Dr Fadhil Sharif

الكاتب : فاضل حسن شريف

جاء في موقع الامم المتحدة عن اليوم العالمي للتأمل 21 كانون الأول/ديسمبر: التأمل: تتمحور قكرة التأمل بالأساس في تركيز الانتباه على اللحظة الحالية، إنها ممارسة قديمة ومتجذرة في التقاليد الدينية واليوغا والعلمانية عبر الثقافات منذ آلاف السنين. وقد أصبحت اليوم وسيلة عالمية للرفاهية الشخصية والصحة العقلية في جميع أنحاء العالم للتجاور الأصول الروحية. ويصف التعريف الأكثر شهرة للتأمل عمومًا بأنه عبارة عن ممارسة يستخدم فيها الفرد تقنيات مثل اليقظة أو التركيز أو التفكير المركّز لتدريب العقل وتحقيق حالة من الوضوح العقلي والهدوء العاطفي والاسترخاء الجسدي. وهناك أنواع مختلفة من التأمل، كل منها يقدم طرقًا فريدة لتحقيق الهدوء والوضوح والتوازن. وتؤكد الأبحاث أن التأمل يساهم في خفض التوتر وتحسين التركيز والتوازن العاطفي وتخفيف القلق والاكتئاب وتحسين جودة النوم. كما يساهم في تحسين الصحة البدنية، بما في ذلك خفض ضغط الدم وإدارة الألم. ولعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في نشر التأمل وإتاحته بشكل واسع وسهل، وذلك من خلال وجود تطبيقات ومنصات عبر الإنترنت تمكن الأفراد من ممارسته في أي مكان وفي أي وقت. فوائد التأمل: يساهم التأمل في تحقيق وتعزيز الرفاهية الجماعية من خلال التعاطف والتعاون والشعور بالهدف المشترك إلى جانب الفوائد الفردية للشخص. وتنتشر ممارسة التأمل في جميع أنحاء العالم  بين الأشخاص من جميع الأعمار والخلفيات وأنماط الحياة . وتشيد منظمة الصحة العالمية بالفوائد الكبيرة للتأمل، وخاصة التأمل الذهني. وتؤكد مناقشات منظمة الصحة العالمية بشأن إدارة الإجهاد على أهمية تعلم آليات التأقلم، مثل التأمل، لما لها من فوائد للصحة العقلية والجسدية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر التأمل أداة قوية للعناية الذاتية لدعم العلاج وتعزيز الصحة العامة، وخاصة في إدارة أعراض القلق. ومن خلال دمج التأمل الذهني في روتينك اليومي، حتى ولو لبضع دقائق فقط، يمكن أن يساعدك في تحقيق الشعور بالهدوء والتركيز. وتعترف منظمة الصحة العالمية بالفوائد الصحية العقلية لممارسات مثل اليوغا، والتي غالبًا ما تتضمن عناصر تأملية. وسلطت منظمة الصحة العالمية في اليوم الدولي لليوغا، الضوء على مساهمات اليوغا في الصحة والرفاهية على مدى الحياة، ودورها في تعزيز صحة السكان وعالم أكثر إنصافًا واستدامة.

جاء في موقع مايو كلنك عن التأمل: طريقة بسيطة وسريعة للحد من الضغط النفسي: بإمكان التأمل إزالة الضغط النفسي الذي تعاني منه طوال اليوم، وجلب السلام الداخلي. تعرف على كيفية ممارسة التأمل بسهولة عندما تكون في أشد الحاجة إليها. إذا كنت تشعر بالقلق والعصبية والتوتر بسبب الضغط العصبي، يمكنك تجربة ممارسة التأمل. فقضاء بضع دقائق في التأمل يمكن أن يساعدك على استعادة الشعور بالهدوء والسلام الداخلي. وتجدُر الإشارة إلى أنه يمكن لأي شخص ممارسة التأمل. فهو نشاط بسيط وميسور التكلفة. كما أنه لا يتطلب أي معدات خاصة. يمكنك ممارسة التأمل أينما كنت، سواء أثناء المشي خارج المنزل أو ركوب الحافلة أو انتظار موعدك في عيادة الطبيب أو حتى أثناء اجتماع عمل. فهم التأمل: التأمل من الممارسات المتبعة منذ آلاف السنين. وقديمًا كان الهدف منه المساعدة في تعميق فهم قوى الحياة المقدسة والروحانية. لكن في عصرنا هذا، يُستخدم التأمل غالبًا للاسترخاء والحد من التوتر. والتأمل نوع من الطب التكميلي الذي يركز على صحة العقل والجسم معًا. ويمكن أن يساعدك التأمل على الاسترخاء بعمق والاستمتاع براحة البال. إذ إنك تركز على شيء واحد فقط خلال التأمل. وبالتالي يمكنك التخلص من سيل الأفكار التي قد تزدحم في ذهنك وتسبب لك التوتر. ويمكن أن تؤدي هذه العملية إلى تعزيز الصحة البدنية والنفسية. فوائد التأمل: يمكن للتأمل أن يمنحك الشعور بالهدوء والسلام والتوازن، الذي يمكن أن يعود بالنفع على صحتك النفسية والعامة. يمكنك أيضًا الاستعانة به للشعور بالاسترخاء والتعامل مع التوتر من خلال التركيز على شيء يهدئك. فالتأمل قد يفيدك في تعلّم كيفية الحفاظ على التركيز والسلام الداخلي. ولا تنتهي هذه الفوائد بانتهاء جلسات التأمل. فالتأمل يمكن أن يساعدك على التحلي بمزيد من الهدوء طوال اليوم. كما قد يفيد في السيطرة على أعراض بعض الحالات الطبية. التأمل وصحتك النفسية والبدنية: عند ممارسة التأمل، فأنت تتخلص من المعلومات الزائدة التي تتراكم في ذهنك كل يوم مسببة لك التوتر.

من معاني النظر التأمل “ثُمَّ نَظَرَ” ﴿المدثر 21﴾. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الأمل رحمة لأمتي، ولولا الأمل، ما رضَّعت والدة ولدها، ولا غَرَس غارسٌ شجراً) وليس الامل بجمع المال والمتاع بدون النظر في الآخرة “ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” (الحجر 3). 

عن تفسير الميسر: قوله سبحانه وتعالى “ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” ﴿الحجر 3﴾ الْأَمَلُ: الْ اداة تعريف، أَمَلُ اسم. الأمل: ظن البقاء و الطمع في زيادته. وَ يُلْهِهِمُ الأمَلُ: تشغلهم الملهيات و الملذات عن التوبة من الكفر. اترك أيها الرسول الكفار يأكلوا، ويستمتعوا بدنياهم، ويشغلهم الطمع فيها عن طاعة الله، فسوف يعلمون عاقبة أمرهم الخاسرة في الدنيا والآخرة. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه وتعالى “ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” ﴿الحجر 3﴾ آثروا التمتع بالحياة على اتباع الحق ، فهددهم سبحانه بما يحل بهم غدا من العذاب الأليم.

وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله سبحانه وتعالى “ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” ﴿الحجر 3﴾  “ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا” معناه دعهم يأكلوا في دنياهم أكل الأنعام ويتمتعوا فيها بما يريدون والتمتع التلذذ وهو طلب اللذة حالا بعد حال ” وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ” أي: وتشغلهم آمالهم الكاذبة عن اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلّم والقرآن يقال ألهاه الشيء أي شغله وأنساه “فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” وبال ذلك فيما بعد حين يحل بهم العذاب يوم القيامة وصاروا إلى ما يجحدون به وفي هذه الآية إشارة إلى أن الإنسان يجب أن يكون مقصور الهمة على أمور الآخرة مستعدا للموت مسارعا إلى التوبة ولا يأمل الآمال المؤدية إلى الصد عنها.  وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن أخوف ما أخاف عليكم اثنان اتباع الهوى وطول الأمل فإن اتباع الهوى يصد عن الحق وطول الأمل ينسي الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *