result.png12

صباح البغدادي

*بعد أنهاء كافة أشكال الوجود الإيراني في سوريا بصورة شبه كاملة ,  وكذلك قطع طريق حرير الهلال الشيعي بصورة شبه نهائية , والذي كان من أبرز محاور نقل مختلف المعدات والأسلحة والأموال الى “حزب الله” ومع اجديد العقوبات على إيران والتي أصبحت أكثر  حدة من ذي قبل الصارمة الحادة فإنهم يجدون حاليا صعوبة بالغة ومحفوفة بالمخاطر لغرض إعادة تهريب او حتى أرسال الأموال من خلال المسافرين والطائرات المدنية , حتى مع الحوالات المصرفية , لذا ومن هذا المفهوم نحن نعتقد جازمين لذا سيكون من أهم مصادر التمويل المادي التي سوف يتخذها ويعتمد عليها كمورد أساسي “حزب الله” ويركز عليه الآن وبالمستقبل هو التعامل والاستثمار في مختلف أنواع العملات المشفرة لان من خلالها يصعب على الآخرين تعقب مصادر هذا التمويل.

** قيادات ومقاتلين “حزب الله” أصبحوا حاليآ عاجزين كليآ ومكبلين اليدين بعد موافقتهم على بنود وقف إطلاق النار , حتى بعد انتهاء مهلة الستون يوما , ما يزال الجيش الإسرائيلي يمارس هواياته المفضلة في عمليات القصف للمناطق والقرى والبلدات الحدودية ومنع سكانها من العودة إليها ومن دون أن يكون هناك رد فعلي حقيقي وصارم لغرض إيقاف مثل هذا الاستهتار والتعدي.

لنضع رمزية ارتداء الخاتم في سردية وفرضية زيارة ومقابلة الرئيس اللبناني “جوزيف عون” للرئيس “دونالد ترامب ” وهو يضع على بدلته الرسمية شعارآ لحزب الله أو خارطة فلسطين من البحر الى البحر , هل سوف تمر هذه الحادثة مرور الكرام ؟ وهل سوف يقبل بها الرئيس الأمريكي “ترامب” من الاساس  بمقابلته ؟ ناهيك عما سوف تقوله الصحافة وبالأخص الإسرائيلية وتشن حربا شعواء على ارتداء هذا الشعار، ؟مع العلم بأن رمزية ارتداء شارات ووضع الصور في اعتقادنا بأن أول من ابتدعها الرئيس الراحل “معمر القذافي” ومن خلال وضع صورة كبيرة وبارزة على بدلته الرسمية للمجاهد “عمر المختار” عند زيارته الى دول الاتحاد الأوربي وبالأخص إيطاليا , الذي كان وما يزال رمزًا كبيرًا للبطولة وكان الراحل “القذافي” يسعى إلى هذه الرمزية لتعزيز الهوية الوطنية الليبية والمقاومة ضد الاحتلالات الأجنبية.وكوسيلة للتأكيد على رفض ليبيا للاستعمار الإيطالي وتذكيرهم بماضيهم الاستعماري . وكانت هذه الزيارات دائما تحمل في طياتها رسالة سياسية قوية، حيث أراد “القذافي” من خلالها أن يبرز الجرح التاريخي الذي خلفه الاستعمار الإيطالي في ليبيا ويُظهر للعالم أن ليبيا لم تنسَ تضحياتها وأبطالها مثل “عمر المختار” وبالإضافة إلى ذلك، كان الرحل “القذافي” يهدف من خلال هذه الرمزية كذلك إلى تسليط الضوء على مفهوم “العدالة” و”المقاومة” ضد القوى الاستعمارية، وهو ما كان جزءًا مهم تتصف بها دائما خطاباته السياسية.

ترجم ما يمر به حاليآ “حزب الله” من حالة العجز والشلل المعنوي ومن خلال قراءة وما نشاهده من الصدام الكلامي ومن خلال ضيوف البرامج الحوارية على القنوات الإخبارية اللبنانية  , تترجم كذلك من خلال الجدل السياسي والذي ما تزال أصداؤه بين فرقاء وأحزاب العملية السياسية من جهة ,والحكومة اللبنانية والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والصحافة من جهة أخرى , حول زيارة نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط السيدة “مورغان أورتاغوس ” إلى لبنان واللغة الحادة والصريحة والواضحة التي استخدمتها خلال مؤتمرها الصحفي بعد مقابلة الرئيس “عون” بخصوص مستقبل ومشاركة “حزب الله” في الحياة السياسية والبرلمانية وبالأخص وجوده العسكري المسلح ,ومن خلال متابعتنا لوقائع المؤتمر الصحفي , واللغة التي نعتقد بانها قد تعدت فيها حدود اللياقة الادبية والأعراف الدبلوماسية بين الدول , وكأنها يخيل إليك بان ما تم ذكره من قبلها هي أوامر واجبة التنفيذ على الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء القاضي ” نواف سلام” وردا منها على مجمل أسئلة صحفي القنوات الإخبارية عن دور “حزب الله ” في الحكومة المقبلة صرحت بأن: “وضعنا في الولايات المتحدة خطوطا حمراء واضحة، تمنعهم من ترهيب الشعب اللبناني مرة ثانية ، بما في ذلك عبر مشاركتهم في الحكومة المقبلة” وأضافت “لقد بدأت نهاية عهد حزب الله في الترهيب في لبنان وحول العالم , قد انتهى” ولكن ما لفت الانتباه بعدما أبدت كذلك : “امتنانها وشكرها لإسرائيل على هزيمة حزب الله “.

أن تداول نشطاء على منصات شبكات التواصل الاجتماعي صورة لخاتم السيدة “مورغان” وعليه “نجمة داوود” وذلك أثناء مصافحتها للرئيس اللبناني , تعكس معها مدى ما وصل اليه من التخبط والعشوائية واتخاذ القرارات في الداخل اللبناني بين جميع القوى الحزبية ومن حيث مشاهداتنا ومتابعتنا للحدث واندلاع على أثرها معركة كلامية أخرى حامية الوطيس بين معارض بشدة ومنتقد وبين مرحب وأخر مستهزئ بما وصل اليه حال “حزب الله” وهو في حالة احتضار ويلفظ انفاسه الاخيرة للبقاء على قيد الحياة وبعد أثارت صورة السيدة “أورتاغوس” وهي ترتدي خاتمًا عليه “نجمة داوود”.

نعتقد بأن طريقة الكلام واللغة الجافة التي استخدمتها السيدة ” أورتاغوس” بخصوص مستقبل “حزب الله” ومن دون أن تكترث وتبالي حتى بعواقب ردود الأفعال من مناصرين ومؤيدين وقادة ” حزب الله ” وعلى الرغم من أن الرئاسة اللبنانية حتى في ردها على ما جاء بالتصريحات تركت الأمر معلق ومن دون إجابة واضحة وصريحة , وعلى الرغم من ان بعض تصريحاتها المستفزة , نعتبرها تدخل صريح وواضح في شأن سياسي لبناني صرف , ولكن مع الاسف الوضع السياسي وبالأخص الاقتصادي المنهار يجعل الآخرين أن يتفوه بمثل تلك العبارات والجمل القاسية والبعض لا يريدون ان يزيدوا الطين بلة , او بمعنى اخر اكثر وضوحا , خفض الرؤوس التي كانت لدى حاضنتها الشعبية شامخة دوما ومرفوعة بوجه رياح الآخرين , وأتت الان ليس برياح عادية مثل قبل , وإنما تسونامي سياسي مصحوب بعواصف عسكرية ترامبية تأخذ معها و تشعل وتحرق الأخضر واليابس , وما سوف يجري من تغيرات جيوسياسية منتظرة في منطقة الشرق الأوسط خلال الأربع سنوات القادمة من فترة رئاسته , ومع تصريح المستفز الأخر لرئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو ” بخصوص توطين أهل قطاع غزة وإعطائهم أرض دائميه في المملكة العربية السعودية ؟ لذا يمكن أن نلخص زيارة المبعوثة الأمريكي السيدة ” أورتاغوس” وما يمكن أن نستنتجه منها وعلى سبيل المثال وليس الحصر والتي تتمثل بالاتي:

1)بما أن السياسة الأمريكية أصبحت واضحة وثابتة من خلال اعتبار “حزب الله” منظمة إرهابية، وعلى الرغم من أن هذه السياسة ليست بجديدة . ولذلك، من الطبيعي أن تكون تصريحات المسؤولين الأمريكيين صريحة وحادة تجاه الحزب، وخاصة في ظل استمرار التوترات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي ما تزال رمادها ساخن ونسمعه بين الحين والأخر من خلال تصريحات المسؤولين.

2) الضغوط السياسية والاقتصادية التي يمر بها لبنان والمتمثلة بأزمة اقتصادية حادة وخانقة وشدتها تراه على الحالة والمستوى المعيشي للمجتمع , لذا بدورها تراه الولايات المتحدة بأن هذا التوقيت مناسب لممارسة ضغوط إضافية على الحكومة اللبنانية وحلفائها، وبما في ذلك “حزب الله” لتغيير سياساتهم بالمنطقة أو حتى تقليل مدى اتساع وسيطرة نفوذه وبالتالي إنهائه تدريجيا والى الأبد.

3)بعد وصول ترامب إلى السلطة أصبح لدى البيت الأبيض ثقة مفرطة جدآ وأن لديها ما يكفي من النفوذ السياسي والقوة العسكرية للرد بصرامة وحزم عن أي ردود فعل سلبية أو مغامرة عسكرية قد تكون غير مدروسة من قبل حزب الله لذا ترى بأنها قادرة على الرد فورا بكافة الوسائل المتاحة لديها و دون حتى أدنى تفكير باي نتائج عسكية قد تنتج عن الفعل ورد الفعل.

4)حاليآ السياق الذي نراه الآن وفي ظل التطورات الإقليمي المتلاحقة والأوضاع التي أصبحت عليه بعد هجوم السابع من أكتوبر وحتى بما وصل اليه الامر في ذلك من التوترات مع إيران (الداعم الرئيسي لحزب الله) فإن من خلالها توجه الولايات المتحدة وتريد إرسال رسالة قوية بأنها لن تتهاون من الان وصاعدا مع ما تعتبره تهديدا لمصالحها و حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة وعلى راسهم إسرائيل.

مع ذلك، ورغم كل ما سبق ذكره، فإن تصفية العشرات بل المئات من مقاتلي النخبة وقادة “حزب الله” البارزين، لم تنجح في تجريد الحزب بالكامل من قدراته العسكرية والأمنية. فالحزب ما زال يمتلك، حتى وإن كان بالحد الأدنى، إمكانيات قد تمكنه من خوض مواجهة أخيرة مع إسرائيل، أو الحفاظ على ما تبقى من قوته القتالية ــ هذا ما يتم العمل عليه حاليآ من قبل قيادات فيلق القدس ــ  وسواء من حيث العدد المحدود من المقاتلين أو المعدات العسكرية المتبقية. وهذه القدرات قد تكون كافية لإعداد الحزب لسيناريو محتمل لحرب إقليمية واسعة النطاق، أو حرب ومواجهة مباشرة قد تشتعل فجأة في أي لحظة بين إيران وإسرائيل.

لكن في المقابل، لا يمكن إغفال التحديات الجسيمة التي تواجه “حزب الله” خاصة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. في الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها إيران ولبنان، بالإضافة إلى الضغوط الدولية المتزايدة والتهديدات الإسرائيلية المستمرة، تشكل جميعها عقبات كبيرة قد تحد من قدرة الحزب على الصمود على المدى الطويل.

في خضم هذه الظروف السياسية المعقدة ، يبقى لدينا السؤال الأكبر : هل يستطيع حزب الله حقًا الحفاظ على توازنه الدقيق بين دوره كقوة مقاومة ضد إسرائيل من جهة، وكونه أداة لحماية المصالح الإيرانية في المنطقة من جهة أخرى؟ أم أن التحديات المتزايدة ستجعل هذا التوازن مستحيلاً، مما قد يؤدي إلى تراجع نفوذه وقدرته على التأثير في المعادلات الإقليمية من الان وصاعدا ؟ هذا ما سوف تضع له أساسيات السياسة الامريكية وما سوف نراه صراحة خلال فترة الأربع سنوات القادمة للعهد الترامبي المليئة بالخوف والترقب ومما هو ما يزال مخفي في جعبته من أفكار شاذة وغير منطقية تكون خارجة عن نطاق المالوف وزمن التغطية الاعلامية !

sabahalbaghdadi@proton.me

2 thoughts on “سيدة فيمدوم خاتم نجمة داوود هل أنهت سردية مستقبل حزب الله اللبناني في مواجهة إسرائيل!

  1. اولا اسمه الهلال الايراني.. فعن اي هلال شيعي تتحدث.. فالشيعة العرب بالعراق وسوريا ولبنان واليمن هم الضحايا.. الفقر والفساد و المخدرات وانهيار الطاقة و الصناعة والزراعة..
    لتذهب ايران وهلالها للجحيم

    1. السيد حسين كاظم المحترم
      لدي مقال قبل اكثر من عشرة سنوات ولم اجده في الارشيف مع الاسف في ذاك المقال قارنت بين طريق الحرير التي تعتزم اعادة احيائه الصين الشيوعية الكافرة الملحدة والهلال الشيعي الايراني الذي كان يريده المقبور قاسم سليماني وهذه العبارة اعلاه هي مجرد اسقاط والسخرية مما وصل اليه حال الايرانيون بعد خسارتهم مليارات الدولارات على ادامة هلالهم الشيعي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *