
الكاتب : فاضل حسن شريف
عن الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان: الشبكة العربية تنظم ندوة احتفالية بمناسبة (اليوم العالمي للتضامن الإنساني 20 ديسمبر) بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا – الإسكوا: من جانبه أكد فريد حمدان، ممثل المفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ترحيب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالتعاون المثمر مع الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وقال: نحن في حاجة لهذا التعاون خاصة في هذه الأزمة الوبائية خانقة للتأكيد على قيم حقوق الإنسان التي ستند على المساواة الكرامة والحقوق للجميع. وأضاف: إن التعاون اليوم أمر لا غنى عنه لإبراز القيم المشتركة للإنسانية ونحن بحاجة اليوم لتذكير الجميع وعلى رأسهم الحكومات باحترام التزاماتها التعاقدية في مجال حقوق الإنسان. وأوضح أن يوم التضامن العالمي يمثل مناسبة هامة لتعزيز الحوار العالمي للقضاء على الفقر والجوع وتمتع الجميع بصحة جيدة كأحد محاور أهداف التنمية المستدامة. وقال: لقد برهن التعاون والتضامن الدولي خلال العقود الماضية على أهميته وحيويته في التصدي للأزمات العالمية وأهمها تلك الناتجة عن البشر، لافتاً إلى أنّ المنظومة الدولية تنتقل اليوم من مبدأ التضامن الدولي الذي شكل أحد الأسس في العلاقات الدولية إلى اعتماده كحق من حقوق الإنسان ضمن المنظومة الدولية لحقوق الإنسان. من ناحيتها اعتبرت الدكتورة مهريناز العوضي، مديرة مجموعة العدالة بين الجنسين والسكان والتنمية الشاملة في “الإسكوا” مفهوم التضامن العالمي أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب وقالت: إن التضامن العالمي أمراً بالغ الأهمية في تكريس التعاضد بين الشعوب لمكافحة الفقر وتقليص الفجوات التميزية. وتناولت العوضي حزمة من التحديات التي قالت: إن المنطقة العربية خاصة في ظل جائحة كوفيد 19 التي طالت آثارها جميع القطاعات وصاحبت الاجراءات غير المسبوقة التي عمدت الدول على اتخاذها لمنع تفشي الوباء، وأضافت: مازلنا نتوقع استمرار هذه الإجراءات وعدم عودة الحياة لطبيعتها في القريب العاجل. وكشفت عن إحصائية خلفتها جائحة كورونا وقالت: هذه الجائحة خلفت محصلات إنسانية واجتماعية واقتصادية عميقة في مختلف البلدان العربية.. وأوضحت أن تقديرات “الاسكوا” تشير إلى أن الدول العربية ستسجل 42 مليار دولار خسارة خلال العام 2020 وفقدان من ساعات العمل عما يوازي 15 مليون وظيفة في الربع الثالث.
جاء في صفحة المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان في ليبيا: تصادف اليوم 20 ديسمبر، اليوم العالمي للتضامن الإنساني، ورغم كل الجهود والمبادرات التي تطلق للحث على التضامن الإنساني فلازال الحاجة والفاقة كبيرة للغاية وأعداد المعوزين والمعدومين يصعب حصرهم حول العالم خصوصاُ في الدول التي تشهد النزاعات والانقسام والحروب، وليبيا ليست بمعزل عن هذا الواقع المرير، حيث يعاني النازحين والمهجرين داخليا وخارجيا من صعوبات قاسية في العودة إلى ديارهم وزادت نسبة الفقر في ليبيا بسبب الأزمة الاقتصادية والظروف المعيشية التي يمر بها السكان، البلد الذي لا يوجد فيها أي تقارير رسمية تبين نسبة الفقر ويعزو خبراء مختصين في عدم وجود تقارير رسمية حول المستويات المعيشية ومؤشرات الفقر، إلى “عدم وجود قواعد بيانات نهائية حتى الآن كما أن ظروف الحرب والنزوح والانقسام الحكومي والمؤسساتي أدت إلى غياب الاحصائيات الرسمية، كما لم يسلم المهاجرين وطالبي اللجوء المتواجدين في ليبيا من المعاناة فهم يعانون الأمرين من صعوبة العيش وخطر البقاء في بلد انهكتها الحروب والنزاعات. وتدعو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليببا، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتضامن الانساني، المجتمع الليبي بكل أطيافه الى إحياء قيمة التضامن وجعلها آلية عمل يوميا لمساعدة الفئات الهشة في كل الظروف. وفي هذا السياق فقد أبرزت جائحة كورونا كوفيد 19 بشكل واضح أن التضامن والتآزر وسائل مهمة لمواجهة الوباء خاصة ازاء الفئات الهشة في المجتمع، باعتبار التضامن والتكافل الإنساني له مكانة كبيرة في تقاليد الشعب الليبي وفي رصيده الحضاري وجزء أصيل من ثقافته. وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني، تحث اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، السلطات الليبية للحد من ظاهرة الفقر التي تفاقمت في البلاد ووضع خطط حقيقة وواقعية التنفيذ للحد منها وتحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية للسكان. وكما تطالب اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليببا، بضرورة مراجعة القوانين والتشريعات التي تحقق المساواة بين المواطنين وتمنحهم وذويهم حقوقهم الأساسية في الهوية وحق الجنسية وحرية التنقل والسفر والحصول على العلاج.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل شأنه “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ” (الطلاق 7) قال سبحانه “لينفق ذو سعة من سعته” أمر سبحانه أهل التوسعة أن يوسعوا على نسائهم المرضعات أولادهن على قدر سعتهم “ومن قدر عليه” أي ضيق عليه “رزقه فلينفق مما آتاه الله” والمعنى ومن كان رزقه بمقدار القوت فلينفق على قدر ذلك وعلى حسب إمكانه وطاقته “لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها” أي إلا بقدر ما أعطاها من الطاقة وفي هذا دلالة على أنه سبحانه لا يكلف أحدا ما لا يقدر عليه وما لا يطيقه. “سيجعل الله بعد عسر يسرا” أي بعد ضيق سعة وبعد فقر غنى وبعد صعوبة الأمر سهولة وفي هذا تسلية للصحابة فإن الغالب على أكثرهم في ذلك الوقت الفقر ثم فتح الله تعالى عليهم البلاد فيما بعد.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جل شأنه “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ” (الطلاق 7) قوله تعالى: “لينفق ذو سعة من سعته” الإنفاق من سعة هو التوسعة في الإنفاق وهو أمر لأهل السعة بأن يوسعوا على نسائهم المطلقات المرضعات أولادهم. وقوله: “ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله” قدر الرزق ضيقه، والإيتاء الإعطاء، والمعنى: ومن ضاق عليه رزقه وكان فقيرا لا يتمكن من التوسع في الإنفاق فلينفق على قدر ما أعطاه الله من المال أي فلينفق على قدر تمكنه. وقوله: “لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها” أي لا يكلف الله نفسا إلا بقدر ما أعطاها من القدرة فالجملة تنفي الحرج من التكاليف الإلهية ومنها إنفاق المطلقة. وقوله: “سيجعل الله بعد عسر يسرا” فيه بشرى وتسلية.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل شأنه “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ” (الطلاق 7) هذه الآية صريحة الدلالة في أن الوضع المادي للزوج شرط أساسي في تقدير نفقة الزوجة، فالموسر يفرض عليه نفقة الموسر، والمعسر يفرض عليه نفقة المعسر، من كل حسب طاقته، وهذا الحكم لا يقبل التعديل لأن اللَّه سبحانه علله ببديهة العقل والفطرة، وهو قوله تعالى: “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها” وتعليل الحكم الشرعي بالعقل الفطري يجعله مبرما وقطعيا لا يقبل التأويل ولا التخصيص ولا النسخ. وتقدم الكلام عن إرضاع الزوجة لولدها وعن تقدير نفقتها، تقدم ذلك عند تفسير الآية 233 من سورة البقرة ج 1 ص 356 “سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً”. لا شيء يدوم على حال واحدة إلا وجهه الكريم، فكم من ضيق أعقبته فسحة، وعند تناهي الشدة يكون الرخاء، وصدق اللَّه العظيم “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً” حتى ولو أخذ العسر بالخناق.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل شأنه “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ” (الطلاق 7) فهل أن هذا الأمر يرتبط بالنساء اللائي يتعهدن رضاعة أطفالهن بعد الفرقة والطلاق، أو أثناء العدة التي أشير إليها بصورة إجمالية في الآيات السابقة، أو أنه يرتبط بكليهما معا. ويبدو أن المعنى الأخير أنسب وأقرب، رغم أن بعض المفسرين اعتبرها خاصة بالنساء المرضعات فقط في الوقت الذي أطلقت الآيات السابقة على هذا الأمر تعبير “أجر” وليس “نفقة وإنفاق”. على كل حال لا ينبغي للذين ليس لهم القدرة أن يتشددوا ويعقدوا الأمور، كما أن الذين لا يملكون القدرة المالية غير مأمورين إلا بالقدر الذي تسعه قدرتهم المالية ولا يحق للنساء مطالبتهم بأكثر من ذلك. وبناء على هذا فالذين لديهم المقدرة والاستطاعة ثم يبخلون بها فإنهم يستحقون اللوم والتقريع لا الذين لا يملكون شيئا. وفي نهاية المطاف يبشرهم الله تعالى بقوله: “سيجعل الله بعد عسر يسرا” أي لا تجزعوا ولا تحزنوا ولا يكن الضيق في المعيشة سببا لخروجكم عن الطريق السوي، فإن الدنيا أحوال متقلبة لا تبقى على حال، فحذار من أن تقطع المشاكل العابرة والمرحلية حبل صبركم. وكانت هذه الآية بمثابة بشرى أبدية للمسلمين الذين كانوا حينذاك يعيشون ضنكا ماديا وعوزا في متطلبات الحياة، فهي تبعث الأمل في نفوسهم وتبشر الصابرين. ولم تمض فترة طويلة حتى فتح الله عليهم أبواب رحمته وبركته.