Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

عن شبكة الثقلين الثقافية: الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام: مولده عليه السلام: ولد عليه السلام سنة (75)هـ, وحين قرعت البشرى سمع زين العابدين بولادته قام فصلى ركعتين شكراً لله، ثم أخذ المصحف مستفتحاً لاختيار اسم مولوده، فخرج في أول السطر قول اللّه تعالى: “وَفَضَّلَ اللّه المُجَاهِدِيْنَ عَلَى القَاعِدِيْنَ أَجْراً عَظِيْماً” (النساء 95)، فأطبق المصحف، ثم قام وصلى ركعات، ثم فتح المصحف، فخرج في أول السطر: “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللّه أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُوْنَ” (آل عمران 169)، ثم قام وركع، ثم أخذ المصحف وفتحه فخرج في أول سطر: “إِنَّ اللّه اشْتَرَى مِنْ المُؤْمِنِيْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللّه فَيَقْتُلُوْنَ وَيُقْتَلُوْنَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِيْ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيْلِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّه فَاسْتَبْشِرُوْا بِبَيْعِكُمُ الَّذِيْ بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيْمُ” (التوبة 111)، وبعد ذلك أطبق زين العابدين المصحف وضرب بإحدى يديه على الأخرى، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، عُزِّيت في هذا المولود، إنه زيد..أما واللـه ما أجد من ولد الحسين في يوم القيامة أعظم منه وسيلة، ولا أصحاباً آثر عند اللّه من أصحابه، وقامَ عليه السلام بالتأذين في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، وعوَّذه بالله من الشيطان الرجيم.

جاء في موقع الزيدي عن من هم الزيدية: أولاً من هم الزيدية: يطلق اسم الزيدية على أئمة أهل البيت النبوي ومن تابعهم في العدل والتوحيد والقول بإمامة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأحقيته بالخلافة , ونسبته إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام إنما هي نسبة انتماء فكري لا تقليد تعصبي مذهبي, بل أصبح هذا الاسم شعار حرية ,وكرامة ,وتضحية ,وجهاد. رفعه من سار على نهج الإمام زيد عليه السلام من أهل البيت الطاهر يقول: الإمام عبدالله بن حمزة عليه السلام ( واختصت الفرقة هذه من العترة وشيعتهم بالزيدية وإلا فالأصل ,علي والتشيع له لخروج زيد على أئمة الظلمة وقتالهم في الدين فمن صوبهم من الشيعة وصوبه وحذا حذوه من العترة فهو زيدي بلا خلا ف بين أهل الإسلام). والمذهب الزيدي ليس مذهبا فقهيا لأنه يدعو إلى الاجتهاد ونبذ التقليد بل هو مجموعة من القواعد الأصولية المبنية على تحكيم العقل والشرع يقول الإمام مجد الدين المؤيدي (فأما المذهب الفقهي المعروف المتداول بين أهل الفقه في اليمن فليس المراد به المذهب الزيدي كما يتوهم ولا مذهب جملة أهل البيت بل المراد به في الأصل كما نص عليه أعلام المحققين قواعد أصول أخذوها من أقوال الإمام القاسم بن إبراهيم وأولاده وحفيده الهادي إلى الحق عليه السلام). وتعتمد الزيدية في الاستدلال على تقديم كتاب الله وما وافقه من ألسنه وعلى إجماع العترة و الأمة أيضا وعلى القياس وعلى العقل وفقا للشروط المعتبرة. ثانيا ًمميزات الفكر الزيدي ومبادئه: 1- القول بالعدل والتوحيد: معناه أن تنزه الله تعالى عن الظلم والعبث وتكليف مالا يطاق و الجبر و التشبيه وغير ذلك من صفات النقص وكذلك منه القول بان أفعال العباد منهم ومن هنا سميت الزيدية ومن وافقهم من العدلية. 2- إعمال العقل وتحكيمه واستعمال النظر فيما له فيه مجال أخذا بما في القرآن الكريم من الحث على ذلك وعملا بقوله صلى الله عليه واله وسلم (من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله والتدبر لكتاب الله زالت الجبال الرواسي ولم يزل ولهذا تجد المذهب الزيدي موافقا للفطرة بعيدا عن فكر الخرافة كما في غيره من المذاهب الإسلامية. 3- الاجتهاد فيما له مسرح وإعمال الأدلة من الكتاب والسنة المتواترة والموافقة لكتاب الله وإجماع العترة و الأمة والقياس وترك التقليد وإنما يقلد العامي للضرورة ولذا تجد المذهب الزيدي ليس له فقه خاص به بل لكل من الأئمة من الأنظار الفقهية ما يختص به ويراه موافقا لنظره بل قد نجد منهم من يخالف رأيه في المسائل الفقهية رأي والده أو شيخه وهذا يدل على تحرر المذهب والفكر الزيدي عن التقليد الأعمى والتعصب المذموم وانفتاحه. 4- الخروج على الظلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا المبدأ هو أهم ما يميز الزيديه عن غيرهم وهو الأساس الذي إنبنى عليه الفكر الزيدي من لدن الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام وتجسد من بعده في من تابعه وذلك امتثالا لقوله تعالى (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” (آل عمران 104) ونحو ذلك. وذلك في إطار البصيرة التي ذكرها الإمام زيد , ولذلك فانك ترى المذهب الزيدي محارباَ من الولاة والملوك بخلاف غيره من المذاهب التي لا ترى الخروج على الظالم. 5- الإمامة: عند الزيدية ليست محصورة في أفراد بأسمائهم وأعيانهم ولا تكون بالشورى ولا بالغلبة كما عند بعضٍ غيرهم بل كل من قام ودعا وأخذ بالعزيمة من من ذرية الحسن والحسين مستكملا للشروط اللازمة كالاجتهاد وعدم سبق غيره إليها مستحقا لها ,والورع ,والشجاعة ,والقدرة على التدبير,وغيرها فهو الأولى والأحق بالإمامة وتجب نصرته وطاعته في إطار طاعة الله إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا تجوز مخالفته لقوله صلى الله عليه واله وسلم (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله وخليفة رسوله وخليفة كتابه) ولقوله تعالى “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا” (الأحزاب 33) وفي الشافي بسنده إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام انه قال الأئمة المفترضة منا طاعتهم ,علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام , والقائم بالسيف يدعو إلى كتاب ربه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

عن شبكة الثقلين الثقافية: قراءة حول فكر الزيدية: العقل عند الزيدية: العقل عند الزيدية حجة عظيمة على كل مكلف، يستطيع بواسطته معرفة الحق من الباطل، والحسن من القبيح، وبه يعرف وجود الخالق سبحانه وتعالى، وأنه العالم الحي القدير، العدل الذي لا يظلم، والحكيم الذي لا يعبث، وبالعقل قُطع بنبوة الأنبياء وصدق ما جاؤوا به، إلى غير ذلك من الأصول التي بيناها سابقاً. ونظرة الزيدية هذه موافقة للقرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى قد أمرنا بإعمال عقولنا والنظر والتفكر، وأنكر على من لم يستعمل عقله، فقال جل وعلا: “قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا” (سبأ 46)، وقال تعالى: “قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ” (يونس 101)، وقال: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ” (آل عمران 191)، وقال: “أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها”(الحج 46). وكيف يمكن القول بإهمال الدليل العقلي؟ والحال أننا بالعقل فقط أدركنا كيف نفهم الحق ونقنع الخصم بثبوت الحجة، ووجود الله، وبصحة إرسال الرسل، حيث لا طريق لهذا يجدي في المسائل العقلية في مناظرة المجادل غير الدليل العقلي. لهذا وذاك ندرك أنه لا يمكن إهمال الدليل الفكري كما يرى بعض علماء المذاهب في المسائل العلمية والعملية.

جاء في موقع الزيدية عن البَيان الشّافي لعلاقَة زيديّة اليمَن بالجاروديّة: فإنّه لا أشدّ من الظّلم، ولا أشدّ من التّدليسِ فرعٌ مِن الظّلم، لا سيّما لمَن سخّر قلَمَه لتناولِ ما مِن شأنّه الارتباطُ بالشرّيعَة المحمديّة أصولاً وفروعاً، الله نسألُ أن يُجنّبناَ وإيّاكم المَهالِكَ و المَزالِق، “وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ” (آل عمران 183)، وذلكَ أنّا وقَفنا على موضوعٍ سيفُهُ مُصلَتٌ على أهل الحقّ والاتّباع المحمدّي العلويّ الفاطميّ الحسنيّ والحسينيّ، بما مِن شأنِه التّنفير والتّدليس عليهِم وعلى عقائدهِم واتّباعهِم ومنهجهِم في التلقّي والتأصيل، فالكلامُ حولَ فرقَة الجاروديّة وعلاقَتها بالزيديّة من جهَة الانتماء والاعتزَاء والتأثّر والتّقليد، فالكثيرُ من أهل عصرِناَ وسابقيهِم خلطوا الزيدية ونحصّ زيديّة اليمَن بالذّكر بالجاروديّة. اتّفقَ أهل النّقل على أنّ الجاروديّة نسبَة إلى أبي الجارود زياد بن المُنذر العَبديّ الهمداني الأعمَى، عاصرَ وعايشَ وناصرَ الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وكانَ رسولَه إلى أبي حنيفَة النّعمان بن ثابِت إمام المَذهَب، وأحدُ المُنادين على مآذنِ الكوفَة بشعارِ الإمام زيد بن علي عليه السلام دعوةً للفلاح ونُصرَةً للحقّ وأهلِه، وكانَ يُحدّث وينقلُ أخبَار الإمام عليه السلام في تنقّلاتِه ودروسِه وفي ساحَة الحَرب فهُو صاحبُه والمُلازمُ له في الوقتِ الذي لم يُجب دَعوتَه عليه السلام كثيرٌ من الأعلام، ولم يعكُف على علومِه كثيرٌ من الحفّاظ، زُهداً أو تخاذلاً بحالِ هذا الإمام، الله أعلَم بحالهِم وعُذرهِم في عدَم إجابَة دعوَتِه الجامِعَة، نعم! ولأبي الجارود زياد بن المُنذر رواية واسعَة عن الإمام الباقر محمد بن علي عليه السلام، وكذلكَ روى عن الإمام شيبَة الحَمد عبدالله بن الحسن بن الحسن عليه السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *