download (2)

سليم الحسني

لم يكن فالح الفياض الشخص المناسب لرئاسة هيئة الحشد، وكان تعيينه من قبل نوري المالكي خطوة مستعجلة وغير مدروسة.

جعلَ الفياض من الحشد الشعبي واجهة سياسية لتحركاته وموازناته، واستطاع أن يحوّل الكثير من إمكانات الحشد وميزانيته الى شؤونه الشخصية وحركته السياسية (عطاء). وقد نشب نتيجة ذلك صراع شديد بينه وبين القائد الشهيد أبو مهدي المهندس الذي كان يقف ضد فساد الفياض وتلاعبه بقدرات الحشد، حتى رحل شهيداً وفي قلبه الوجع من تصرفات رئيس هيئة الحشد.

من القضايا التي يقوم بها الفياض لتدمير الحشد الشعبي، أنه يقوم بطرد أربعة الى خمسة مقاتلين شهرياً من كل فوج من أفواج الحشد، دون تحديد الأسباب، فعندما يذهبون لإستلام مرتباتهم الشهرية يجدون بطاقاتهم مرفوضة. وفي المقابل يقوم الفياض بتعيين اشخاص من مؤيدي شريكه التجاري خميس الخنجر، ولا يُعرف على وجه الدقة عددهم حتى الآن، لكن المعلومة المؤكدة أن هناك ما يقرب من (٤٠٠) منتسب للحشد الشعبي عينّهم الفياض بطلب من خميس الخنجر، وهم يتواجدون في تركيا يتنعمون بمرتباتهم هناك، فيما يُطرد المقاتلون الأبطال بطريقة مدروسة.

أقدّم هذه المعلومة للسيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للتحقيق والمتابعة، خصوصاً وأنه شكّل لجنة عليا لمكافحة الفساد، وتوعّد الفاسدين بالملاحقة والانتقام والعقوبة.

كما أضع هذه المعلومة أمام أنظار قيادات الحشد الشعبي الميدانيين وقادة الفصائل. فما يقوم به الفياض يعدّ تدميراً ممنهجاً للحشد الشعبي، فقد جعله الفياض مصدراً لصفقاته التجارية وحساباته السياسية مع حلفائه من الطائفيين وداعمي الإرهاب وكبار الفاسدين.

الحشد هو الحصن الشيعي الأول والأقوى، وهو المدافع الوحيد عن الشيعة في زمن تتحالف فيه الجهود المحلية والإقليمية لضربهم وإضعافهم من جهة، ومن جهة أخرى استدراج قادتهم الى مناطق بعيدة عن مصلحة الشيعة ومحافظاتهم.

 ١١ كانون الأول ٢٠٢٢

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *