462544723_1291057058981629_3759163500101657650_n

علي العكيدي

ذكرى إستشهاد الفريق الركن  عبد الكريم قاسم

إنجازات يفتخر بها العراق

علي العكيدي

في تاريخ العراق المعاصر وبعد إن تخلص عن تبعيتة للدولة العثمانية ،التي أذاقته الأمرين كما هو شأن بقية الدول التي كانت ضمن ممتلكاتها، والتي لم تقدم له أي خدمة قط ،كانت هناك مفاصل مهمة وحيوية وحلقات مضيئة وأخرى مظلمة ومفترقات طرق أوصلت البلاد فيما بعد الى مانحن فيه اليوم من مأسي وأحزان وتبعية ومذلة .

نور ساطع

من ضمن تلك الحلقات التي ما زال الناس يتذكرون نورها الساطع الذي ملأ العراق ضياءا متمثلا بأنجازات ومكاسب ما زال عطرها يملأ ساحة العراق بكل أبعاده هي فترة قيادة العراق من قبل الفريق الركن عبد الكريم قاسم ( رحمه الله تعالى) للمدة من 14 تموز 1958الى 9  شباط  1963 حيث ضل الرجل في قيادة الدولة حوالي أربع سنوات ونصف ، قدم خلالها من الإنجازات والمكاسب مالم يقدمه غيره ممن كان قبله  في الواجهة السياسية أوجاء بعده الى يوم الناس هذا، وعندما نتكلم بهذه الطريقة فالموضوع ليس إنحيازا لشخصه أو ميلا وحبا له دون مايبرر ذلك ،بل هي الحقيقة , وغير الحقيقة لاتبغي الأقلام الوطنية التي تعشق العراق وتتوقف عند مفاصل واقعه السياسي المعاصر . واليوم حيث يمر العراق بفترة حرجة من تاريخه المعاصر وهو على مفترق طرق أما توصله الى بر الأمان ليبدأ من جديد وهذا ما نريد ونتمنى , أو تخرج به بعيدا حيث الحرب الأهلية التي تأكل الأخضر واليابس لاسامح الله , أملنا بالشباب الواعي أن يكون صامدا وداعما وبصوة مستمرة لحق العراق الذي اغتصبته الجهات السياسية التي  هيمنت عليه طوال السنوات العجاف المنصرمة ، للخروج من الأزمة بسلام ،والدخول للمستقبل المشرق باذن الله ، وعليه فأن الوقوف عند ذكرى استشهاد الزعيم عبدالكريم قاسم الذي مثل وبقوة الزعامة الوطنية  الحقة التي قادت العراق وقدمت لأبناءه وأهله وتاريخه ووجوده ،مايمكن عده مفخرة وإنموذجا رائعا للوطنية وحب الوطن والتفاني من اجل حاضره ومستقبله، وبما أن الحديث عن حياة الزعيم رحمه الله السياسية حديث شيق وممتع كونه رجل كان صادق الوعود مع الله تعالى ،ومع الشعب حيث تجرد عن رغباته الشخصية ونذر  ساعات يومه للعمل بأتجاه المصلحة العامة التي كانت تمثل العمود الفقري لفلسفة الفكر السياسي الذي  كان يحمله الزعيم وهو يقود البلد من إنجاز الى إنجاز، لذا سنقف عند القليل مماذكره الكتاب والمؤرخين عن إنجازات الزعيم على الأرض، يقول  الدكتور كاظم محمد علي في كتابه (العراق في عهد عبد الكريم قاسم) /منشورات دار اليقظة، بغداد ،وهو يتحدث عن الجانب الاقنصادي فيقول( أما ما يتعلق بالنفط والقانون رقم 80 وأهميته على الساحة الاقتصادية فقد اهتمت ثورة 14 تموز 1958م به كونه جزء من التحرر الاقتصادي وبدأت مفاوضات إستمرت لفترة طويلة كان من حصيلتها إصدار القانون رقم 80 لسنة 1961 وجاء في الأسباب الموجبة لصدور القانون هو إنقاذ الشعب من براثن الاستعمار وانتزاع حقوقه كاملة غير منقوصة والتخلص من كل أمر يمس استقلال العراق السياسي والاقتصادي ورفع الغبن الذي لحق بالوطن نتيجة لتساهل حكام العـــــــــهد المباد في حقوق الوطن وفي ثروات البلاد وعقد الاتفــــــاقيات الجائرة ومنـــــــح امتياز النفط للأجنبي، إن أهمية القانون رقم 80 لسنة 1961 يكمن في إنه مكسب وجه لأول مرة في تاريخ العراق ضربة إلى الاحتكارات النــــــفطية العالمية أولا وكذلك منح العراق حق ممارسة سيادته الوطنية على جميع أراضيه ثانيا.

إن قانون رقم 80 لسنة 1961م قد حرر كامل الأراضي العراقية من سيطرة الشركات عدا مناطق الأبار المنتجة فعلا ومساحتها 1937 كم2 فقط أي إن التحرير بلغ تسع وتسعون ونصف المائة، لذا يُعد القانون على إنه روح الثورة ونبضها سياسيا واقتصاديا، وكان أقرب إلى تأميم حقيقي للمخزون الهائل من الثروة النفطية إذ انه لم يُبقِ في حوزة الشركات الأجنبية سوى جزء محدود منه.

عمل متطرف

ومن هنا فان القانون كان يمثل إلى ذلك الحين أقصى عمل متطرف قد اتخذ في الشرق الأوسط ضــــــــد شركات النفــــــــط منذ إعلان ايران التاميم سنة 1951 وهو كذلك بداية الطريق الذي سلكه العراق لتحقيق حلمه الكبير في تملكه لموارده النفطية والسيطرة عليها، فضلا عن كونه ثورة ضد استغلال الشركات الأجنبية لحقوق العراق والأمة العربية وانقلاب مهم في صناعة النفط العالمية فضلا عن انه أول عمل ثوري ناجح بعد تأميم قناة السويس عربيا. وبعد صدور القانون أصدر عبد الكريم قاسم أوامره إلى السلطات العسكرية بإيقاف عمليات التحري والحفر في جميع أنحاء العراق وأجبر الشركات على تسليم العراق جميع الخرائط والمعلومات الجيولوجية المتعلقة بهندسة النفط الخاصة بالأراضــــــي المحررة.

ثم اتجهت الثورة  بعد ذلك إلى تصفية الجهاز الفني الأجنبي في مصفى الدورة، وهو المصفى الرئيس الذي يُعتمد عليه في تجهيز منتجات النفط والدهون في الجمهورية العراقية وإحلال الخبراء العراقيين محل الأجانب الذين كثيرا ما كانوا يشكلون عامل ضغط على الحكومة العراقية، والتوسع في إنتاج النفط العراقي حيث أعدت التصاميم لرفع إنتاج حقول البصرة إلى 22 مليون طن سنويا اعتبارا من 1961) الى هنا  انتهى كلام  الدكتور  كاظم، ومن هنا نرى حجم الوفاء للوطن  من قبل رجل عسكري أصر وبكل قوة مع زملائه على ان يتركوا بصمات واضحة في تاريخ العراق المعاصر، ساهمت بشكل مباشر بتطوره وتالقه حتى  عام  1980 حيث بدات الحرب العراقية الايرانية وبدا التراجع يُخيم على العراق ، لكنه كان بطييئا ثم ازداد بعض الشي أثناء فترة الحصار، حتى بلغ درجات عالية جدا بعد نيسان 2003م حين سيطرت على مقدرات البلد الأحزاب السياسية التي عاهدت نفسها على ان لاتبقي في العراق مايريح النفوس ولا يملي الوجدان أملا بالمستقبل، فصار ماصار  حتى ضاع الوطن وأصبح العوبة بيد دول الجوار،  تحية والف تحية لذلك العسكري الشجاع(عبد الكريم قاسم) وهو في عليين مع الشهداء والصديقين ،فقد كان عراقيا  بـــــــكل توجهاته واساليب عمله ومنجـــــــزاته على أرض الواقع،نناديه وهو عند الرفيق الأعلى قائـــــــــلين له: كم نحن كعراقيين بحاجة ماسة الى رجل غيور على بلده مثلك ايها المقدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *