ديسمبر 26, 2024
3906bcb97

الكاتب : فاضل حسن شريف

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل جلاله “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” ﴿آل عمران 104﴾ “وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ” أي: جماعة “يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ” أي: إلى الدين “وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ” أي: بالطاعة “وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ” أي: عن المعصية “وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” أي: الفائزون. وقيل: كل ما أمر الله ورسوله به، فهو معروف، وما نهى الله ورسوله عنه، فهو منكر. وقيل: المعروف: ما يعرف حسنه عقلا أو شرعا. والمنكر: ما ينكره العقل أو الشرع. وهذا يرجع في المعنى إلى الأول. ويروى عن أبي عبد الله عليه السلام: (ولتكن منكم أئمة)، و(كنتم خير أئمة أخرجت للناس). وفي هذه الآية دلالة على وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعظم موقعهما ومحلهما من الدين، لأنه تعالى علق الفلاح بهما. وأكثر المتكلمين على أنهما من فروض الكفايات. ومنهم من قال: إنهما من فروض الأعيان، واختاره الشيخ أبو جعفر رضي الله عنه. والصحيح أن ذلك إنما يجب في السمع، وليس في العقل ما يدل على وجوبه، إلا إذا كان على سبيل دفع الضرر. وقال أبو علي الجبائي: يجب عقلا، والسمع يؤكده، ومما ورد فيه ما رواه الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة رسول الله، وخليفة كتابه). وعن درة ابنة أبي لهب قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله من خير الناس؟ قال: (آمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأتقاهم لله، وأرضاهم). وقال أبو الدرداء: لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم سلطانا ظالما، لا يجل كبيركم، ولا يرحم صغيركم، وتدعو خياركم فلا يستجاب لهم، وتستنصرون فلا تنصرون، و تستغيثون فلا تغاثون، وتستغفرون فلا تغفرون. وقال حذيفة: يأتي على الناس زمان لان يكن فيهم جيفة حمار، أحب إليهم من مؤمن يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر.

تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع اسلام ويب عن لفظ (الأمة) في القرآن الكريم: هناك ألفاظ أخر، لها صلة بلفظ (الأمة) من حيث الاشتقاق اللغوي، من ذلك الألفاظ التالية: أولاً: لفظ (الأمي): وهو الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وعليه حُمل قوله تعالى: “هو الذي بعث في الأميين رسولا” (الجمعة 2)، الأميون: هم العرب؛ ومثله قوله سبحانه: “الذين يتبعون الرسول النبي الأمي” (الأعراف 157)، أي: محمد صلى الله عليه وسلم. ولفظ (الأمي) نسبة إما إلى (الأُمِّ) أو إلى (الأُمة). ثانيًا: لفظ (الإمام): وهو المؤتم به، سواء أكان المؤتم به إنساناً يقتدى بقوله أو فعله، أم كتاباً، أم غير ذلك، محقاً كان أم مبطلاً، وجمعه (أئمة)، قال سبحانه: “قال إني جاعلك للناس إماما” (البقرة 124)؛ وقال تعالى: “يوم ندعوا كل أناس بإمامهم” (الإسراء 71) قيل: بكتابهم. ووجه الارتباط بين هذا اللفظ ولفظ (الأمة)، أن الإمام يكون قدوة لغيره من الأمة، والأمة تبع له، تأتم به، وتقتدي من ورائه، فكان هو إماماً لها، وكانت هي مؤتمة به. ثالثاً: لفظ (الأَم) بفتح الهمزة: القصد والتوجه نحو مقصود، ومنه قوله تعالى: “ولا آمين البيت الحرام” (المائدة 2)، أي: قاصدين الحج وزيارة المسجد الحرام. ووجه العلاقة بين لفظ (الأَم) ولفظ (الأمة) أن الأمة لا تسمى أمة إلا إذا كان يربطها هدف واحد، ويجمعها قصد واحد. وبما تقدم يُعلم أن لفظ (الأمة) في القرآن الكريم لفظ أصيل ومتجذر، فلا يُلتف إلى ما وراء ذلك من أقوال لبعض المستشرقين، تدعي أن هذا اللفظ ليس مشتقاً من لغة العرب، وإنما هو لفظ دخيل عليها، مأخوذ من العبرية (أما)، أو من الآرامية (أميثا)، إذ مما لا شك فيه – كما جاء في دائرة المعارف الإسلامية – أن لفظ (الأمة) كان مستعملاً في لغة العرب في زمن متقدم. ورافق هذا اللفظ دعوة الإسلام منذ بدايتها، وفي مراحلها كافة، وهو لا يزال حتى اليوم لفظاً حاضراً بقوة في الفكر الإسلامي بكافة أطيافه وتوجهاته.

 قال الله تبارك وتعالى “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (ال عمران 104) جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية: مصاديق المعروف والمنكر: إن دائرة المعروف والمنكر لا تقتصر على الأفعال والأقوال لتكون مقتصرة على دوائر الأحكام الشرعية التقليدية من عبادات ومعاملات، بل تتسع لتشمل كافة أبعاد الوجود الإنساني بما يشمل عقائد الإنسان ومشاعره، ولا تقتصر على الجانب الفردي في حياة البشر بل تتوسع لتضم باقي الجوانب التي تتعلق بالإجتماع الإنساني أو الجانب الاجتماعي، بل أكثر وأوسع لتشمل كل نواحي حياة الإنسان وعلاقاته. فمن مصاديق المعروف ما هو اعتقادي ومنها ما هو عبادي وأخلاقي وأسري وعسكري وأمني وسياسي واقتصادي وإداري وثقافي وبيئي. وإليك بعض هذه المصاديق. عقائدياً: الإيمان باللَّه وتوحيده والنبوة والإمامة واليوم الآخر يقع في دائرة المعروف ويقابل ذلك الكفر الذي هو مصداق للمنكر. عبادياً: أداء الصلاة، إيتاء الزكاة، الصوم، الحج، تلاوة القرآن، احياء الشعائر… الخ من مصاديق المعروف، وما يقابلها كترك الصلاة وحبس الحقوق وتسويف الحج والإفطار بلا عذر من مصاديق المنكر. أخلاقياً: بر الوالدين، الصدق، كظم الغيظ من المعروف، وأما عقوق الوالدين، والكذب وسرعة الغضب والإنحراف عن خط اللَّه سبحانه في قول أو فعل من مصاديق المنكر. اجتماعياً: على صعيد الأسرة: الزواج، صلة الرحم، حسن العشرة، الإلفة بين أفراد العائلة من مصاديق المعروف، وأما أضدادها كترك الزواج مع مخافة الوقوع في الحرام، إشاعة جو التشاجر في العائلة، قطيعة الرحم من مصاديق المنكر. إقتصادياً: من مصاديق المعروف: الإعتدال في الإنفاق بين الإسراف والتقتير، الإيثار، الإنفاق في سبيل اللَّه. ومن مصاديق المنكر الإسراف والتقتير، الحرص، الاستئثار. إدارياً: يبرز من مصاديق المعروف الإداري اغتنام الوقت وعدم تضييعه، أداء الأعمال في أوقاتها، تيسير أمور أصحاب الحوائج، رفض قبول الرشاوى. ويبرز من مصاديق المنكرات: هدر الوقت، تسويف العمل، تعسير أمور المراجعين وأخذ الرشاوى الخ. جهادياً: من مصاديق المعروف الجهادي: الجهاد في سبيل اللَّه بالنفس والمال، المرابطة على الثغور، تعلم الفنون القتالية، طاعة أوامر قيادة الجبهة. وفي مقابلها من مصاديق المنكر، الفرار من الزحف، ترك حراسة الثغور، ترك التدرب على استعمال السلاح والفنون القتالية ومخالفة أوامر قيادة الجبهة. سياسياً: حفظ منجزات المقاومة الإسلامية والثورة، أداء التكاليف السياسية من انتخابات أو ترشح أو حضور في ساحات العمل كالتظاهر والاعتصام، والصبر والتحمل واحترام القرارات الصادرة عن القيادة الشرعية كلها من مصاديق المعروف. ومن مصاديق المنكرات ما يقابلها من تضييع المنجزات والتواني في حفظها وعدم الحضور في الميادين أو منع الناس وتثبيطهم عن الحضور أو توهين قرارات القيادة الشرعية وتضعيف ثقة الناس بالقيادة والإستهزاء بها. ثقافياً: فمصاديق المعروف الثقافي من أمثال إشاعة ونشر الثقافة الإسلامية، السعي لتحصين المجتمع ثقافياً، تأسيس المراكز والمؤسسات والمنتديات الثقافية وتفعيلها، حضور الأنشطة الثقافية والحث على حضورها والسعي لتحصيل الثقافة الصحيحة ومواجهة الغزو الثقافي ويقابلها: إشاعة ونشر الثقافات المعادية البعيدة عن الإسلام، تشويه صورة الثقافة الإسلامية وعناوين العمل الإسلامي كالثورة والمقاومة، تثبيط الناس عن المشاركة في الأنشطة الثقافية الإسلامية، إنشاء مراكز الفساد والفحشاء.

عن علاقة المواطنة بالأمة جاء في المركز الاسترتيجي للدراسات الاسلامية التحديد المفاهيمي لمصطلحيّ الأمّة والمُواطَنة للسيد صادق عباس الموسوي: يمكن تلخيص عناصر المُواطَنة بنقاط: أوّلاً: أنَّها إنتماءٌ إلى مكانٍ محدَّد، بحيث يحملُ الفرد هويَّة ذلك الزمان بدون أي اعتبار للانتماء إلى هويِّة أخرى. ثانياً: تفاعل الفرد أُفقّياً بمحيطه الاجتماعي وعاموديّاً بالسلطة القائمة التي له حقٌّ معادلٌ للآخر في نصبها أو عزلها. ثالثاً: أساس التفاعل هو المشاركة التي تنقسم إلى حقوق وواجبات. رابعاً: الاعتراف بالعضو الاجتماعيّ الآخر دون تمييز والسعي معه لبناء الوطن أساسُ المُواطَنة. خامساً: الرضا الكامل بالانتماء للوطن بمؤسّساته السياسيّة المختلفة والاعتراف بحدوده النهائيّة وعدم التطلُّع للانفصال أو الاتّحاد مع بلدٍ آخر.

ReplyForwardAdd reaction

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *