نعيم الخفاجي
بما نحن من أبناء دول الشرق الأوسط العربية المضطربة، والتي تعيش بصراعات قومية ومذهبية، مستدامة، بالتأكيد ماحدث في سوريا، يلقي بضلاله على الدول العربية بشكل عام، وعلى دول الاقلية الشيعية العربية، والتي للأسف تبنى غالبيتهم مشروع قضية فلسطين الخاسرة، التي باعها وتنازل عنها أهلها العرب ومحيطهم الإسلامي السني.
مشكلة الشيعة بسبب تبنيهم مشاريع خاسرة، تم ابادتهم واستئصالهم من قبل الحكومات السنية، سيف الدولة الحمداني كان زعيم قبيلة وملك، مذهبه شيعي جعفري، رفع لواء محاربة الرومان، الفاطميين خاضوا حروب مائة عام مع الصليبيين لتحرير الغِدس، النتيجة تعاون صلاح الدين مع الصليبيين، وقام في إبادة كل من هو شيعي، وليس في إسقاط نظام الحكم الشيعي فقط.
وجاء شيعة اليوم ليعيدوا نفس خطأ الشيعة المنقرضين من الحمدانيين والفاطميين في تبني نفس قضية الغِدس الخاسرة، وهذه المرة مع بني صهيون، الذين وصفهم الله بالقرآن الكريم، أنهم يعلون في المرة الثانية التي نعيشها الآن، علواً كبيراً، بحيث كل رؤساء وقادة العالم الغربي يتسابقون لإثبات وجودهم في خدمة دولة إسرائيل، والتبرك في رضا نتنياهو.
ماحدث في سوريا، من سقوط سريع لنظام بشار الاسد، أمام عصابات الجولاني والتي كانت حتى تركيا التي ترعاهم مصنفتهم إرهابيين، كانت دول الغرب وتركيا يدعمون الجيش الوطني السوري والائتلاف السوري، لكن بين ليلة وضحاها، وإلا بسيطرة جبهة النصرة على الحكم في دمشق، والتي طردت الائتلاف السوري والجيش الوطني من المشاركة في تشكيل الحكومة السورية بزعامة الجولاني السفياني السفاح.
لايمكن التنبؤ عن مستقبل سوريا، بظل الصراعات الدولية الكبرى بين الدول العظمى الخمسة النووية، لكن ما نراه، أن هناك توجه لدى قادة الدول الغربية الاوروبية، و امريكا وإسرائيل، بدعم قسد، واعلنوا موقفهم، بمساندة الاكراد، بالشرق والشمال الشرقي السوري، مشروع اسرائيل وامريكا والغرب، إيجاد دولة سورية تتكون من عدة فدراليات، لضمان عدم وجود أي قوة في سوريا في إعلان حرب ضد دولة إسرائيل، وحتى لو اعلن الجولاني السفياني توقيع سلام مع نتنياهو، مراكز الدراسات الاستراتيجية الغربية، يفكرون في إيجاد وسائل ثابتة، بمنع اي قوة بالمستقبل تهدد وجود دولة اسرائيل، وأفضل خيار هو الفدراليات، وهي مفيدة لخلاص الاقليات و الاكثريات في سوريا وغيرها، من تفرد فئة او مكون بالقرار السياسي السوري، ولو كان هناك تعدد في مراكز القرار في سوريا والعراق لما وصل البعثيين الاراذل لحكم العراق وسوريا بعقليات طائفية و قومية شوفينية.
المشروع التركي، يريد من سوريا بوابة إلى إسقاط أنظمة مصر والأردن، ودعم الإخواني البرهان للسيطرة على كل السودان، ودعم عصابات الإخوان في طرابلس الغرب الليبي في القضاء على الجنرال حفتر وضم الشرق الليبي، والتوجه إلى السعودية والخليج، لإعادة السلطنة العثمانية بزعامة أردوغان بلباس جديد.
لذلك تركيا تريد القضاء على الأكراد بالشرق السوري، ونحن نشاهد الصدامات المسلحة بين أنصار أردوغان من عصابات الارهاب، في مناطق سيطرة قسد.
من مصلحة إسرائيل حماية المكون الدورزي السوري، بظل من يحكم سوريا عصابات اخوانية تكفيرية تكفر الدروز، لذلك أبناء المكون الدروزي السوري، أعلنوا شبه انفصال عن سوريا أو حكم فيدرالي ولن يقبلوا بدولة دينية حتى لو انضموا لإسرائيل.
نتنياهو شارك في إسقاط نظام الأسد، وخطط في إلغاء قرار فك الاشتباك مع سوريا، بظل سقوط الدولة السورية، واختفاء الجيش السوري من الوجود، لذلك قادة اسرائيل رسموا حدودهم الجديدة، بضم المنطقة العازلة وجبل الشيخ الذي حرره السوريين بحرب تشرين عام ١٩٧٣، وأصبح الجيش الاسرائيلي يبعد عن دمشق مسافة عشرين كيلو متر فقط.
شاهدنا مقاطع قيام جماعات الجولاني السفياني، يمثلون فيلم في شوارع دمشق، مازالوا عايشين في فيلم الرسالة، نشاهد مجاميع، يركبون الخيول رافعين اعلام داعش ويدخلون مناطق المسيحيين والعلويين و يسعون فسادا فى الارض تحت شعارات الله اكبر.
كل عقل الجولاني السفياني وأنصاره المتعصبين من السنة المتوهبين، اتباع ابن تيمية، إنه عندما يطبق شريعة معاوية بن أبي سفيان، ستمطر عليهم السماء أموال وذهب.
معلق اسمه سام كتب تغريدة على منصة x( إنقاذ العلويين و المسيحيين هو المطلب الأكثر أهمية و ألحاحاً الآن، الناس تستغيث في حمص، ذات التنوع الطائفي، والساحل السوري ولا أحد يحرك ساكناً، قتل وخطف و تصفيات ميدانية وأعمال إنتقامية وحشية نريد حماية دولية أو طريقة للخروج خارج البلد،إلى كل إنسان شريف أرجوكم تحركوا).
دعم أردوغان إلى عصابات الجولاني السفياني خلق حالة كبيرة من الكراهية لدى أبناء الأقليات السورية، والذين يبلغ عددهم بسوريا اكثر من ثلث الشعب السوري، ومع الأكراد تصل نسبتهم، إلى أربعين بالمائة من الشعب السوري.
هناك حقيقة، حتى لوكان الجولاني السفياني تأثر بالحياة المدنية، فهو غير قادر على إقناع عصاباته الإرهابية التكفيرية، هؤلاء يتبنون أيديولوجيات راديكالية، هؤلاء عبارة، عن جماعات ذات رؤية شمولية لن تنجح ولن تستطيع أن تصحح نفسها،لأن قادة ومفتين هذه الجماعات بصفتهم آباء روحين، لتلك المجاميع لا يقبلون، بالدولة المدنية، أو النظام العلماني الليبرالي، يعتبرون ذلك كفر وإلحاد.
رغم أن الجولاني السفياني، لم يأتي من السماء، فهو صناعة المخابرات الأمريكية والبريطانية حسب قول الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، وبات الحاكم الشرعي لسوريا الآن الرئيس التركي أردوغان.
طموحات أردوغان في إعادة فرض حُلم الخلافة من ارض الشام بقيادة اردوغان، طبعاً أردوغان يبقى يتبنى دولة علمانية، إلى أن يستطيع اسلمة المجتمع التركي، عندها يعلن أردوغان إقامة الحُكم العثماني السلفي السني.
اسرائيل و ان كان لها دور في ما حصل في سوريا، في إسقاط نظام الأسد، لكنها لن تترك دولة سورية قوية كبيرة على حدودها و ستعمل على خلق إمارات صغيرة حولها و لن تعارض اذا وسعت تركيا حدودها بضم جزء من الأراضي السورية والعراقية إلى تركيا.
اسرائيل لن تقبل دولة خلافة بجوارها، لأن وصول أي زعيم إسلامي وهابي للحكم بعد اردوغان، يعني يشكل خطرا على وجود إسرائيل، لننظر إلى إسرائيل كيف دمرت القوى الفلسطينية الإسلامية الاخوانية في غزة، وكيف استدرجت القوى الشيعية للصراع في جنوب لبنان، وحدث ماحدث، وكان ثمن ذلك إزاحة بشار الأسد من حكم سوريا.
معلق اسمه نسيم سوري كتب تعليق بمنصة x( جماعة الجولاني الارهابية مجرد ولاة مرتزقة للمحتل العثماني
لا يؤمنون بالوطن والحدود، هم متفرغين لتحجيب النساء والبحث في عقائد الناس والقتل والتكفير على الهوية، مشروعه المتخلف لن يدوم طويلا، لان قانون قيصر لن يرفع طالما الارهابيين المرتزقة يعربدون وحدهم في ادراة دمشق،
ترامب يلمح انه يريد المزيد من الاموال من دول الخليج، و يقول: نحن نحمي الدول الغنية في الخليج بدون مقابل!!- السوال الهام هو: يحميها ممن؟).
أقول إلى هذا المعلق السوري،
نحن مقبلين ياصديقي على موسم حلب الأبقار الخليجية السمان، ووصل وكلاء شركة ترامب العالمية لحلب الأبقار السمينة إلى دول الخليج، استعدادا لبداية موسم الحلب المبرح.
معلق سوري اسمه غني، كتب المنشور التالي بمنصة x(
أنا كنتُ شاهداً على الأزمة السورية منذ بدايتها بتاريخ 15 مارس 2011
وشاهدتُ جميع المقاطع التي أظهرت انتهاكات جنود النظام السوري سواء بحق مسلحي المعارضة أو حتى المدنيين
إحقاقاً للحق وأقسم بالله على ما أقول
ما رأيته من انتهاكات عناصر الجولاني بحق عناصر النظام السابق أو بحق المدنيين من الأقليات لم تراه عيني قط !
الذي حصل من انتهاكات وقتل وذبح وتعذيب على يد عناصر هيئة تحرير الشام في مدينة حمص لوحدها، على مدار الأسبوعين الماضيين
لم يحصل من النظام السوري على مدار 14 عام
المقاطع التي تردنا من حمص مؤلمة جداً،
لم يرحموا الأطفال ولا النساء، حتى الحوامل منهم
قتلوا الأجنة في في بطون أمهاتهم بسبب أنهم علويون !أنقذوا حمص،حمص تُذبح بصمت، حمص تباد).
بما ان الخطر الإخواني يستهدف إسقاط أنظمة الحكم في مصر والسعودية والأردن لإقامة دولة خلافة عثمانية جديدة، هذه الخلافة الاخوانية تشكل خطر حقيقي يهدد كل من هو شيعي، لذلك يجب على المقاومين الشيعة الكف عن تخريب بيوتهم، من خلال تبني قضية فلسطين الخاسرة، ودعم العصابات الاخوانية التي تريد الشر لكل دول العرب المتهالكة، واقول لبعض إعلامي الفصائل الشيعية العراقية، اخي العزيز ابقى بالعراق، ودع عنك احلام مشروع الوحدة الإسلامية الزائف، لا تكن مطية ليركبك الإخوان لتنفيذ مشاريعهم، دعوا عنكم توجيه تهديدات إلى النظام في المملكة العربية السعودية، انا شخصيا ممنوع دخول الدول الخليجية، ممنوع استقل طيران الدول الخليجية، اكيد يتم التضييق عليُ، لذلك لم ولن أذهب لزيارة الخليج والأردن وحتى مصر، لكن هذا لايعني أؤيد بعض الأشخاص من فصائل شيعية عراقية يهددون بضرب الطاقة السعودية، هذا غباء وسذاجة، ويعني انت يا محلل استراتيجي شاركت في حملات شيطنة الحشد الشعبي، عندما تهدد بضرب مصادر الطاقة في السعودية، من حيث تعلم أو لاتعلم.
السيد أياد جمال الدين كتب مقالات كثيرة حول خطر الإخوان على الشيعة، ونختم مقالنا هذا بتغريدة إلى السيد اياد جمال الدين تضم ١١، تغريدة اخترت منها الجزء العاشرة والحادي عشر إليكم نصهما(10الخلاصة؛لو كان بيدي مقاليد أمور (الشيعة)..، لأمرتهم فوراً ب( دعم) كلّ الأنظمة السنيٌة..باستثناء تركيا وقطر.
يجب دعم (الحكّام السنّة) مهما كان موقفهم من (الشيعة).
ف ( الحكّام السنة) هم الاقل خطرا وضررا على الشيعة.
11،يجب على الشيعة (دعم) كلّ انظمة الحكم السنّيّة..ضد (اخوان المسلمين).
يجب الوقوف بحزم ضد كارثة (اخوان المسلمين) التي تريد إسقاط، الأنظمة السنّيّة ..و إعادة بناء ( الامبراطورية العثمانية)..بثوب جديد.).
برب السماء ياساسة شيعة العراق بالقليل تصالحوا فيما بينكم ووحدوا خطابكم مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
7/1/2025