الأقمار الشعبانية الثلاثة (وجعل القمر فيهن نورا) (ح 5)

فاضل حسن شريف

عن موقع العتبة الحسينية المقدسة: لغة الورد الشعبانية: هندسة فنية: يعمل مشروع (زهور القطف) الذي يعد الأول والوحيد في العراق من حيث إمكانياته على تجهيز كميات كبيرة من الزهور المختلفة, وكذلك العناية بنوعية الزهور المستوردة ونجاح زراعتها. نخبة من المهندسين الأكفاء من حاملي شهادات الخبرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكفلوا بتوفير نوعيات متعددة من الزهور, كما سخروا خبراتهم في مجال العناية وتنسيق الزهور لإنجاح عملية الزراعة والتجهيز, حيث يتم استيراد أصول (الزهور المستوردة) من هولندا التي تعد من الدول المتميزة بجمال زهورها وتنوعها ومنها زهور الزور والجيربرا والانثريوم. ويتم زراعة هذه الزهور في أماكن خاصة يتوفر فيها الجو الملائم للحفاظ عليها من الذبول, ويتم كذلك تجهيز المنصّات بالزهور بطرق هندسية. في البداية يقوم فريق المهندسين بخط التصميم ثم يتم تثبيت حدودها بالألمنيوم وتوضع في أماكن رصّ الزهور مادة الاوازيز وهي مادة خضراء تشبه الإسفنج لكن مساماتها أصغر لكي تحافظ  على الماء لديمومة انتعاش الزهور المقطوفة والحفاظ عليها أطول مدة ممكنة, وكذلك يتم تغذيتها وفق قياسات وأوزان وبدقة عالية للحفاظ عليها من تلف الأصول (النبتة الأم), أما بالنسبة للأكاليل فيتم تبديلها في فصل الصيف كل أسبوع وفي الشتاء مرتين في الأسبوع تقريباً للتدفئة, ما عدا شهري محرم وصفر حيث يتم رفعها لحين انتهاء موسم الأحزان. ورود مجففة للتبرك والاستشفاء: بعد انقضاء فترة الاحتفال بذكرى الولادات يتم إنزال أكاليل الورود الموضوعة على سطح الضريح والعمل على تجفيفها بطرق خاصة ثم توضع في أكياس صغيرة مغلقة ترفق معها بطاقات مكتوب عليها عبارة (زهور وضعت فوق ضريح الإمام الحسين) وتذهب هذه الأكياس إلى قسم الهدايا والنذور ليتم توزيعها على الزائرين للتبرك بها بحكم معانقتها لضريح الإمام عليه السلام.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى “وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا” ﴿نوح 16﴾ الْقَمَرَ: الْ اداة تعريف، قَمَرَ اسم. إن تتوبوا وتستغفروا يُنْزِلِ الله عليكم المطر غزيرًا متتابعًا، ويكثرْ أموالكم وأولادكم، ويجعلْ لكم حدائق تَنْعَمون بثمارها وجمالها، ويجعل لكم الأنهار التي تسقون منها زرعكم ومواشيكم. مالكم -أيها القوم- لا تخافون عظمة الله وسلطانه، وقد خلقكم في أطوار متدرجة: نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظامًا ولحمًا؟ ألم تنظروا كيف خلق الله سبع سموات متطابقة بعضها فوق بعض، وجعل القمر في هذه السموات نورًا، وجعل الشمس مصباحًا مضيئًا يستضيء به أهل الأرض؟ وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا” (نوح 16) “وجعل القمر فيهن” أي في مجموعهن الصادق بالسماء الدنيا “نورا وجعل الشمس سراجا” مصباحا مضيئا وهو أقوي من نور القمر.

وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا” ﴿نوح 16﴾ فيهن أي في مجموعهن. وصف سبحانه الشمس بالسراج والقمر بالنور لأن السراج مصدر النور، والشمس أيضا مصدر لنور القمر، وأيضا نورها أعم وأنفع من نوره. وتقدم مثله في الآية 5 من سورة يونس ج 4 ص 135. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا” ﴿نوح 16﴾  صحيح أنّ في السماوات السبع مليارات من الكواكب المضيئة والتي هي أكثر ضياءً من الشمس، ولكن ما يهمنا وما يؤثر في حياتنا هي هذه الشمس وكذلك القمر، هذه المنظومة الشمسية التي تضيء الشمس فيها بالنهار والقمر بدوره ينير الليل. التعبير بالسراج للشمس و بالنور للقمر هو أنّ نور الشمس ينشأ من ذاتها كالسراج، وأمّا نور القمر فإنّه ليس من باطنه بل انعكاس لنور الشمس، ولهذا فإنّ كلمة نور ذات المفهوم العام هي المستخدمة في هذا المورد، ويشاهد اختلاف التعابير في آيات القرآن أيضاً، وقد أوردنا شرحاً مفصلاً في هذا الباب في ذيل الآية (5) من سورة يونس عليه السلام.

جاء في موقع الكفيل عن تأملات في تراتبية المواليد الشعبانية: بقلم: عبير المنظور: ومع القاسم بن الحسن عليه السلام لنا وقفة مع الأشبال، حيث عّلمنا القاسم على صغر سنه معالم التربية الحسنة والوعي لتحديات الظرف المرحلي وهو ناجم عن الملكات النفسية الخاصة لهذا الغلام واستعداده الكبير لتحمل مسؤولية عجز عنها الكثير من الرجال المتخاذلين عن نصرة إمام زمانهم فشع فهبّ القاسم وهو غلام لم يبلغ الحلم ليرسم لنا أروع صور النصرة وبأبهى أشكالها. كل وقفة من وقفات مواليد ابطال كربلاء في شهر شعبان كفيلة بأن ترسم لنا ملامح التربية الحقة على أسس ومفاهيم تعمل أولاً على تهذيب ميدان النفس الأمارة بالسوء لتنطلق نحو الأسرة بجعلها لبنة صالحة في مجتمع يصلح بصلاحها، فننطلق بالتربية والتهذيب من الجانب الفردي إلى الجانب الاجتماعي ولا يخفى تأثير ذلك على الصبغة العامة للمجتمع ورقيه وتطوره بوعي أفراده من أصغرهم إلى أكبرهم. من كربلاء وشخوصها وشواخصها ننطلق بالتدريج نحو الأمام الحجة عجّل الله تعالى فرجه الشريف في منتصف الرحلة الملكوتية في هذا الشهر الفضيل -مع ملاحظة أن القمر في منتصف الشهر العربي يكون البدر كاملًا- وربما هو كناية عن كمال الدين وإتمام النعمة في ولادة المنقذ والمخلّص ومهدي هذه الامة الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئتْ ظلماً وجوراً بثورة تصحيحية شاملة، أي عاشوراء أخرى لتصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الوعي ورفض الظلم والاستكبار العالمي الذي أخذ يُحكمْ قبضته ويُحيطُ بأذرعه الأخطبوطية كل مفاصل الحياة من سياسة واقتصاد وإعلام وتكنولوجيا وغيرها لصالحه وأخذ يتحكّم في العقول وتوجيهها نحو مخططاتهم الشيطانية عن طريق التشكيك بالأديان وتوسيع رقعة التيار الإلحادي في العالم، فعلى المنتظِر لإمام زمانه في زمن الغيبة والشبهات أنْ يتسلّح بالإيمان والوعي لنصرة إمام زمانه والتمهيد لظهوره المبارك بعد أن يحصّن نفسه أولاً بالمفاهيم والعِبر التي استقاها من ملحمة كربلاء وشخصياتها الخالدة. وكما نعلم أن شهر شعبان محطة روحية مهمة لتهيئة النفس قبل شهر رمضان المبارك وهو شهر الله الذي دُعينا فيه إلى ضيافته تعالى، فعليه يكون ظهور الإمام المهدي (روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) هو تحقيق الوعد الإلهي في بسط العدل على الأرض عندها ستكون البشرية كلها في ضيافة الله وعدله حتى قيام الساعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *