاص اللغة الفرنسية والالمانية ورسم الخرائط والجغرافية العسكرية وقوانين الجيش العثماني ، ومما يسترعي النظر عدم تدريس اللغة العربية في كلية عسكرية تضم عددا كبيرا من ابناء العرب .
تضم المدرسة فرعين هما : المشاة والخيالة وفيها ايضا قسم اخر لابناء العشائر وثالث لابناء البيوتات ويلتحق في كل دورة فيها نحو ثمانيمئة طالب وبلغ عدد العراقيين المنتسبين لها سنة 1899م ( 76 ) طالبا .
كان النظام في المدرسة صارما والمراقبة شديدة والدروس تجري بدقة وانتظام والامتحانات شفهية وتحريرية تقوم بها لجان متخصصة ، وبعد اكمال الطالب السنوات الثلاث بنجاح ، يتخرج وتصدر الارادة السلطانية ( بويورلدي ) بمنحه رتبة ملازم ثان ويتم توزيعهم من قبل وزارة الحربية حسب حاجة الجيوش والفرق .
4-مدرسة الاركان
انشئت مدرسة الفنون الحربية الملكية ( مكتبي فنون حربية شاهانه ) في 20 تموز 1848م في استانبول كفرع في المدرسة الحربية ومدة الدراسة فيها اول الامر سنة واحدة ثم جعلت سنتين ، وبعد الحرب الروسية العثمانية سنة 1877 – 1878م دعت الحكومة العثمانية سنة 1884م العقيد الالماني فون دركولتز ( غولج باشا ) لاصلاح المدارس العسكرية فيها ورفع مستواها ، وبذل مجهودا في تنظيم المدارس العسكرية وتحسينها واهتم برفع مستوى مدرسة الفنون الحربية الملكية وجعل مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات ووضع لها نظاما على غرار نظام كلية الاركان الالمانية ، كانم يتولى التدريس فيها ضباط اركان من المانيا من ضمنهم ( غولج باشا ) نفسه اضافة الى قادة بارزين من العثمانيين والعراقيين وكان يقبل في هذه المدرسة الخريجون الاوائل من المدرسة الحربية في الصف الاول ثم يمنح رتبة ملازم اول في الصف الثاني والثالث ، وبعد تخر جه في الدرجة الاولى يمنح رتبة نقيب ركن ( يوز باشي اركان حرب ) ويحمل علامة ( ارمه ) وهي علامة الدولة العثمانية ، وبعد سنتين يرفع الى رتبة رائد ركن ( قول اغاسي اركان حرب ) اما المتخرج في الدرجة الثانية فيمنح رتبة نقيب ممتاز ( كفوء ركن ) .
بعد الانقلاب العثماني سنة 1908م سن نظام جديد لها وعرفت باسم مدرسة الاركان ( اركان حرب مكتبلي ) وانفصلت عن المدرسة الحربية واصبحت تابعة للاركان العامة ، وفي 24 تشرين الاول1909م نقلت الى قصر السلطان عبد الحميد الثاني ( سراي يلدز ) وشغلت فيه جناح الامراء .
اهتمت المدرسة بتدريس العلوم العسكرية العالية والتطبيقات العملية والتاريخ العسكري والسياسي وتدريس اللغات الفرنسية والالمانية والروسية، واوجب النظام قيام الطلاب قبل انتهاء السنةالدراسية الثالثة بجولة سياحية تطبيقية مدة لاتقل عن شهر واحد وتحت اشراف الهيئة التدريسية ، والغي نظام منح رتبة ملازم اول لطلاب الصف الثاني والثالث واكتفي بمنح الخريجين رتبة نقيب ركن واصبح الضابط المقبول فيها يحتفظ برتبته وترفيعه حسب قانون خدمة الضباط ويمنح المتخرج في الدرجة الاولى قدما لمدة سنتين .
5-مدرسة تدريب الضباط ( مدرسة تعليمكاه )
بعد الانقلاب العثماني في 1908م تقرر فتح مدرسة تدريب الضباط ( مدرسة تعليمكاه ) في مقر كل جيش لغرض تدريب الضباط الذين كانوا من القسم المسلكي ( الاي لي ) او تخرجوا في المدرسة الحربية ( مكتبلي ) لغرض تجديد معلوماتهم وتزويدهم باحدث المعلومات والتطبيقات والمخابرات العسكرية وتلافي الضعف الذي ظهر لديهم خلال الخدمة الفعلية ، وفي سنة 1913م تقرر فتح دورة ( تعليمكاه ) في بغداد وعين الرائد الركن رشيد الخوجة امرا لها وكانت مدة الدراسة فيها ثلاثة اشهر وبعدل ثلاث دورات في السنة ويدرس فيها احدث النظريات والتطبيقات العسكرية واستعمال الاسلحة وصيانتها وقوانين حفظ الصحة واصول المخابرات العسكرية وكيفية استعمال البرق والهاتف وطريقة التعامل مع الجنود وضباط الصف والضباط .
6- مدرسة اعداد ضباط الصف ( كوجك ضابطان مكتبي )
وتعني باعداد ضباط الصف في مركز كل جيش عثماني ويقبل فيها من يحمل الجنسية العثمانية وعمره بين 18 – 19 سنة ومن حسني الاخلاق والصحة الجيدة وله الرغبة في الانتساب اليها ، ومدة الدراسة فيها سنتان يتخرج بعدها الطالب برتبة جندي اول ويتدرج حتى يصل الى رئيس عرفاء ،-وفي كل مدرسة هناك فرع اخر يسمى ( كوجك ضابط ابتدائي مكتبي )اي المدرسة الابتدائية لضباط الصف الصغار ويقبل فيها من كان عمره بين 15- 18 سنة ، واغلب دروسها عسكرية كاصول المخابرات العسكرية والتعبئة والاستحكام وكيفية استعمال الاسلحة ومبادىء علم الصحة ومبادىء القراءة والكتابة والاعمال الاربعة الحسابية ومعلومات عامة في التاريخ والجغرافية ، وبعد انتهاء الدورة يلتحق الخريجون بالوحدات العسكرية مدة لا تقل عن ست سنوات ومدة خدمة الوحدات لخريجي المدرسة الابتدائية لضباط الصف لا تقل عن تسع سنوات مع جواز تجديد عقودهم ولهم الافضلية بعد تسريحهم العمل في مؤسسات الشرطة والبريد ودوائر الدولة المدنية .